السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مذيعون يرفعون شعار «سكوت بنسجل» في منازلهم: سلامة مجتمعنا أولى من حيوية الاستوديو

فرض انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على عدد من المذيعين عالمياً ومحلياً، أن يحولوا بيوتهم إلى استوديوهات يبثون منها برامجهم المختلفة، حفاظاً على سلامتهم، والتزاماً بتقديم رسالتهم الإعلامية في هذه الأوقات الاستثنائية.

واستطلعت «الرؤية» آراء عدد من الإعلاميين في هذه التجربة، التي جعلت بعضهم يلجأ إلى رفع شعار «سكوت بنسجل»، على غرفهم الخاصة، وكيف يتعاملون معها، وأبرز المواقف الغريبة والطريفة التي يتعرضون لها، وفي مقابل تأكيدهم افتقادهم حيوية الاستوديو ومميزات العمل الجماعي المباشر، إلا أنهم أجمعوا على أن الالتزام بمعايير الوقاية أولى من أجل ضمان سلامة المجتمع، وصون صحة أفراده.

وقالت رئيس تحرير الأخبار في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، منى الرئيسي، إن انتقال الإعلاميين للعمل من منازلهم في مجال التحرير، والكتابة، والنقل، والمراسلة، ليس بأمر جديد، لأن الإعلامي الشامل والموسوعي معتاد على هذا النوع من العمل عبر نقله المباشر لنبض الأحداث لحظة بلحظة عبر هاتفه المحمول.

وتابعت: «خلال مهام العمل الخارجية، تعود الإعلاميون على إنتاج المحتوى وهم بعيدون عن أروقة الاستوديوهات، وتحديداً بعدما دعمت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون لفكرة الإعلامي الشامل قبل سنوات، مما سهل من تطبيق الفكرة، اليوم، بالتعاون مع الأقسام التقنية والهندسية التي سهلت الأمر بتحميل البرامج المتخصصة عبر الهواتف والحواسيب للموظفين الذين يعملون عن بُعد».

وبالنسبة لقسم الأخبار في قناة الشارقة، أكدت تقليل عدد العاملين في هذا القسم وتقسيمهم وفقاً لنظام الورديات تلافياً للتكدس، وحفاظاً على التباعد الاجتماعي.

من جهته، قال يوسف الحمادي، معد ومقدم برامج في إذاعة الشارقة: قمت بتحويل غرفتي الخاصة إلى استوديو إذاعي مستعيناً بالأدوات المتوفرة لدي، وأثناء البث المباشر للبرنامج أُعلق ورقة على باب الغرفة مكتوب عليها (أنا الآن على الهواء مباشرةً أرجو عدم إصدار الأصوات).

طاقة إيجابية

وعن تجربته في العمل عن بُعد، قال أحمد بوكلاه، معد ومقدم برامج في إذاعة الشارقة:«فرضت الظروف الاستثنائية التي نعيشها، مناخاً مغايراً اقتضى أن نباشر أعمالنا عن بُعد، ولا شك فإن التجربة ناجحة ومثمرة وتمتاز بتكاتف من الجميع».

وتابع: نجاح التجربة لم يأتِ مصادفة بل هو نتيجة سلسلة من الاجتماعات الدورية التي عُقدت عن بُعد، اعتمدنا خلالها آلية عمل معينة لتقديم وإعداد البرامج الإذاعية بشكل منظم وسلس، كما قمنا بتسجيل حلقات تدريبية لكسر أي مخاوف قد يتم مواجهتها في التجربة الأولى.

وأشار إلى أن مسألة التقديم عن بُعد تحفز الجميع نحو بذل المزيد من الجهود، من أجل تقديم حلقات متميزة، بالرغم من عدم الاعتياد على التواجد خارج الاستوديو، وبعيداً عن اللاقط الإذاعي، مؤكداً أن ردود الأفعال الإيجابية التي لمسها من المستمعين تدفعه إلى التركيز أكثر فيما يخدم الناس، ويثري مخزونهم المعرفي، ويحوز على ذائقتهم في ظل المؤثرات والآثار التي صاحبت انتشار فيروس «كورونا».

وأفادت مذيعة قناة الوسطى التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون جواهر النقيب، بأن شبح الوساوس والقلق كان يلازمها عند تقديمها البرنامج الصباحي داخل الاستوديو، علماً أنها تقلل من الاحتكاك بالناس تلافياً لأي تواصل يمكن أن ينقل المرض.

وأضافت: «العمل من المنزل أصبح اليوم أسهل بفضل وسائل الاتصال والمعلومات، ما أتاح الفرصة لتقديم البرامج دون أن نضطر للخروج من بيوتنا».

واعتبرت جواهر، المنزل، مكاناً مثالياً للعمل بسبب قدرته على منح الشخص طاقة إيجابية في ظل بيئة يقوم الفرد بتكوينها لذاته.

بدورها، ذكرت شيخة بن خميس، معد ومقدم برامج في إذاعة الشارقة، أن تجربتها في التقديم عن بعد ناجحة رغم وجود التحديات، لكنها وصفت أن ما تقوم به من جهد يصبّ في مصلحة جميع أفراد المجتمع، وأن واجب الإعلامي أن يستمر في تقديم البرامج المباشرة للبقاء إلى جانب المستمعين، باعتبارهم جزءاً رئيسياً من هذه المبادرة الوطنية لتوعية الجمهور.

التباعد الاجتماعي

وقال المخرج أحمد خليل: «شخصيتي تتسم بالديناميكية والتنقل، وعلى الرغم من عدم تفضيلي العمل من المنزل فإن الإعلام من المهن المعروف عنها إمكانية تنفيذ مهامها عن بُعد، لذلك نزولاً على قرار التباعد الاجتماعي بدأت في العمل من المنزل».

وأكدت عائشة الحمودي، معد ومقدم برامج إذاعية، أن أجواء البيت مختلفة عن أجواء بيئة المقر المؤسسي، لكن على الموظف أن يكون متهيئاً في شتى الظروف، ويخصص لنفسه بيئة ملائمة بعيدة عن الإزعاج والضجيج، خصوصاً بالنسبة لنا كمذيعين لم ننقطع عن مستمعينا، وما زالت البرامج الإذاعية تُبث على الهواء مباشرة من المنزل ونتواصل معهم خصوصاً في هذه الفترة، ويمكنني القول إن تجربة العمل عن بعد رائعة ومختلفة، وتتطلب منّا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نعمل بروح الفريق الواحد، من أجل أن تظل وتيرة العمل متسارعة وتلبي الطموحات.

ورغم عدم خوض مراسل قناة الشارقة وليد الأصبحي، تجربة العمل عن بُعد حتى الآن، بسبب طبيعة مهامه التي تتطلب منه نقل الأحداث من الميدان مباشرة، فإنه يعتزم قريباً نقل الحدث بشكل ذاتي دون الاعتماد على الكادر الذي يرافقه.

حيوية المهنة

أشارت مذيعة قناة دبي ديالا علي، إلى أن أجواء العمل الإعلامي ممتعة في الاستوديو بكل ما فيه من تفاصيل تُسعدها كإعلامية، وتُشعرها بحيوية المهنة التي تعمل فيها، حيث يتطلب عملها الذهاب إلى الاستوديو لتقديم الحلقات المختلفة.