ناقش مؤتمر الناشرين التاسع، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، قبيل انطلاق فعاليات الدورة الـ 38من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مجموعة من المحاور التي تصب في مصلحة الارتقاء بواقع النشر، حيث عقد ثلاث جلسات حوارية استضاف فيها مجموعة من الناشرين والخبراء، والكتّاب العرب، للحديث عن أهم القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الكتاب، وسبل الارتقاء به.
وفي افتتاح الجلسات التي استضافتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة صباح الاثنين، عقد المؤتمر جلسة حوارية جمعت كلّاً من الروائي المصري أحمد خالد مصطفى، والكاتب الروائي عبد الوهاب الرفاعي، والكتاب عمرو عبد الحميد، حيث تحدثوا عن تجاربهم في مجال الكتابة الإبداعية، وأهمية تقديم مواضيع تثري ذائقة ومعارف الأجيال الجديدة من الأطفال واليافعين.
واستهل مصطفى حديثه في الجلسة التي أدارتها الكاتبة والصحفية الفلسطينية بديعة زيدان، بالوقوف عند كل ما يتعلق بالكتابة للأجيال الجديدة، موضحاً أن الفئات اليافعة عندما تقرأ الروايات تتعرّف على حقائق لأول مرة، من خلال حبكة العمل وقضيته.
وأكد أن الرسالة التي يريد إيصالها تتجلى في تحويل الشخص الذي لا يحب القراءة إلى قارئ، موضحاً أنه يسعى من خلال مؤلفاته إلى مخاطبة هذه الفئة وأخذها نحو اكتشاف الآفاق المعرفية والابداعية وتعزيز قربها من الكتاب بشكل أكبر.
من جهته قال الروائي عبد الوهاب الرفاعي:" أفت 23 كتاباً حتى الآن في مجال الخيال العلمي وأدب الرعب، وتأثرت بكثير من الأدباء أبرزهم إدغار ألآن بو، وستيفن كينغ، ونحن في العالم العربي نمتلك مجتمعات فتية حيث إن غالبية أفراد المجتمع دون 30عاماً، وعلى الرغم من هذا العدد الهائل لا يوجد كتّاب بالعدد المطلوب، ومن يكتب لهذا الجيل قلة، وكان لدي حلم منذ بداياتي أن أرى جميع أفراد المجتمع يتخذون الكتاب رفيق حياة، وتملّكني شغف في ملء الفراغ في المكتبة العربية ووجدت أن الكتابة في هذا المجال تستهوي هذه الفئة".
وحملت ثاني الجلسات، عنوان استراتيجية الناشر الرقمي، طرق جديدة للرواية، تحدث فيها كلّ من آما دادسون، المؤسس والمدير التنفيذي لدار "أكو بوكس أوديو" لنشر الكتب الصوتية من غانا، وتشيكي ساركار، مؤسس دار "جاكرنوت بوكس" للنشر الرقمي من الهند، ومحمد شوقي، دار "عصير الكتب" للنشر من مصر، وأنانثا بادمانابهان، المدير التنفيذي لدار "هابر كولينز" للنشر من الهند، وأدارها بورتر أندرسون، رئيس التحرير، مجلة "بابلشينغ بيرسبيكتيفز".
واستهلت دادسون، التي تعتبر أول ناشرة للكتب الصوتية في غانا، حديثها بالإشارة إلى وجود جيل مقبل بشكل كبير على الاستماع للكتب الصوتيّة سواء على صعيد القارة الأفريقية أو العالم.
من جهتها أكدت تشيكي ساركار أن "الطباعة لن تموت، سيكون الكتاب الإلكتروني والصوتي إلى جانب الورقي، ويجب على دور النشر إيجاد الخيارات للقراء وما نستطيع بيعه من خلال مواقع التواصل مختلف ويسهم في إتاحة الفرصة لتبادل المعرفة والتسويق للكتاب بشكل أكبر فالواقع التكنولوجي كبير وله خياراته وعلى الناشر أن يستفيد منها، ويوجد عدد كبير من القراء خاصة في الهند يعتمدون على الكتب الإلكترونيّة، والصوتيّة".