الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شباب إماراتي: ألعابنا الشعبية.. متعة وإثارة وصون للموروث

رغم دخول الرقمية في كافة تفاصيل الحياة، إلا أن الألعاب الشعبية التراثية، ظلت هوايات متوارثة لم يطوها النسيان في المجتمع الإماراتي، حيث يحرص الكثير من الأسر على تعليم أبنائها صيد الصقور، ممارسة اليولة، سباقات الهجن.. وغيرها.

وأكد شباب استطلعت «الرؤية» آراءهم، حول حرصهم على ممارسة الهوايات والألعاب التراثية، أن في هذه الألعاب، تجمع بالفعل، بين المتعة والإثارة فضلاً عن أنها تصون الموروث، مشيرين إلى أن هذه الهوايات هي إحدى مفردات الهوية ووسيلة مهمة لحفاظ عليها، منوهين بحرص الأسر على توارثها بين الأجيال، وتمسك الشباب بها مهما تغيرت العصور وطرأ عليها من تطور وتكنولوجيا وأنماط جديدة.

ودعوا الجهات المختصة إلى تكثف برامجها التراثية على أن تكون على مدار العام وفي كافة مناطق الدولة، معددين المزايا التي تغلف هذه الهوايات التي لا تدعو إلى الكسل، وتجنب ما يثير الغضب والقلق، كما أنها تعمم أفكاراً وصوراً تتفق مع موروثنا وثقافتنا العربية الإسلامية.



التراث الأصيل

لم يستطع طوفان الألعاب الرقمية أن يأخذ الشاب حمد العامري بعيداً عن ممارسة الهوايات التراثية التي تشكل بالنسبة له أساساً للهوية الوطنية، وإن كانت لا تمنعه من ممارسة هوايات عصرية، إلا أنه ورث من الآباء والأجداد التمسك بكل ما يمت للتراث بصلة، لأنه الأساس الذي نبني عليه نهضة الإمارات بين الأمم.

ودعا العامري كافة الجهات المختصة إلى العمل على توصيل مفردات التراث إلى الأجيال الجديدة بأسلوب شائق وجذاب، حتى لا ينجرفوا وراء أدوات التكنولوجيا وينسوا التراث الذي يكرس فيهم مبادئ الولاء للوطن، ويشكل في نفوسهم ملامح الهوية الإماراتية.

التمسك بالماضي

رغم أن الشاب عبيد الطنيجي قريب كثيراً من عالم الإنترنت والألعاب التكنولوجية الحديثة، إلا أنه لا يترك نفسه حبيس الجدران الإسمنتية وأسير هذه الألعاب، لذلك يحرص على الخروج للاستمتاع بالبيئة الإماراتية التي نشأ فيها عبر ممارسة الهوايات التراثية المختلفة.

وأكد حرصه على المشاركة في كافة الفعاليات التي تنظمها الدولة والمتخصصة في التراث، والتي طالب بألا تقتصر على فترة معينة وأن تشمل كافة مناطق الدولة لأنها فعاليات يتعرف من خلالها الجميع على ماضيهم فتعزز هويتهم وتزيدهم اعتزازاً بما تركه الأولون من عادات وتقاليد ساهمت في تكوين الإنسان الإماراتي.



أفكار فعالة

ويتذكر الشاب تامر الشمري مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» «من ليس له ماضٍ له ليس له حاضر أو مستقبل»، لذلك يحرص كل الحرص على المشاركة في عملية إحياء الألعاب التقليدية، لا سيما في ظل الثورة الرقمية التي يرى أنها قد تصيب الجيل الجديد بانفصام عن هويته.

وأشار إلى أن ما يميز الهوايات التراثية أنها لا تدعو إلى الكسل، وتجنب ما يثير الغضب والقلق، كما أنها تعمم أفكاراً وصوراً تتفق مع موروثنا وثقافتنا العربية الإسلامية فهي ألعاب من طبيعة الأرض يمكن أن نستخلص منها أفكاراً ذات فاعلية كبيرة.



ربط الأجيال

يرى سالم الحميري أن الهوايات التراثية تزرع في قلوب الأبناء حب الوطن وتاريخه وماضيه، كما أنها تتيح فرصة المشاركات الجماعية، كون تلك الفعاليات تعد الملتقى الأساسي الذي يجمع الماضي والحاضر تحت سقف واحد.

واعتبر تلك الهوايات أفضل وسيلة لربط الجيل الحاضر بالماضي، داعياً الجهات المنظمة للفعاليات التراثية في الدولة إلى تكثيف تنظيم مثل هذه البرامج التي تسمح للأطفال بممارستها جنباً إلى جنب مع ذويهم.

اهتمام خاص

أكد الصقار محمد الظاهري حرص الإماراتيين منذ القدم على توريث الألعاب والهوايات التراثية للأجيال الجديدة مثل رياضة القنص بالصقور، مشيراً إلى أن هذه الرياضة حظيت باهتمام خاص، سواء على مستوى القيادة أو الشعب.

ونوه بأن ما يميز هذه الألعاب أنها تكسب صاحبها عدداً من الصفات الحميدة مثل تعليم الصبر والجلد والقوة، فضلاً عن تجسيد كافة القيم والتقاليد الاجتماعية المتوارثة، والتي يتمسك بها المجتمع وتشكل عصب هويته.

وشدد الظاهري على أهمية تعريف الأبناء بهذه الألعاب والحرف اليدوية، وتهيئة الأجواء التي تربطهم بالماضي، واستثمار فرصة إقامة الفعاليات المحلية، خاصة التراثي منها، في تعليم الأبناء مهارات ومعارف تساعد على حفظ الهوية الوطنية.



ترسيخ الموروث

تحرص الأسر الإماراتية، وفقاً للباحثة التراثية غاية الظاهري، على توريث الهوايات التراثية للأبناء من اليافعين والشباب، ترسيخاً وتمسكاً بالعادات والتقاليد والتراث الوطني في أوساطهم، وكذلك لتحصينهم ضد الاختراق الثقافي المغاير للهوية الوطنية.

ولفتت إلى أن تعليم الأبناء الأنشطة التراثية يدعم ثوابت الهوية الوطنية في نفوس الناشئة والشباب، سواء من خلال تعلم الحرف التراثية، أو انخراطهم في ورش عمل، وتعريفهم بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تشمل الهوايات والرياضات التراثية الأصيلة.

وبينت أنها تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الهوية، من خلال الحفاظ على بقاء التراث المحلي ومعايشة تراث وتاريخ الأجداد.



وسيلة فعالة

يتملك الباحثة شما النيادي شغف كبير بالتراث، حيث شاركت في كثير من الفعاليات التي تستهدف الحفاظ عليه ونشره، وأرشفته بوسائل مختلفة، سواء من خلال ورش العمل أو المعارض وحتى في الحياة اليومية.

وأشارت إلى أن للمدارس دوراً مهماً في هذا الجانب عن طريق تخصيص مواد دراسية عن التراث الإماراتي يتعلم منها الطلاب كل ما يتعلق بهويتهم وتراثهم، وهذا بحد ذاته وسيلة فعالة لترسيخ التراث في نفوس الأجيال الجديدة.