الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

رواد سوشيال ميديا: القصص الوهمية تضاعف المتابعين..والإعلانات لا تُطعم خبزاً

استبعد مشاهير سوشيال ميديا الاكتفاء بالعوائد المادية للإعلانات على حساباتهم المختلفة، مؤكدين أنهم يحافظون على وظائفهم الرسمية، معتبرين أن تلك العوائد، لا يمكن أن تُطعم خبزاً أو تؤمن كلفة معايشهم اليومية، فضلاً عن شعورهم بأنها تظل بمثابة مصدر دخل مؤقتا، كاشفين أن قصص البعض الوهمية تجلب في الغالب المزيد من المتابعين، في حين أكد آخرون أن الإعلانات تمثل بالفعل مصدر دخل رئيساً لآخرين، وجدوا فيها فرصة حقيقية لتحقيق مكاسب مادية خيالية.

لست فاشينستا

نفى الفنان ونجم مواقع التواصل الإماراتي سعود إبراهيم (24 عاماً) أن تدر منصات التواصل عليه أرباحاً مالية تعينه على شؤون الحياة كمصدر رزق أساسي لأنه فنان في المقام الأول.


وقال "أنا لست فاشينستا تسوق للمنتجات وتحصل على المال نظير الإعلان، أنا فنان أغني وأنشر مقاطع ساخرة عبر إنستغرام، هذه هي مهنتي الرئيسة التي أتحصل من خلالها على المال".


ونوه بأن بعض المشاهير يمتلكون المهارات التي تدفعهم للاستفادة من منصات التواصل بشكل ذكي عبر التسويق الذي أبرزهم وهي "شطارة تسويقية " كما وصفها، لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأن الترويج وكسب ثقة أصحاب العلامات بحاجة إلى اشتغال جاد وتدريب ومران ومهارات متخصصة.

فيما قال المؤثر عامر القريشي "يعتمد بعض المشاهير في تقديمهم للمنتج على طرق إبداعية مبتكرة مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية لجذب المشاهدين منذ الوهلة الأولى لذلك يتميزون ويفوزون بثقة العلامات التجارية والشركات".

وجزم بأن الكثيرين تحولوا إلى أثرياء بفضل الإعلانات، ومن واقع تجربته يهتم كثيراً بجودة المنتج الذي يعلن له، لأن لديه شريحة من المتابعين ولا يغامر بتقديم شيء يفتقر للمصداقية لهم.

مضامين جادة

لا يختلف الوضع مع نجم مواقع التواصل الاجتماعي بدرالشمري الذي يرى أن منصات سوشيال ميديا تحولت إلى كنز أو مغارة علي بابا، يسعى الكل إلى التربح من خلالها ولا سيما بعدما ارتفعت أرباح المؤثرين الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين.

وتابع "الإغراء المادي دفع بعض المشاهير إلى تناسي قيمهم وتغافلوا عن المصداقية والموضوعية من أجل المال وقد وصل الأمر إلى اختلاق البعض قصصاً وفضائح أضرت بصورتهم الذهنية لتحقيق جماهيرية عالية تدر عليهم أرباحاً من مواقع التواصل، فيما تخلى البعض عن وظيفته الرسمية".

وبالنسبة إليه، فإنه يعمل كموظف حكومي ولا يعتمد على الإعلانات ولا سيما أن مضامينه تطرح قضايا اجتماعية جادة لذلك فإن الأرباح التي يتحصل عليها تأتيه عبر مشاركته في المؤتمرات والندوات، وليست من الإعلانات التي لا يعتبرها مصدر دخل رئيس.

أغنياء ولكن

أما الإعلامية راما مهنا التي لم يتعد عدد متابعيها 100 ألف، قالت إنها بالكاد تحصل على عقود مع شركات أو علامات تجارية، لذلك لا تعتمد على صفحتها كمصدر رزق أساسي.

وأكدت سعيها الجاد لرفع عدد متابعيها عبر التخطيط السليم من خلال الاستثمار الذكي للمنصات والتي يمكن الاستفادة منها على المدى البعيد، لذلك تعتبر منصتها مشروع بيزنس مربحاً تبذل حالياً قصارى جهدها لتأسيسه حتى تجني ثماره مستقبلاً.

وجزمت بوجود عدد من المشاهير الذين تحول وضعهم المادي من الفقر إلى الثراء الفاحش بلمح البصر على الرغم من تدني مستوى المضامين التي يقدمونها إلا أن الكثير من المعلنين وجدوا ضالتهم لدى هؤلاء المشاهير لمجرد أن الإعلانات عبر مواقع التواصل تحقق أرباحاً أعلى من الصحف أو التلفزيون.

مصدر دخل رئيس

وبحسب نجمة مواقع التواصل المتخصصة في مجال الأزياء عواطف دهب، فإن ميزة الإعلانات عبر سوشيال ميديا في أنها تصل بسرعة البرق ويمكن مشاهدتها ومتابعتها في أي مكان وزمان، لذلك نافس النجوم عبر إنستغرام الإعلان التقليدي.

وأشارت إلى أن المنصات تحولت بالنسبة للبعض إلى مصدر رزق رئيس ولا سيما الذين يمتلكون عدداً كبيراً من المتابعين في حين أنها لا تثمل شيئاً لمن يقل عدد متابعيه عن 160 ألفاً.

خدمة مجتمعية

وقالت الشاعرة النبطية الإماراتية فطيم الحرز، لرواد الأعمال الشباب، إنها توافق على نشر الإعلانات على حساباتها عبر سويشال ميديا مجاناً، انطلاقاً من حرصها على مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الشباب، ولا سيما أن عدد متابعيها في ازدياد، متسائلة عن السبب الذي يمنعها من الاستفادة من جماهيريتها لصالح الشباب؟

ولا يمثل الترويج بالنسبة إليها مصدراً رئيساً للدخل، وإنما خدمة مجتمعية تدعم بها الشباب من أصحاب المشاريع.