الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جزيرة إستونية تحكمها النساء .. والرجال هائمون في البحر



منذ قرون عدة على جزيرة صغيرة تكسوها الغابات في بحر البلطيق تزرع نساء يرتدين تنانير بخطوط حمراء، ويضعن أوشحة على رؤوسهن، الأرض ويحرسن المنارة ويترأسن المراسم الدينية.



أما الرجال على جزيرة كينو الواقعة على مسافة 10 كيلومترات من سواحل إستونيا، فيبحرون على مدى أسابيع بل أشهر تاركين للنساء تولي شؤون الحياة في مجتمع من آخر المجتمعات في العالم التي تقودها نساء.





نمط الحياة هذا مهدد في كينو، إذ تدفع الصعوبات الاقتصادية عدداً متزايداً من سكان الجزيرة إلى المغادرة بحثاً عن عمل في مكان آخر.



وتقول مارية ماتاس، وهي دليلة سياحية ومسؤولة التراث في كينو: «نناقش كلنا يومياً ونحن جالسون إلى طاولة المطبخ موضوع استمراريتنا».



وتضيف ماتاس بقلق: «سنفقد هذه الحياة في حال لم يعد الناس يقيمون هنا».



وتتمحور الحياة في كينو على تقاليد قديمة وأغان شعبية تندرج ضمن ثقافة فريدة من نوعها ضمتها اليونيسكو إلى قائمة التراث العالمي الشفوي.



ويبلغ عدد سكان الجزيرة المسجلين 686 شخصاً إلا أن 300 منهم يقيمون فيها طوال العام، أي أقل من نصف ما كان عليه العدد قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008 التي ضربت إستونيا في الصميم.





وتضم الجزيرة البالغة مساحتها 16 كيلومتراً مربعاً بعض الطرقات المعبدة فقط ومتجرين صغيرين للمواد الغذائية ومتحفاً وكنيسة، فضلاً عن مدرسة صغيرة لا يزيد عدد تلاميذها عن 36 فيما كان العدد نحو 100 قبل أعوام قليلة.



يوضح الصياد مارغوس لارينتس، وهو يقوم بتدخين أسماك اصطادها قبل فترة قصيرة: «الفقمة وطيور الغاق تطرح المشكلة الأكبر في الصيد».





ويرى مارغوس وزوجته مارج على غرار كُثر أنهما لم يعودا قادرين على تحصيل لقمة العيش من البحر.



وشأنهما في ذلك شأن كُثر، باتا يؤمّنان حاجاتهما من المواد الغذائية من خلال تربية الحيوانات وزراعة الأرض.