الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

3 فنانات شابات يطورن مقتنيات قديمة بوسائط عصرية في «فن أبوظبي»

يمتاز معرض آفاق الذي يأتي ضمن فعاليات «فن أبوظبي 2019» الذي انطلق أمس في منارة السعديات ويستمر إلى الثامن من فبراير المقبل، بقدرته على أرشفة لحظات من العصور الماضية بطريقة فنية حداثية ومتميزة صممتها ثلاثة فنانات إماراتيات في مقتبل العمر، بجهود ومهارات ذاتية أبهرت رواد المعرض.

وعملت الفنانات الثلاث وهن عائشة حاضر، روضة الكتبي، شيخة فهد الكتبي على جمع مقتنيات قديمة وتاريخية لأشخاص عاشوا على أرض الإمارات، ثم صممن منها قطعاً فنية جديدة باستخدام تقنيات التصوير والوسائط المتعددة وأدوات الفن التشكيلي بأكمله.

واستمدت الفنانات الثلاث إلهامهن من المشاهد الطبيعية الخلابة والفريدة المحيطة بأبوظبي وكذلك الحياة اليومية للإماراتيين والمقيمين في المنطقة، وقدمن أعمالهن الفنية في المعرض تحت عبارة للشاعر محمود درويش «أثر الفراشة لا يُرى.. أثر الفراشة لا يزول».


وتأتي مشاركة الفنانات في «فن أبوظبي 2019» بعد حضور برنامج إرشادي طوال عام كامل بإشراف قيم فني، تخللته ورش عمل وزيارات إلى الاستوديوهات الفنية.


وتمثل أعمالهن الفنية استكشافاً جريئاً لواقع يقدم إمكانيات بصرية جديدة، ويجمع بين ممارساتهن تقنية الغياب والحضور والارتباط بطريقة معينة من التعبير، وليس فقط بالأدوات المستخدمة.

ويتمكن زوار المعرض من الاطلاع على مجموعة من الأعمال الفنية للفنانة التشكيلية الشابة عائشة حاضر، التي تسعى إلى رسم صورة لمجتمعها عبر جمع الأشياء ودمجها معاً.

ولفتت الفنانة الشابة إلى أنها تعمل على انتقاء مجموعة من قطع الأثاث، بعض منها عتيق الطراز والبعض الآخر يحمل ذكريات شخصية، لتدمجها مع أعمالها التركيبية لتقدم لزوار فن أبوظبي 2019 لمحة جمالية عن البيئة المحلية وجانب من الحضارات الماضية.

وتعمل عائشة حاضر كذلك على توثيق آثار البحار على القطع الخاصة والملابس، كما تعمل على تصويرها بصورة ذاتية مع مرور الوقت، لتحاكي عبر أسلوبها الفني شكلاً من أشكال الانتشار والاختفاء.

أما الفنانة روضة الكتبي فاتجهت بنفسها إلى الأماكن المهجورة في الدولة، للبحث عن مقتنيات وقطع وأشياء مهملة استخدمت سابقاً، لمساعدتها على السفر عبر الزمن بحثاً عن الماضي.

وترى روضة الكتبي أن تلك الأماكن المهجورة هي بمثابة مواقع أثرية غنية بقطع متميزة استطاعت أن تقاوم عوامل الزمن، بما فيها شرائط التسجيل والمقاعد والمعدات المنزلية المختلفة، كما التقطت صوراً لجدران بعض من تلك المناطق ودمجتها في تصاميمها للسجاجيد التي نفذتها.

وتعمل الفنانة الإماراتية الشابة على جمع تلك المقتنيات ومن ثم تطليها بالمواد الحامضية والكيميائية الأخرى لتساعدها على قياس الزمن ببصيرة حادة، علماً أن أعمالها التركيبية المعروضة في «آفاق 2019» تعد تمثيلاً لما هو غير مرئي.

من جهتها، عملت الفنانة شيخة فهد الكتبي التي تستخدم تقنيات رسم الخرائط ذاتية التصميم، على رسم خريطة لمسقط رأسها في مدينة العين من خلال ما تحمله من أشياء محفورة في ذاكرتها.

يذكر أن برنامج «آفاق 2019» في فن أبوظبي يعمل على تعزيز منظومة الفن المحلية عبر مبادرتي «آفاق: تكليف الفنانين» و«آفاق: الفنانون الناشئون».أعمال الفنانات الإماراتيات الثلاث تشهد تفاعلاً ملحوظاً من رواد المعرض في منارة السعديات. (الرؤية)