الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

شاب إماراتي يبوح ببدايات حياته المهنية التي انتهت بمنصب مرموق

شاب إماراتي يبوح ببدايات حياته المهنية التي انتهت بمنصب مرموق

سعادة سعيد محمد النظري

شارك الشاب الإماراتي سعادة سعيد محمد النظري والذي يشغل الآن المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، بدايات حياته المهنية عبر حسابه الشخصي في تطبيق إنستغرام.

ونشر سعيد صورة لمكتب استقبال صغير معلقاً عليها قصة مسيرته المهنية التي بدأت في هذا المكتب كموظف للاستقبال بإحدى المصارف وبراتب ستة آلاف درهم

فرصة ذهبية


وذكر سعيد النظري أنها كانت فرصة ذهبية لشاب في الثامنة عشر من عمره ولكن لم يتوقع المهام التي ستكون مترتبة عليه وقال: "قبل عشرة أعوام، وتحديداً بعد شهر واحد من التخرّج من المرحلة الثانوية، رزقني الله بفرصة العمل كموظف استقبال في فرع من فروع مصرف الإمارات.. مقابلة وظيفية تفاصيلها لا تُنسى... شاركني موظف الموارد البشرية توقعاته الوظيفية بحزم.. "المطلوب دقة في العمل، والتزام بساعات العمل لمدة ستة أيام أسبوعياً، وابتسامة عريضة لتزيّن واجهة المصرف، والتعامل مع كل حالات الغضب، والوقوف لساعات طويلة يومياً، وتقبل بيئة العمل في القطاع الخاص".. شاركت قبولي وموافقتي فوراً طمعاً في مصدر رزق ثابت، راتب يقارب 6000 درهم، كان مغرياً لشاب بلغ 18 عاماً مؤخراً وفرصة لا تعوض لتحقيق الاستقلالية أثناء سنوات الدراسة المسائية في الجامعة".


المكتب الصغير واجهة المكان

ووصف سعيد أنه قد استصعب المهمة جداً في بدايتها، فلم يتوقع أن هذا المكتب الصغير هو واجهة حقيقة للمكان وأن أي تقصير يقوم به من الممكن أن يؤثر على المكان بأكمله وأضاف: "المهمة بدت سهلة في الوهلة الأولى.. مكتب استقبال لا يتجاوز ربع متر، يقع عند مدخل المصرف، وابتسامة بوجه كل زائر، وجواب لكل سؤال، ونسخ المستندات، وإعداد المراسلات، واستلام الشكاوى والمقترحات، وتقديم مختلف الخدمات.. مرّت الأيام حتى أدركت ثقل مكتب الاستقبال ذاك، دقيقة تأخر صباحاً تؤثر على سير استقبال العملاء".

العميل هو الحكم

وكان سعيد فاهماً جداً لوظيفته ومتفهماً لوضعه وأكد أن العميل هو الحكم في ذلك المكتب وهو من يجب أن يكون على حق ومن يقرأ كلمات محمد يشعر بكم المسؤولية الذي كان يشعر به حينها والمجهود الذي كان يقوم به لإتمام مهامه على أكمل وجه وأكمل منشوره قائلاً: "الوضع كان مختلفاً في مكتب الاستقبال، فهنا لن يقف الناس تبجيلاً لشهادة تحملها، ولن تُسلط عليك الأضواء لشعارات ترددها، ولن تدللّك العلاقات، ولن تنفعك المبررات.. في مكتب الاستقبال الحَكَم هو العميل، وحولك شهود عيان، والقضية حول العمل والتعامل.. في مكتب الاستقبال الدرس واضح.. قدر الإنسان مرتبط بقدر خدمته للناس".

ووصف سعيد النظري عن ما يشعر به تجاه الوظيفة الخدمية مؤكداً أنها تبتعد كثيراً عن الراحة ولكن بالرغم من ذلك استطاع سعيد لمس الجانب الجميل من هذه الوظيفة قائلاً: "الوظيفة الخدمية قد تبتعد كثيراً عن الراحة، لكن لمن يتمعّن في جمالها فهي قريبة من المتعة والعبادة.. الطاهي وحرارة المطبخ، النادل والوقوف لساعات، الحارس والسهر ليلاً، أمثلة مختلفة تقرّب لنا واقعاً يدعو إلى التفكّر".

الراحة في ابتسامة العميل ونزاهة الضمير والعمل بإخلاص

وفي نهاية منشوره شرح سعيد الجانب المريح في وظيفته السابقة في طريقة جميلة قدم بها العديد من النصائح والعظة والتفاؤل لشباب جيله وقال: "الراحة في الوظيفة الخدمية في ابتسامة العميل، وفي نزاهة الضمير، والعمل بإخلاص لله البصير.. هذه الراحة لا تقدّر بثمن كل وظيفة فيها خدمة للناس، تطلّب تقويم النفس أولاً، وتقديم المصالح العامة دوماً، كل وظيفة في خدمة الناس خلفها مسؤوليات ثقيلة، وإجراءات دقيقة، ودروس ثمينة، ونعم عظيمة".

يذكر أنه تم تعيين سعيد محمد النظري، وقد وصل الآن إلى منصب مرموق جداً وهو المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، وقبل ذلك كان محمد يشغل منصب مدير تنفيذي لمكتب الشباب في مكتب رئاسة مجلس الوزراء ورئيس تنفيذيا للاستراتيجية في مركز الشباب العربي.

وعمل النظري على العديد من المشاريع الوطنية لخدمة الشباب ومنها تطوير الأجندة الوطنية للشباب والخلوة للشباب ومراكز الشباب في مختلف إمارات الدولة إذ أنه يمتلك خبرة واسعة في وضع الاستراتيجيات وإدارة المشاريع.

وتخرج النظري من "برنامج الشيخ محمد بن زايد للمنح الدراسية" في جامعة نيويورك أبوظبي وهو برنامج رفيع المستوى لبناء قدرات الشباب في القيادة والسياسة والقانون وحصل على شهادة الماجستير في القيادة والريادة المؤسسية كما أنه حاصل على شهادة البكالوريوس في الموارد البشرية مع مرتبة الشرف من كليات التقنية العليا وأكمل الدراسات العليا في السياسة الخارجية والقيادة في جامعة نيويورك.