الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أعراس كورونا..غابت اللمة وحضرت شموع الفرح

أجبر فيروس كورونا المستجد العرسان في شتى أنحاء العالم على تغيير خططهم وترتيباتهم للزفاف، في إطار الإجراءات الاحترازية بمنع التجمعات، ومع غياب "اللمة"، والحفلات التي يجتمع فيها الأهل والأصدقاء والمعارف، حافظت الأسر على معايشة مشاعر الفرح، دون أن يسمحوا للفيروس الوافد، بإطفاء شموعه المتقدة، فمنهم من اكتفى بعقد قرانه بالمنزل وأخذ عروسه إلى بيتهما الجديد كما فعل مصعب ومرام بالأردن، أو إتمام الخطوبة عبر «سكايب» مثل أحمد وروان كي يحضرها أقاربهما وأصدقاؤهما من داخل وخارج مصر، أو عبر إقامة حفل الزفاف في صالة وشرفة المنزل، ومنهم كذلك من تطلع إلى استثمار توفير نفقات العرس بخطط مستقبلية بديلة.

في المقابل اختار آخرون الانتظار إلى أن يزول طارئ «كورونا» كي تكون ليلة الزفاف كما حلموا وخططوا لها مسبقاً.

وأكد عدد من المخطوبين والمقبلين على الزواج لـ«الرؤية» بأنهم لا زالوا ينتظرون انتهاء أزمة كورونا كي يبدؤوا بتنسيق الحجوزات والتحضيرات لإحياء حفلة ليلة العمر، مشيرين إلى أن هذه الفترة ستبقى ذكرى خالدة بأذهانهم والتي سيروونها لأبنائهم مستقبلاً، مطلقين عليها شعار «حب في زمن كورونا».

مخططات ملغاة

وقال العريس طلال عبدالله علي: «لقد خططنا لعمل حفلة عقد القران بالبيت يوم 27 مارس الجاري، إلا أننا قدمنا موعد عقد القران إلى 20 مارس لأننا شعرنا بأن الأوضاع ستزداد سوءاً في منع التجمعات، و«توهقنا» حقيقة فألغيت كل الحجوزات التي قمنا بها لهذا الحفل من بوفيه وكوشة وعزومة الأهل والأصدقاء».

ولفت طلال بأن حالته ليست الوحيدة في أسرته وبين أصدقائه، فهنالك الكثير من العرسان الذين وقعوا ضحية الحجر المنزلي ومنع التجمعات، مشيراً إلى أن ذلك لم يؤثر على علاقته بعروسه وحالتهما النفسية إلا أنهم حرموا من الخروج للنزهات وما شابه.

وحول إمكانية تنازله عن فرحة الليلة الكبيرة، قال: «علينا أن نصبر وننتظر استقرار الأوضاع حولنا، خاصة أنها تتطلب أخذ الحيطة والحذر، ومع ذلك كلي أمل بأن الأمور ستتحسن خلال شهر رمضان المبارك، وسنتمكن من إقامة حفل زفافنا كما نريد حينها، ونعود لممارسة حياتنا بصورة طبيعية».

الندم

ولفتت العروس نور شحادة بأنها كانت تخطط للسفر إلى الأردن هذا الشهر (مارس) للبدء في تنسيق حجوزات حفل زفافها، ولكن توقفت كافة السفرات، ما جعلها تعيد التفكير بتفاصيل الزفاف والقيام بحفلة صغيرة، إلا أنها تخشى الندم عن تحويل ليلة العمر إلى ليلة عادية وعدم القدرة على إعادتها لاحقاً مع شريك حياتها.

وأضافت: «على الرغم من الحماس الذي كنت أشعر به ببداية عام 2020 بأنه العام الذي سأكون عروساً به وأنهي دراسة الماجستير بتخرجي من الجامعة الأمريكية بدبي، إلا أن كل ذلك توقف مع انتشار فيروس كورونا والأوضاع المحيطة بالعالم ولعل كل تأخيرة فيها خيرة كما يقال، فلا زال لدي أمل بأن الظروف ستتحسن، ولكن إن ساءت كثيراً سأكتفي بعمل حفلة صغيرة، وسأحرص على ارتداء فستان الزفاف الأبيض الذي أحلم به».

استغلال مصروفات الزفاف

ومن جهة أخرى، قرر العروسان إسراء ومحمد قصي عقد قرانهما في البيت والاكتفاء بحفلة صغيرة جداً تقتصر على الأهل المقربين من الدرجة الأولى، وتأجيل بقية التجهيزات لحفل ليلة العمر، ما بعد شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى أملهم بأن تنجلي الظروف المحيطة.

وقالت العروس إسراء بأنها تفكر بالمخاطرة في مسألة إلغاء حفل الزفاف، وتوفير المبلغ المالي المقرر صرفه بحجوزات الفستان والقاعة وخلافه، واستغلاله بأمور بديلة أكثر أهمية لهما كالسفر أو المبيت بفنادق ومنتجعات سياحية مختلفة.

هجرة وسفر

ولعل ظروف كل عروسين تختلف عن الآخر، فلفت العروسان يارا وفؤاد بأنهما لم يمانعا من فكرة الزواج دون حفل زفاف، إلا أن منع السفر بين البلدان زاد الوضع سوءاً لديهما، خاصة في ظل إقامة العروس بفلسطين وإقامته بالولايات المتحدة الأمريكية، ما جعل الأمور تبقى معلقة.

وبينما كانت نور عويمر تستعد لحفل زفاف شقيقها الأكبر وأول فرحة أشقائها المخطط في يونيو المقبل، وخلال البحث عن قاعة أفراح مناسبة في دبي، في ظل إقامة شقيقها بأستراليا وإقامة عروسه بمكان آخر بعيد، سرعان ما تم الإعلان عن خبر إلغاء حجوزات القاعات بالفنادق.

وقالت: «كانت زوجة أخي متحمسة، وكلنا حماس أنا وشقيقاتي وإخوتي، ولكن للأسف أُخمدت كل المشاعر في ظل منع السفر وحجوزات الفنادق، ولا علينا سوى الانتظار لإحياء ليلة العمر برفقة أخي وزوجته التي لا تزال تأمل في ارتداء الفستان الأبيض».