الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

شعراء إماراتيون يغادرون القصيد إلى السينما.. ومثقفون: «ديوان العرب» يتوارى محلياً

شعراء إماراتيون يغادرون القصيد إلى السينما.. ومثقفون: «ديوان العرب» يتوارى محلياً

بدور العتيبي

أرجع شعراء إماراتيون وعرب، مغادرة شعراء إماراتيين القصيدة إلى وهج وألق السينما، إلى انحسار وتواري اللغة المكتوبة أمام الفنون البصرية، لا سيما السينما والدراما اللتين بات لهما جمهور أوسع وتدران دخلاً أكبر، معتبرين السينما نوعاً من الشعر البصري على الشاشة.

وأكد مثقفون التقتهم «الرؤية»، أمس الأول، أثناء افتتاح الدورة الـ18 من مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة، أن التمايز بين الفنون لا ينفي تداخلها، منوهين بأن مساحة الإبداع واسعة، لكن الأهم أن يمتلك المبدع أدواته التي تؤهله للدخول في أي مجال إبداعي آخر.

وأشاروا إلى أن المبدع الحقيقي لا يمكنه الانحياز لنوع معين من الأجناس الأدبية، نتيجة انفتاحه على كل الفنون، لا سيما الشعراء.

ونوهوا بأن «ديوان العرب» يجمع بين أكثر من شكل فني، إذ يؤثر بوزنه في السامع عبر الإيقاع الموسيقي، فيما تعتبر السينما لغة كونية ونتاجاً جمالياً لتفاعل فنون عدة في قالب واحد مجسد على الشاشة.



لغة بصرية

أكدت نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعرة الهنوف محمد، أن اللغة البصرية للسينما تتقاطع مع الكتابة الشعرية في جوهرها المتصل بالتعبير عن الواقع عبر لغة بصرية مكثفة، معتبرة الكتابة للسينما امتداداً إبداعياً يوازي الشعر المنثور بين دفات الورق.

واستشهدت الهنوف على الشعراء الذين جذبهم ألق السينما بمسعود أمر الله، إبراهيم الملا، محمد حسن، نجوم الغانم، خالد بدر، مرعي الحليان وغيرهم الكثير.



وشبّه الشاعر طلال سالم الفائز بجائزة الشارقة للشعر العربي 2020، انتصار اللغة السينمائية بانتصار العلم على الفلسفة، بمعنى تحرر المعنى المكتوب من اللغة والذهاب بها إلى دلالات مرئية.

وأكد أن السينما لغة كونية ونتاج جمالي لتفاعل فنون عدة في قالب واحد مجسد على الشاشة تذهب بخيال المتلقي إلى آفاق مدهشة ومختلفة عن التوقع، مشيراً إلى أن إغراءات الصورة المرئية في عصرنا الحالي قربت الناس إلى الشاشة على حساب الكتاب.



تداخل الفنون

ولا يجد الشاعر طلال الجنيبي غرابة في انتقال الشاعر إلى السينما طالما أنه يمتلك الأدوات اللازمة التي تخوله الدخول في أي مجال إبداعي آخر.

وأكد أن التمايز بين الفنون لا ينفي التداخل فيما بينها، منوهاً بأن هناك ما يعرف بـ«وحدة الفنون وتراسلها» بين الشعر والسينما والرواية والمسرح، وذلك بهدف المتعة الجمالية.



وأكد المدير المساعد لبيت الشعر في تونس عبدالعزيز الهمامي، أن المبدع الحر لا يمكن أن ينحاز لنوع محدد من الأجناس الأدبية، لكونه منفتحاً على كل الفنون، منوهاً بأن الشعر يجمع بين أكثر من شكل فني، إذ يؤثر بوزنه في السامع عبر الإيقاع الموسيقي.



قصيدة منطوقة

اعتبرت الشاعرة السودانية منى الحسن، السينما ترجمة للكتابة والأعمال الشعرية بصرياً، وهي مكمل لها وليس بديلاً عن الكتابة لأنها أم الفنون، مؤكدة أن لغة السينما جوهرياً هي لغة الشعر من خلال الموسيقى وزوايا الكاميرا التي تقدم صورة بصرية وكأنها قصيدة منطوقة.

ونوهت بوجود عوامل أخرى متداخلة قد تدفع الشاعر إلى السينما، أبرزها البحث من مصدر رزق جيد وجمهور أوسع، مؤكدة أن الشعر يشهد انحساراً مقارنة بالفنون البصرية.



فيما عزا الشاعر أحمد عبيد اتجاه البعض إلى السينما نتيجة أن القصيدة ضاقت بهم، بعد اتجاه جمهور غفير إلى الفنون البصرية، لذلك يبحث شعراء عن مساحات جديدة للتعبير عن أنفسهم وتطلعاتهم عبر حبكة يفرغون فيها طاقتهم الإبداعية.