الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

التغير المناخي يضاعف مسؤوليات وهموم نساء أنغولا

يشكل التغير المناخي عبئاً مزدوجاً على نساء أنغولا، نتيجة الجفاف الذي يشقّق التربة والجوع الذي يضغط على المعدة الخاوية.

ودفعت التغيرات المناخية العديد من الرجال في مقاطعة هويلا للخروج من قراهم بحثاً عن عمل في لوبانغو، تاركين مسؤولية إطعام الأولاد للنساء.

تيهادجيلا كيسال (16 عاماً) تهاب عمل السخرة، فكلما طلبت والدتها منها جلب الماء لريّ المحاصيل في أعالي جبال جنوب أنغولا كانت الشابة تتشنج لأن ذلك يتطلب العمل حتى ساعات متقدمة من الليل بانتظار دورها للحصول على المياه.

في الواقع، تترك الشابة المدرسة وتمشي أكثر من 3 ساعات، قبل أن تقف في طابور عند نقطة جمع المياه، بانتظار دورها لملء دلو المياه، ما قد يستغرق وقتاً طويلاً يمتد أحياناً إلى المساء.

المهمة الأصعب بالنسبة لتيهاندجيلا لم تبدأ بعد، وتتمثل بالعودة إلى قريتها الصغيرة في محيط لوبانغو، عاصمة مقاطعة هويلا.

تقول الفتاة المراهقة «كنت أخاف من اعتداءات الصبيان»، خصوصاً أنها تعرف على الأقل فتاتين تعرّضتا للاغتصاب أثناء عودتهما من بئر المياه.

في الأسابيع الأخيرة، تساقطت الأمطار الغزيرة فوق المنطقة ما أمدّ النساء ببعض الراحة، إذ كانت تيهاندجيلا تعثر على المياه على مقربة من منزلها الحجري الصغير الذي تتشاركه مع والدتها و6 أخوة وأخوات.

لكن في المقابل، أتلفت الأمطار محاصيل الأسرة الزراعية وزادت من مخاطر المجاعة.

يهدد شبح المجاعة أكثر من 45 مليون شخص في الجنوب الأفريقي، وفقاً للتقديرات الأخيرة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة.

تقول فلوربيلا فرناندز من صندوق الأمم المتحدة للسكان «للتغير المناخي تأثير كبير على حياة النساء

وتقدّر الأمم المتحدة بأن النساء يشكلن نحو 80% من النازحين بسبب الاحترار المناخي.

وتتابع ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في أنغولا «في كل أزمة نرى أن الفئات الأكثر ضعفاً هي التي تعاني أكثر من غيرها. وهذه المواقف تعرّضها أكثر للعنف والاستغلال».