السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

غادة حرب: «كورال غاردينيا» يجابه دوي القنابل بنوتة موسيقية

أكدت الفنانة السورية غادة حرب، أن تأسيسها لكورال «غاردينيا»، جاء مع اشتعال الحرب بسوريا، فكان ردها و20 شابة سورية بالموسيقى، في مسعى منهن للتأكيد للعالم بأسره، لا المحيط المحلي والعربي فقط، على أن "المرأة السورية محبة للسلام والحياة".

وأوضحت لـ«الرؤية»، أن صوت الموسيقى في اعتقادها أقوى من صوت الرصاص والقنابل والآليات العسكرية، وهو ما دفعها وفرقتها للغناء في زمن الحرب السورية، رغم المخاطر والتحديات التي واجهتهن.

وأشارت إلى أنهن أعدن تقديم أغاني الرسوم المتحركة التي تعود لجيل الثمانينيات بهدف بلسمة جراح السوريين مع بدايات الحرب، كما تغنوا بالعروس في ألبومهن «زغاريت سورية»، بينما يتناولن في مشروع ألبومهن الجديد أشعار نساء متصوفات، مسلطين الضوء على إبداعاتهن التي يجهلها الكثيرون.

وتالياً نص الحوار:

يقدم الكورال لوناً مميزاً يلامس القلب والذاكرة الجميلة لأيام الطفولة، فما الذي جذبكم لتقديم هذه الأغاني الخاصة بالرسوم المتحركة؟

لأن فكرة تأسيس الكورال جاءت مع اشتعال الحرب بسوريا، وكانت مرحلة محبطة للجميع، لأننا لم نكن مستوعبين ما يحدث، فقررت أن أنشئ كورال غاردينيا، وأن يكون كامل أعضائه من الفتيات لأبرهن للعالم بأن المرأة السورية قوية وقادرة على التحمل وعيش الحياة بسلام رغم كل ظروف الحرب، ومن هنا كانت البداية.

أما عن اختيار أغاني الرسوم المتحركة التي تعود لجيل الثمانينيات، فهي لأهداف منها لما تحمله من كلمات مؤثرة في أبناء تلك الفترة المشاركين في الحرب، وكذلك المدنيين، ولإعطائهم نفحة أمل وإحساس بالراحة النفسية، وبلسمة جراحهم، عبر مداعبة ذكرياتهم الطفولية، فغنينا تتر مسلسلات «سنان، ريمي، ليدي أوسكار، جونغر» وهي أعمال عشنا معها طفولة سعيدة.

وهل تتخصصون في غناء الرسوم المتحركة فقط أم لديكم أعمال خاصة بالفرقة؟

لسنا متخصصين بغناء الرسوم المتحركة فقط، حيث قدمنا هذا اللون للدعم النفسي للناس.

بينما قدمنا البوم «زغاريت سورية» بعد أن فزنا بمنحة من المورد الثقافي في فترة الحرب، ويحتوي على الأغاني التراثية السورية التي تغني للعروس في حفل الحناء والوداع من منزل أهلها، وتم جمعها من ذاكرة سيدات مسنات، كما عرجنا على ثقافات الأكراد، والشركس، والأرمن، والسريان، الذين يعيشون في سوريا معنا كأسرة واحدة، وعملنا على إعادة توزيع الأغاني وصياغتها بطريقة تتواءم وكل محافظة.

كم عدد أعضاء الفرقة وكيف تم اختيارهن؟

الكورال مكون من 20 فتاة من مختلف محافظات سوريا، بينما أقود أنا الأوركسترا والفرقة التي أسستها، أمّا الاختيار فله شروط أهمها الموهبة الحقيقية والقدرة على قراءة نوتة السولفج، لأن البرامج التي نقدمها صعبة جداً وكلاسيكية من مقطوعات عالمية وتحتاج لمعرفة قراءة تلك المفاتيح، وأن يكون لديهن ثقافة عن تلك النوعية من الموسيقى وقدرة على تأدية المقطوعات العالمية بحرفية.

وفي هذا الصدد، تمكن الكورال من غناء مقطوعة «الأم الحزينة» للموسيقار جيوفاني بيرغوليزي، والمؤلفة من 12 مقطعاً، وقد تركت أثراً كبيراً لدى الجمهور في بداياتنا.

أين تقيم الفرقة؟

لم نخرج من سوريا، معظمنا من دمشق، وبعض الفتيات من محافظات مختلفة.

وما الصعوبات التي واجهتها الفرقة في بداياتها؟

عندما تشكل الكورال كانت ذروة الحرب في سوريا، ومع ظهورنا تعرضنا للانتقاد من قبل الناس الذين اعتبروا بأننا نلهو وغير مكترثين بما يدور في الوطن، غير مدركين بأن رسالتنا هي نشر الأمل في زمن الحرب، لكن بعد فترة من إصرارنا على الاستمرار تقبلنا المجتمع.

أمّا التحدي والصعوبة الثانية التي واجهتنا، فتمثلت في إلغاء البروفات الرئيسة، بسبب ظروف الحرب، وخوفي على الفتيات من أعضاء الكورال، مع حرصي على حمايتهن وعدم تعريضهن للخطر.

وهل تعتبرين أن صوت الموسيقى أقوى من البنادق والآليات العسكرية؟

نعم، ففي إحدى المرات وبينما كانت الحرب في أوجها والقنابل تضرب في كل مكان، أصررنا على إحياء حفل لنا، تحت صوت القنابل، وبالفعل كان هناك جمهور وصل إلى 40 شخصاً قدمنا لهم أجمل ما لدينا، لأننا اعتبرنا بأن صوت الموسيقى أقوى من صوت القنابل.

وما أبرز الحفلات التي قدمتموها في الخارج؟

معظم حفلاتنا برعاية من منظمات إنسانية مثل اليونسكو والأمم المتحدة، وقدمنا حفلات في بيروت، كما أن لدينا جدولاً حافلاً سنوياً لإحياء الاحتفالات التي تكرم الإنسان وحقوقه، وبعد أن أصبح الكورال معروفاً، تمت دعوتنا لحفل في بلجيكا شعرنا بالفرحة، لكن لم نحصل على الفيزا، ما أصابنا بحزن كبير، لكن سرعان ما تغلبنا عليه، وشاركنا في حفل في دبي اوبرا ضمن مناشط مهرجان الكورال في الشرق الأوسط، وحصلنا على جائزتين فيه، الأولى أفضل كورال يغني بصوت واحد، والثانية أفضل كورال.

وما جديدكم؟

حصلنا على منحة من صندوق الدعم الثقافي العربي «آفاق» لعمل مشروع ألبوم يحمل عنوان «نساء عشقن الإله» ويتناول إشعار نساء متصوفات كتبوا قصائد فيها جمالية روحانية كبيرة لكنهن غير مشهورات بين الناس، ما دفعنا للبحث وجمع هذه الأشعار والعمل على تلحينها وتوزيعها كي نقدمها بعد عيد الفطر.