الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

بعد تساؤل زكي فطين عبدالوهاب عن لقب عمرو دياب.. من يمنح الفنانين ألقابهم؟

صفاء الشبلي

في زمن الأبيض والأسود، كان لكل فنان لقب مرتبط به، منها ما أطلقه عليه الجمهور، ومنها ما أطلقه الصحافيون، وحتى الآن ما زالت الألقاب تطلق على النجوم ولكن اختلف الأمر، حيث أصبح من السهل على كل فنان متابعة ردود أفعال جمهوره في التو واللحظة، واختيار ما يحلو له من ألقاب يطلقونها عليه. لكن تساؤلاً طرحه الفنان زكي فطين عبدالوهاب في «تدوينة» له بـ«فيسبوك»، عن لقب الفنان عمرو دياب، ومن منحه إياه، إذ اعتبر أن دياب يقدم نفس الأغنيات منذ 20 عاماً، واتهمه بالإفلاس الفني.

وتساءل فطين عبد الوهاب عن سبب إطلاق لقب الهضبة على عمرو دياب، قائلاً «هضبة بمناسبة إيه»، ونحن هنا نتساءل من يمنح الفنانين ألقابهم؟ فريد شوقي أكثر من حمل ألقاباً..





وحش الشاشة

وكان الفنان فريد شوقي صاحب أكثر الألقاب في الوسط الفني، فلقب بملك الترسو، «وملك البريمو»، ووحش الشاشة، وجميعها حققها من واقع أعماله الفنية، وبراعته في أداء دور البطل القوي، القادر على هزيمة أعدائه، ورغم أنه أكثر من حمل ألقاباً، إلا أنه دائماً ما كان يسخر من ألقاب الفنانين.

ولم يخفِ وحش الشاشة شغفه بلقب «فنان الشعب» وهو اللقب الذي أطلق على يوسف وهبي في المسرح، وسيد درويش في الموسيقى.





موسيقار الأجيال وكوكب الشرق

حظي الفنان محمد عبدالوهاب بلقبين الأول كان «موسيقار الملوك والأمراء» خصوصاً بعد إحيائه لحفل في قصر الأمير محمد علي ولي عهد مصر آنذاك في الثلاثينيات، ولكن مع قيام ثورة يوليو 1952، تخلى عبدالوهاب عن لقبه، ومال أكثر للقب «موسيقار الأجيال».

أما كوكب الشرق أم كلثوم فللقبها روايتان، الأولى أنها أعجبت باللقب حين أطلقه صاحب مقهى شهير في وسط القاهرة على مقهاه، ووضع صورة كبيرة لها في مدخله، أما الرواية الثانية، فتقول إنها حظيت به من سيدة أثناء غنائها على مسرح حيفا.

ولقبت أيضاً بصاحبة العصمة، بعد منحها وسام الكمال من الملك شخصياً في عام 1944، بعد أن غنت له أغنية «يا ليلة العيد أنستينا».





السيدة والشحرورة

حظيت الراحلة صباح بلقب «الشحرورة» نسبة إلى عمها الشاعر أسعد الفغالي المُلقب بشحرور الوادي، كما أن مسقط رأسها هو قرية بدادون قرب وادي شحرور بلبنان.

أما المطربة فيروز، فيلقبها المصريون بالسيدة لتفريق بينها وبين أم كلثوم «الست»، ولُقبت أيضاً بلقب «سفيرتنا إلى النجوم» بواسطة الشاعر سعيد عقيل، ويطلق عليه أيضاً «جارة القمر»، كما ظلت لسنوات تُلقب بـ«عمود بعلبك».





بين الماضي والحاضر

تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله تعقيباً على تساؤل زكي فطين عبدالوهاب عن سر لقب الهضبة الذي يحمله عمرو، إن فطين عبدالوهاب، ليس مؤهلاً للإدلاء برأيه حول لقب دياب، فليس موسيقياً لينتقد كلماته أو موسيقاه، كما أن أحداً لم يطلب رأيه.

وأكدت خير الله لـ«الرؤية» إن الألقاب في الماضي كانت تُمنح للفنانين من الصحافيين، أما الآن فشركات الدعاية والإنتاج هي من تمنحهم الألقاب، أو حتى من مديري أعمالهم بناء على حسابات السوق، أو جهة ما أعطت للفنان جائزة وأطلقت عليه الاسم.

وتضيف «الألقاب من المفترض ألا تزعج أحداً طالما الفنان في أوج عطائه وشهرته، فمثلاً الفنان عادل إمام حصل على لقب الزعيم من واقع نجاحه الممتد لنحو 40 عاماً، ونجاح مسرحيته الزعيم، ومن حق أي فنان أن يحمل اللقب الذي يناسب حالته الفنية طالما ما زال قادراً على تحقيق معنى اللقب». وتضرب مثالاً على ذلك بالفنانة نادية الجندي التي تحمل لقب «نجمة الجماهير»، فترى خير الله أن هذا اللقب لم يعد يمثلها.





ألقاب صحفية

أما الناقدة الفنية حنان شومان، فتقول إن الفنانين قديماً كانوا يحصلون على ألقابهم من الصحافة لأنها كانت وسيلتهم الوحيدة للتفاعل مع الجمهور، فصحافيون مثل على ومصطفى أمين هما من منحا مثلاً فاتن حمامة لقب «سيدة الشاشة العربية».

وتستطرد شومان في حديثها مع «الرؤية»، أن الفنانة سعاد حسني حظيت بلقب السندريلا، وهو اللقب الذي أطلقه عليها رئيس تحرير مجلة الموعد الصحافي اللبناني محمد بديع سربيه، وكان أيضاً للصحافي جليل البنداري دور كبير في إطلاق الألقاب على النجوم.

وتشير شومان إلى أن الوضع الآن يجعل الفنانين يختارون الألقاب التي تميزهم، بناء على تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تامر حسني الذي يحظى بأكثر من لقب، ومحمد رمضان الذي أطلق على نفسه "نمبر وان".