الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

دراسة تنشر نتائج مروعة عن نسبة المراهقين المتجاهلين للأنشطة البدنية

دراسة تنشر نتائج مروعة عن نسبة المراهقين المتجاهلين للأنشطة البدنية
أظهرت دراسة علمية نُشرت نتائجها، أمس، في دورية «لانسيت» الطبية، بيانات صادمة تتعلق بممارسة الرياضة في مرحلة المراهقة.

وقالت الدراسة إن أكثر من 80% من المراهقين في جميع أنحاء العالم لم يلبوا التوصيات الصحية الحالية الخاصة بممارسة نشاط بدني لمدة ساعة واحدة يومياً على الأقل.

ووجدت الدراسة التي تستند إلى بيانات أبلغ عنها 1.6 مليون طالب تتراوح أعمارهم ما بين 11 إلى 17 عاماً أن البنات أقل نشاطاً من الأولاد في جميع المدارس، إذ تصل نسبة ممن يُمارسن النشاط البدني لأكثر من ساعة واحدة يومياً إلى 15% فقط، فيما تصل نسبة الفتيان إلى 22% في جميع البلدان التي شملتها الدراسة والبالغ عددها 146 بلداً.


وتُعد تلك الدراسة هي الأولى من نوعها على الإطلاق لقياس الاتجاهات العالمية للنشاط البدني عند المراهقين من الشابات والشبان.


ويقول مؤلفو الدراسة إن مستويات النشاط البدني غير الكافي لدى المراهقين لا تزال مرتفعة للغاية، مما يعرض صحتهم الحالية والمستقبلية لمخاطر جمة. وبحسب مؤلفة الدراسة الدكتورة «ريجينا جوتهولد» فإن هناك حاجة ماسة «لإجراءات سياسية عاجلة لزيادة النشاط البدني، وخاصة بالنسبة للفتيات اللائي يحتجن إلى تعزيز مشاركتهن في الأنشطة البدنية المختلفة».

وتشمل الفوائد الصحية لنمط الحياة البدني النشط أثناء فترة المراهقة تحسين اللياقة البدنية، وتقوية عضلات القلب، والجهاز التنفسي، وصحة العظام، وتأثيرات إيجابية على الوزن. وهناك أيضاً أدلة متزايدة على أن النشاط البدني له تأثير إيجابي على التطور المعرفي، والتواصل الاجتماعي، وغيرها من التأثيرات التي تستمر في مرحلة البلوغ.

لكن؛ ولتحقيق تلك الفوائد، توصي منظمة الصحة العالمية بالقيام بنشاط بدني معتدل أو قوي لمدة ساعة أو أكثر كل يوم.

وقدر مؤلفو الدراسة عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 17 عاماً والذين لا يلبون هذه التوصية بنسبة 80% من إجمالي عدد أطفال ومراهقي العالم. وتم جمع البيانات من خلال الدراسات الاستقصائية المدرسية على مستويات النشاط البدني. شملت تلك الدراسات بيانات خاصة بالوقت الذي يقضيه الطلاب في اللعب النشط والترفيه والرياضة والأعمال المنزلية النشطة والمشي وركوب الدراجات أو أنواع أخرى من النقل النشط، والتربية البدنية والتمارين المخطط لها.

وأشارت الدراسة إلى وجود مشكلة ضخمة في نتائج تحليل تلك البيانات، إذ إن الفترات التي يقضيها الطلاب في المدارس تتسم بالكسل الشديد. وقالت «جوتهولد» إن هناك حاجة لتغيير السياسات الخاصة بالتعليم، والتخطيط الحضري، والسلامة على الطرق، وغيرها من الأمور التي تُساهم في رفع مستويات النشاط البدني وصحة ورفاهية جميع الناس، بما فيهم المراهقون.

وتضيف الدكتورة فيونا بول، إحدى المشاركات في الدراسة أن الشباب الصغير:«لهم الحق في اللعب وممارسة الرياضة» وينبغي أن تتاح لهم الفرص «لإعمال حقهم في الصحة البدنية والعقلية والرفاهية».

وتُشير «فيونا» في تصريحات صحافية تلقت «الرؤية» نسخة منها إلى أن «الإرادة السياسية القوية والعمل على الحد من المشكلة يُمكن أن يُعالج كسل المراهقين، الذي وصل لمستويات غير مسبوقة، إذ إن أربعة من كل 5 مراهقين لا يتمتعون بالفوائد التي يجلبها النشاط البدني المنتظم، سواء من الناحية الصحية، أو الاجتماعية أو البدنية أو العقلية». وترى «فيونا» أن صانعي السياسات وأصحاب الرؤى يجب عليهم «العمل الآن من أجل صحة هذه الأجيال الشابة».

وقدرت الدراسة الجديدة لأول مرة الكيفية التي تغيرت بها اتجاهات النشاط البدني بين عامي 2001 و2016 في أكثر من 146 دولة.

وأشارت الدراسة إلى انخفاض معدل انتشار النشاط البدني غير الكافي بشكل طفيف في الأولاد بين عامي 2001 و2016 (من 80% إلى 78%) ولكن نسبة انتشار «الكسل» أو عدم بذل مجهود بدني كافي بين الفتيات كانت كما هي (حوالي 85%).

وأظهرت الدراسة أن أكبر انخفاضات في النشاط البدني عند الأولاد كانت في دول: بنغلاديش (من 73% إلى 63%)، وسنغافورة (78% إلى 70%)، وتايلاند (78% إلى 70%)، بنين (79% إلى 71%)، أيرلندا (71% إلى 64%)، والولايات المتحدة الأمريكية (71% إلى 64%). ومع ذلك، كانت التغييرات بسيطة بين الفتيات، حيث تراوحت بين انخفاض في نقطتين مئويتين في سنغافورة (85% إلى 83%) إلى زيادة نقطة مئوية واحدة في أفغانستان (87% إلى 88%).

ويقول مؤلفو الدراسة إن استمرار تلك المعدلات سيعوق تحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض نسبة النشاط البدني غير الكافي بمقدار 15% والذي سيؤدي إلى انتشار عالمي للكسل بنسبة أقل من 70% بحلول عام 2030. وكانت كل دول العالم الأعضاء في الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية قد وافقت على تلك النسبة في الاجتماع الذي انعقد عام 2018.

في عام 2016، كانت الفلبين هي الدولة الأكثر انتشاراً لنشاط غير كافٍ بين الأولاد (93%)، في حين أظهرت كوريا الجنوبية أعلى المستويات بين الفتيات (97%) وكلا الجنسين مجتمعين (94%). ما يجعلهما الأكسل في العالم. وكانت بنغلاديش هي الدولة الأقل انتشاراً في النشاط البدني غير الكافي بين الأولاد والبنات، وكلا الجنسين مجتمعين 63% و69% و66% على التوالي.

تم العثور على أفضل مستويات النشاط لدى الأولاد في بنغلاديش والهند والولايات المتحدة الأمريكية. يلاحظ المؤلفون أن المستويات المنخفضة للنشاط البدني غير الكافي في بنغلادش والهند (حيث كان 63% و72% من الأولاد غير نشطين بشكل كاف في عام 2016، على التوالي) يمكن تفسيرها من خلال التركيز القوي على الرياضة الوطنية مثل لعبة الكريكيت. ومع ذلك، قد تكون معدلات الولايات المتحدة (64%) مدفوعة بالتربية البدنية الجيدة في المدارس، والتغطية الإعلامية الواسعة للرياضة، والتوافر الجيد للأندية الرياضية (مثل هوكي الجليد، أو كرة القدم الأمريكية، أو كرة السلة، أو البيسبول).

بالنسبة للفتيات، لوحظت أدنى مستويات النشاط غير الكافي في بنغلادش والهند، ويمكن تفسيرها بعوامل اجتماعية، مثل زيادة الأعمال المنزلية في المنزل للفتيات.

وقالت «لين رايلي» من منظمة الصحة العالمية إن هناك حاجة إلى مزيد من الفرص للوفاء باحتياجات الفتيات واهتماماتهن وجذبهن لممارسة النشاط البدني خلال مرحلة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ. وتشير «رايلي» إلى أن تحقيق أهداف زيادة النشاط البدني للشباب تتطلب أن تدرس الحكومات العديد من الأسباب وأن تعالج اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والبيئية - التي يمكن أن تديم الاختلافات بين الأولاد والبنات.

وتشير الدراسة إلى أنه يجب على الدول تطوير أو تحديث سياساتها وتخصيص الموارد اللازمة لزيادة النشاط البدني. إذ يجب أن تزيد السياسات من جميع أشكال النشاط البدني، بما في ذلك التربية البدنية ومحو الأمية الرياضية، والتشجيع على المزيد من الألعاب الرياضية، وتوفير فرص اللعب النشطة والترفيه، وكذلك توفير بيئات آمنة حتى يتمكن الشباب من المشي وركوب الدراجة بشكل مستقل. يتطلب العمل الشامل الانخراط مع قطاعات متعددة وأصحاب مصلحة، بما في ذلك المدارس والأسر ومقدمو الرياضة والترفيه والمخططون المدنيون وقادة المدن والمجتمع.