الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

شهد بلان: «حادث مروري» وراء نجاحي الإعلامي..وأوبرا وينفري ملهمتي

تعشق الكاميرا والميكروفون وتؤمن أنهما رفيقا الدرب اللذان لا تتخيل الحياة دونهما، هي الإعلامية الشابة سورية الأصل شهد بلان الوجه الإعلامي لمبادرة «تحدي القراءة العربي» في دورتها الرابعة، التي بثت جميع تفاصيلها ومراحلها عبر شاشة قنوات (إم بي سي).

وخلال مشوارها الإعلامي تنقلت بلان بين مختلف أنواع البرامج، إلا أنها تعتبر محطة تقديم مبادرة «تحدي القراءة» تجربة ثرية تواصلت فيها مباشرة مع الجمهور والمتسابقين، بعد أن عملت في تلفزيون دبي مقدمه برنامجاً سياحياً باسم «الموعد» على قناة دبي، ثم واصلت طريقها بالانضمام لمؤسسة إم بي سي، التي ما زالت تعمل بها حتى الآن.

مرت بلان بأوقات عصيبة أثناء الحادث المروري الذي مرت به، ففجر بداخلها مارد القوة والصبر الذي جعلها تتمسك بالحياة، كما أن حب أسرتها وعائلتها الإعلامية كانت القوة الخفية التي أعادتها إلى الحياة من جديد، ما جعلها تتجاوز تلك المرحلة العصيبة لتخرج من تجربتها أكثر أملاً وتحدياً وطموحاً ونجاحاً إعلامياً وتمسكاً بالحياة، على حد وصفها.

وعن مشوارها الإعلامي، قالت شهد بلان لـ«الرؤية»: «إنها تلمست خطواتها الإعلامية الأولى في دبي، وكانت من أوائل الطالبات اللاتي التحقن بكلية محمد بن راشد للإعلام، وتنقلت في العمل بين القنوات الفضائية حتى استقرت حالياً في شبكة قنوات إم بي سي».

وأضافت أنها تفخر بمشاركتها الأخيرة في تقديم مبادرة تحدي القراءة العربي كونها كانت جزءاً من هذه المبادرة المميزة، وتعدها تجربة جديدة عليها، فهي بالفعل جزء من طموحاتها وما تصبو إليه، مؤمنة بأن الإعلامي الإيجابي هو الذي يقدم محتوى له معنى وهدف.

محطات هامة

وأشارت بلان إلى أن البرنامج نجح في إثراء عقول المشاهدين صغاراً وكباراً، لما يحويه من محتوى فكري وثقافي للمشاهد، وخلال حلقات التحدي عاشت مع أبطاله لحظاتهم وأحلامهم وآمالهم التي كانت تتعلق بالفوز لحظة بلحظة، من خلال التقارير المصورة التي نقلت للمشاهدين شخصيات المشاركين ويومياتهم والصعوبات والتحديات التي واجهوها من سهر وتعب خلال العام الدراسي وصولاً إلى المراحل النهائية للمسابقة.

وعبرت بلان عن سعادتها التي لا توصف حين يستوقفها الصغار في المراكز التجارية ويسألونها عن التحدي وأبطاله، ما يعكس نجاح البرنامج في إنجاز مهمته وتحقيق رسالته سامية الهدف في نشر العلم والثقافة ودعوة أبناء اليوم للتمسك بأهدافهم وطموحاتهم، كما أنه منح عشرات أطفال أبناء الوطن العربي فرصة كبيرة ليصنع منهم رموزاً ونجوماً تقتدي بها الأجيال القادمة ويشجع كل مجتهد على أن يكون له نصيب من التميز.

"همسة"

وأضافت الإعلامية الشابة أنها تفخر بكل ما قدمته، وما زال في جعبتها الكثير من الأحلام الإعلامية التي تتمنى تحقيقها، وحالياً تعمل على برنامج (همسة) الحواري الأسبوعي الذي يبث على شاشة قنوات إم بي سي، الذي ستتخلل حلقاته المقبلة قصص نجاح ومقابلات لوجوه جديدة وحوارات مع شخصيات ملهمة.

وأوضحت بلان أنها حاولت في برامجها الاعتماد على أسلوب إعلامي قائم على العفوية والبساطة والذي لا يختلف عن أسلوبها في حياتها اليومية، فهي تحب أن تكون على الشاشة على سجيتها وطبيعتها بعيدة عن التكلف، مفضلة الحوار والنقاش في أمور جديدة وجريئة، محاولة أن تلون أسلوبها باختلاف الشخصية التي تتحاور معها.

أمنيات إعلامية

وعن نوعية البرامج التي تتمنى تقديمها، ذكرت بلان أنها تطمح أن تقدم البرامج الحوارية، الثقافية والمجتمعية التي تناقش قضايا أسرية، والتي تسلط الضوء على المرأة والمجتمع والشباب، متمنية أن يكون لها برنامج يومي يتم من خلاله مشاركة القصص الملهمة، وقصص النجاح والأمل، البعيد كل البعد عن الآلام والحروب والهزل الذي يشهده عالمنا العربي في الوقت الحالي.

وتؤمن بلان بأن البرامج التي تقدمها خاصة التي تركز بشكل كامل على مواضيع الشباب تزيد من الطاقة الإيجابية، خاصة أنها تسهم في صنع النجوم وتخرج القدوات الإيجابية التي يحتذي بها الجيل القادم.

مصاعب وحواجز

وعن قدواتها الإعلامية، قالت بلان إن هناك الكثير من الإعلاميين الذين تعتبرهم أشخاصاً ملهمين بالفعل، ومنهم الإعلامية العالمية (أوبرا وينفري)، والتي تمكنت من تخطي مصاعب وحواجز كثيرة، وساهمت من خلال مشاركة تجربتها في تحسين حياة الكثيرين، فهي ليست شخصية إعلامية فحسب، بل ناشطة وحقوقية وإنسانية.

وأضافت بلان أنها تعتبر الإعلامية اللبنانية جويل ماردينيان، أيقونة الجمال في العالم العربي ومثلاً إعلامياً تحتذي به، حيث بدأت مشوارها في عالم التجميل واختيار المظهر خطوة بخطوة، وغيرت من خلالها حياة الكثيرات نحو الأفضل وكانت مصدر أمل وقوة لهن.

مواقف لا تنسى

أكدت بلان أن «الأوقات الصعبة التي مر بالإنسان تجعله أكثر قوة، فالحياة بأكملها تتطلب أن يكون الفرد جريئاً بالشكل الكافي ليكون قادراً على التحدي والمنافسة، فالحادث المروري المروع الذي مرت به كان صعباً للغاية بالنسبة لها، لكنه منحها القوة والتحدي والتمسك بالحياة، فحب عائلتها كان القوة الخفية التي أعادتها إلى الحياة من جديد، ما جعلها تتجاوز تلك المرحلة العصيبة لتخرج من تجربتها أكثر أملاً وتحدياً وطموحاً ونجاحاً إعلامياً وتمسكاً بالحياة».

وتعتقد بلان أن مهارات الإعلامي الناجح تتفاوت درجاتها تبعاً للخبرة وإيمانه برسالة ما يقدمه، فنجاحه يكمن في ثقافته وقدرته على الحوار، والاستماع وحسن الإصغاء للضيف.

وأوضحت بلان أن منصات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لاكتشاف المواهب بشكل عام ولكن لا تخلق إعلاميين حقيقيين، فليس كل شخص ينشر مقاطع فيديو عبر (يوتيوب وإنستغرام) إعلامياً، فالإعلامي الحقيقي هو من يدرس هذا المجال، ويمتهنه بناء على خبرة ودراية، ويجتهد ليقدم خبرته بكفاءة حتى يستحق هذا اللقب الإعلامي، ولو أن الأمر بهذه السهولة لما لجأ الأكاديميون لدراسة هذا المجال في الجامعات ودور التعليم والمعاهد التي تخلق مهنيين وإعلاميين حقيقيين.