الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

حقنة واحدة لعلاج الحساسية

حقنة واحدة لعلاج الحساسية
أظهرت إحدى الدراسات التجريبية التي أجريت بقيادة علماء من جامعة ستانفورد أن حقنة واحدة يُمكن أن تعالج الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية الشديدة للفول السوداني.

وتتكون تلك الحقنة من مجموعة من الأجسام المضادة التي يُمكن أن تسمح لهؤلاء الأشخاص بتناول كميات صغيرة من بروتين الفول السوداني بعد أسبوعين فقط من تلقي ذلك العلاج.

وتقدم الدراسة أدلة مبكرة على أن الأجسام المضادة تُعد علاجات آمنه وفعالة وسريعة لحساسية الطعام.


وهناك حاجة ماسة لعلاجات الحساسية، إذ يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من حساسية الغذاء، التي يُمكن أن تظهر على الأشخاص في أي وقت من الحياة.


تتطلب العلاجات المتوفرة تناول جرعات صغيرة متصاعدة تدريجياً من أمصال مكونة من مُسببات الحساسية الغذائية تحت إشراف طبي، ويستغرق ذلك النوع من العلاج نحو عام كامل، يُعاني خلاله معظم المرضى من أعراض الحساسية الشديدة.

إلا أن العلاج الجديد يفتح باباً جديداً للأمل، إذ إن المرضى يُمكنهم تناول الفول السوداني بعد 15 يوماً من الحقن بالأجسام المضادة، من دون ظهور أية أعراض تحسسية على الإطلاق.

وقال المؤلف الأول للدراسة المنشورة في دورية JCI Insight، كاري نادو، إن المرضى أظهروا استجابة رائعة لذلك العلاج، مشيراً إلى أن العلاج لا يزال في المراحل التجريبية، إلا أنه يُقدم آمالاً كبيرة ليس في حالة حساسية الفول السوداني فحسب، بل لأمراض الحساسية الأخرى أيضاً.

تتولد الحساسية من إطلاق مجموعة من الاستجابات المناعية الخاطئة، إذ يقوم جزيء يُعرف باسم interleukin-33 بتحفيز تفاعلات الحساسية.

ففي حساسية الفول السوداني مثلاً؛ يؤدي تناول الفول السوداني إلى تنشيط ذلك الجزيء، والذي يقوم بدوره بتغذية ردود الفعل التحسسية، الأمر الذي تنجم عنه حساسية الفم والحلق وصعوبة في التنفس، ما يؤدي إلى ما يُعرف باسم صدمة الحساسية، التي يُمكن أن تكون قاتلة!

يتكون العلاج الجديد من أجسام مُضادة تُسمى etokimab، ويقوم بإعاقة عمل ذلك النوع من الجزيئات المُسببة للحساسية عبر تثبيطها تماماً، وهو أمر واعد يُمكن أن يكون فعالاً في جميع أنواع ذلك المرض.

قام الباحثون بتجربة ذلك العلاج على 15 بالغاً مُصابين بحساسية شديدة للفول السوداني، إذ قام العلماء بحقنهم جميعاً بذلك العقار، وتمكّن 11 شخصاً منهم - ما نسبته 73 % - من تناول 275 ملليغراماً من بروتين الفول السوداني من دون ظهور أية أعراض.

ولم يُبلغ هؤلاء المرضى عن آثار جانبية شديدة لذلك الدواء.

وسيقوم الباحثون مستقبلاً بتكرار التجربة مع عدد أكبر من المشاركين، لتحديد المدى الآمن وفاعلية الدواء على نطاق واسع.