الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أديبات: الرواية العربية في عصرها الذهبي وكُتابها بحاجة لاحتضان مؤسسي

أكدت الروائية اللبنانية هدى بركات والعُمانية جوخة الحارثي والمترجمة العالمية مارلين بوث، وعدد آخر من الأديبات، أن الرواية العربية تعيش عصرها الذهبي بعد وصولها إلى العديد من الجوائز العالمية وترجمتها لعدة لغات، مشيرين إلى أن جماهيرية رفيعة باتت تتمتع بها عالميا، على نحو لا يتصوره حتى الكثير من مبدعيها، لأسباب متعددة ابرزها الترجمات العالمية لروايات بركات والحارثي ونجيب محفوظ ومحمود درويش وغيرهم من أعلام الأدب العربي.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية، عُقدت أمس على هامش فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب في نسخته الـ12، تحت عنوان: "الكتاب العربي نحو العالمية"، تحدث فيها بشكل رئيس، كل من بركات وجوخة عن الرواية العربية، والمترجمة مارلين بوث عن حركة الترجمة التي أنعشت الرواية العربية بالعالم، مؤكدات أن كُتابها في أمسّ الحاجة لاحتضان مؤسسي.

الرواية العُمانية


أشارت جوخة الحارثي التي حظيت روايتها "سيدات القمر" بالترجمة لما يقارب 20 لغة على مستوى العالم، بأن القارئ في الوطن العربي يبحث عن أوجه التشابه التي تجمع البيئة العُمانية التي حكت عنها الرواية بالمقارنة مع بيئة المغرب العربي على سبيل المثال، بينما يبحث القارئ غير العربي على أوجه الاختلاف بعناصر الرواية من حيث وصف المكان والقيم والحياة، والتي تمنح الغرب فرصة التعرف على ثقافات أخرى.


وأضافت "سأبقى أكتب الرواية العمانية العربية ولا أعتقد أن هنالك ما يمنع متابعتي لخط سيري هذا".

الكتابة بالمهجر

وأوضحت هدى بركات بأن الشعر المترجم يفقد نكهته وجماليته، بينما قد يكون الشعر موجوداً ضمنياً بالرواية العربية والذي يعطر الرواية المترجمة، بل وقد ساعدها بالانتشار، مشيرة إلى أن اعتقاد القراء العرب بأن ما يتم ترجمته من أدب عربي هو الأفضل، يعتبر عقدة فظيعة ما زالت موجودة في ظل اعتقاد الكاتب العربي بأنه بعيد عن المجد في حال عدم ترجمة أعماله.

وحول إبداع الكاتب العربي بالمهجر، قالت: "لم يكن لدي أي مشروع في هجرتي، وكنت أرغب في مغادرة الحرب الأهلية في لبنان، وهذا الأمر أصبح يعذبني حتى اليوم، إلا أن الكتابة بالمهجر تكون بسقف أعلى حرية، حيث يكتب الكاتب العربي بين روح الناقد والمشتاق لوطنه".

وطالبت بركات بإنشاء مؤسسة تحمي الكاتب العربي وتقدم له الدعم المادي والمعنوي، خاصة أنها ما زالت تعمل ولم تتفرغ للكتابة قط، مشيرة إلى أن المكتبة العربية تحظى بكنوز من الأدباء والرواة العرب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى العالمية.

ثراء لغوي

ومن جهة أخرى، لفتت المترجمة مارلين بوث إلى أن الثقافة العربية غنية بالجماليات اللغوية، إلا أن هنالك كُتّاباً عرباً يقبلون بشروط مهينة كي تحظى كتبهم بالترجمة، خاصة أنها تعتبر عملية معقدة من حيث النشر والحقوق، مؤكدة أن هنالك كتباً عربية مترجمة تحتاج لإعادة ترجمة وهنالك عدد من الكتب التي قرأتها للترجمة وجدتها تحمل قصة جميلة، لكن أسلوبها الكتابي يحتاج إلى إعادة تحرير، الأمر الذي لا تستطيع القيام به كمترجم.