السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إذاعات شبابية من وحي الحظر والحجر تكسر الملل أون لاين

صفاء الشبلي

استلهم شباب من وحي الحظر والحجر الصحي الذي تفرضه دول حول العالم لمواجهة تفشي فيروس كورونا، فكرة تدشين إذاعات تنثر الحب وتكسر الملل، فبضغطة زر على لينك قناة يمكن الاستماع لأغنيات مختلفة، خلال فترة الحظر المفروضة على دولٍ عربية عدة.

راديو الحي

راديو الحي كان أولى التجارب في هذا المجال وظهر في بيروت، وتحديداً من حي زقاق البلاط، إذ قرر مهندس البرمجيات مجد الشهابي تأسيس راديو أطلق عليه اسم راديو «الحي ببيروت».

ويقول مؤسس الراديو في تعريفه له على صدر الصفحة الرئيسية: «هو مشروع تشاركي، في وقت صعب فيه التشارك نظراً للحجر الصحّي الذي نعيشه، نحن مجموعة من الأصدقاء، برنامجنا عفوي جداً، نتشارك موسيقى لنسمعها معاً، نقرأ كتباً، نبث تسجيلات صوتيّة، ونوزّع حباً يميناً وشمالاً، لأننا جميعاً بحاجة لحب في هذه الأيام.

https://yamakan.place/beirut/

ويمكن الراديو مستمعيه من إرسال الإهداءات الموسيقية، كما يوفر خدمة إرسال أغنيات خاصة يقوم المستمع بتحميلها بنفسه، وكذلك خدمة الشات بين المستمعين.

حاجات ومحتاجات

بدأ راديو «حاجات ومحتاجات»، من اقتراح من الطلاب في الأكاديمية العربية للصحافة البديلة، لمحمود أبو الندا، وهو فلسطيني يعيش في تركيا، باستغلال صوته الإذاعي، فالتقط أبو الندا الفكرة ليحجز موقعاً على أحد المواقع المخصصة لإنشاء إذاعته «حاجات ومحتاجات»، بمساعدة زميلته هيا دكوار وهي فلسطينية.

ويقول أبو الندا لـ«الرؤية»: «نتحدث عن العالم المجنون الفاقد لمناعته هذه الأيام، والحال الصعب والغريب الذي يصنعه كورونا، جميعنا عدنا لاستكشاف بيوتنا، أخبار وحلقات من الموسيقى شاركنا في إعدادها زملاء من سوريا ومصر».

حداثة الفكرة لم تجعل أبو الندا يفكر في شكلها المُستقبلي، لكنه سيُقدم مواد متنوعة بالتعاون مع زملائه في أكاديمية الصحافة المُستقلة.

أما زميلته هيا دكوار، فتقول: «أحببت العمل في إذاعة منذ صغري، فكرة مرحة، ستسلينا في وقت الحجر الصحي، في البداية كانت مجرد تمضية وقت فراغ، لكننا مبهورون بردود الفعل اليومية التي تأتي إلينا يومياً، والأغنيات مستمرة طوال اليوم، وأتوقع ألا ينتهي بثنا بانتهاء أزمة كورونا، فجميعنا لديه حماس للاستمرار».

راديو الحمّام

ومن بيروت مروراً بتركيا وصولاً إلى برلين، جاء راديو «الحمّام» من رحم الحجر الصحي، لكن شرط تأسيسه كان أن يواصل «الحياة» بعد أن تنتهي هذه الفترة العصيبة من الوحدة، والجدران، وغياب الأحضان والقبلات وما إلى ذلك، هكذا شرحت رشا حلوة الصحافية الفلسطينية المُقيمة ببرلين، فكرة الراديو التي أطلقت عليه اسم «راديو الحمّام».

وتضيف حلوة: «حمّام راديو» أو «راديو الحمّام»، هو مشروع تشاركي نسويّ، ينطلق من برلين، تم تأسيسه بناءً على إيماننا وقناعاتنا الأولى بأن أصوات النساء تهم الآن أكثر من أي وقت مضى، في زمن تواصل فيه الرأسمالية والأبوية قمع أصواتنا وأجسادنا.

https://yamakan.place/hammamradio/?fbclid=IwAR069gwKGleWjn2gHIjf6uXNZDxva0XQgh5FaRjud2OwStph0kgLsfDuLgI

وتستطرد: «راديو الحمّام لم يكتف بتوفير برامج باللغة العربية فقط، بكل لهجاتها، بل سيفتح منصة أيضاً للغات العالم كلّه، وسيتيح الفرصة للنساء، ليتحدثن، يشاركن، يفكرن، يصرخن، يبكين، يضحكن، يغضبن، يعشقن، يمارسنَ ما يشأنَ، يرقصنَ، يغنينَ، يشغلنَ الموسيقى والأغاني على مزاجهنَ، يقرأنَ، يسردنَ قصصاً، وما إلى ذلك من أفعال يخترنَ القيام بها داخل الحجر الصحي وعلى الملأ صوتياً.