السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أحمد صالح: ثقافة السينما غائبة عن قنواتنا المحلية..والمنصات الرقمية أكثر ترحيباً بأفلام الشباب

ناهد حمود - دبي

أكد الفنان أحمد صالح، أنه وجد نفسه في السينما أكثر من الدراما التلفزيونية، على الرغم من النجاح الذي حققه بدوره في مسلسل «البشارة»، وهو ما لم يشفع له، على حد تعبيره، سواء جماهيرياً أو لدى جهات الإنتاج، التي اشار إلى أنها باتت أكثر مضايقة له، وهو الأمر الذي ساقه مبرراً لفقدانه شغف العمل في الدراما التلفزيونية.

وقال الفنان الإماراتي، في حواره مع «الرؤية»: إن نجاح الأفلام التي قدمها مع المخرج الإماراتي راكان، والتي حققت نسبة إيرادات متميزة خليجياً، كان حافزاً لبعض المنتجين والفنانين لإنتاج أعمال منافسة، لكنها لم تكن، حسب وجهة نظره، على المستوى المطلوب، الأمر الذي رآه، قد انعكس سلبياً على سمعة السينما الإماراتية.

وذكر أن تلقيبه بـ«نجم السينما الإماراتية» أزعج البعض، رغم أن اللقب وليد أرقامه، مؤكداً في الوقت نفسه أن ثقافة السينما تغيب عن بعض القنوات التلفزيونية المحلية، الأمر الذي يجعلها تبتعد عن تبني أفلام إماراتية، وجدت النجاح على مستوى القنوات المدفوعة ومنصات البث الرقمي.

واعترف صالح بأنه شخص مزاجي، حيث دفعته مزاجيته إلى التفكير في اعتزال الفن من أجل الابتعاد عن مشاحناته، لكن في كل مرة يثنيه المخرج الإماراتي راكان، الذي اعترف في الوقت نفسه بأن له الفضل في دخول عالم الفن.. وتالياً نص الحوار:



لماذا هذا الغياب عن دراما رمضان ولعامين متتاليين؟

جاء هذا الغياب بعد مسلسل «البشارة»، الذي رغم أنه حصل على المركز الأول في استفتاء الصحافة المحلية، وجائزة ذهبية من أحد المهرجانات في مصر، فإنني تعرضت فيه لمضايقات أثناء التصوير امتدت إلى ما بعد عرض العمل من الجهة المنتجة، هذه المضايقات جعلتني أفقد شغف العمل في الدراما التلفزيونية، لا سيما وأن بداياتي كانت سينمائية، ولا أعتقد أنني سأعود للدراما التلفزيونية لأن بيئة العمل فيها منفرة، وليست جاذبة تعتمد على الغيرة بأبشع صورها، إن كان على مستوى الفنانين أو جهات الإنتاج أو مراكز الإنتاج.



هل بالفعل حصلت على المركز الأول في استفتاء إحدى الصحف وسحب الاستفتاء بعد ذلك؟

نعم، حصلت على المركز الأول في استفتاء صحيفتين محليتين، إحداهما محايدة وضعت الاستفتاء وكان مرئياً للقراء، أما الأخرى فلم تضعه ولها حكاية، إذ تواصل معي أحد صحفييها وبشرني بنتيجة الاستفتاء، حيث فزت بأفضل ممثل، وراكان أفضل مخرج، وأفضل مسلسل «البشارة»، وأيضاً أفضل تتر مسلسل على مستوى الدولة، وانتظرت النتيجة في عدد اليوم التالي لاتصاله معي، لكنها لم تنشر حتى الآن لأسباب شخصية بعيدة كل البعد عن المهنية.



بماذا تفسر نجاحك في السينما وحصد فيلمك «ضحي في أبوظبي» أعلى الإيرادات في تاريخ السينما الخليجية، ومع ذلك تتجنبك القنوات المحلية؟

في اعتقادي أن الاهتمام بالفن السابع ليس له مكان على أجندة القنوات المحلية، لا سيما وأن السينما الإماراتية وليدة وليست قديمة لا تزال في خطواتها الأولى، وبالتالي ليس لدى القنوات التلفزيونية الثقافة التي تخولها أن تتبنى أفلاماً إماراتية، لكن ومع ذلك، أفلامي لقيت رواجاً كبيراً على مستوى القنوات المدفوعة ومنصات البث التدفقي مثل نتفلكس و«إي لايف» من اتصالات.



ماذا عن دورك في فيلم الإمبراطور؟

أجسد في فيلم «الإمبراطور» والذي كان في السابق اسمه «ظاعن وفلونة»، شخصية «ظاعن» فيما تجسد ملاك الخالدي «فلونة»، والفيلم اجتماعي كوميدي يناقش قضايا واقعية.وكان من المفترض أن يصل دور السينما لكن ظروف فيروس كورونا، حالت دون نزوله، لذلك قرر المخرج راكان تأجيله إلى الصيف المقبل.



تعترف دوماً بأن راكان سبب تواجدك في هذا المجال، فما القصة؟

حقيقة أدين لصديقي راكان، فهو سبب دخولي إلى عالم الفن، وكان لذلك قصة لطيفة، فراكان يتملكه شغف منذ بداياته بأن يقدم فيلماً سينمائياً في بداياته يدخل به تاريخ السينما من أوسع أبوابه، وكان قد كتب قصة فيلم «ضحي في أبوظبي» والتي استوحاها من أحداث حقيقية عن معاناة شخصيين في رحلة البحث عن عمل، والشخصان هما أنا وهو.

بعد ذلك، فاجأني راكان عندما طلب مني أن أجسد دور البطولة، وهو أمر وجدته مسؤولية كبيرة تحتاج إلى ممثل محترف، في البداية رفضت لكن إصراره عليّ ولخمسة وبعد تهديده بانتهاء صداقتنا إن لم أقبل بالدور وافقت.



ولماذا رفضت العمل في فيلم راشد ورجب وكذلك فيلم عسكري؟

«راشد ورجب» عرض عليّ في البداية قرأت النص، رأيت أنه لفئة عمرية محددة، في حين استهدف «ضحي في بوظبي» الأطفال والكبار، وقد أخذت عهداً على نفسي أن تكون أعمالي للأسرة وليست لشريحة معينة، لأن أفلامي تلامس البيئة الإماراتية، والعادات والتقاليد فيها، ولا تخدش الحياء بأي حال من الأحوال.

لهذا رأيت من نص «راشد ورجب» أن المعايير التي أريدها لا تنطبق فيه، فرفضته، أما بالنسبة للفيلم العسكري، فقد رفضته لأنني شعرت وبكل أمانة أن فكرته لم تصلني.



ألا تشعر بالظلم عندما يستبعد اسمك من المسلسلات الرمضانية؟

أبداً لم أشعر بالظلم لأنني أرى أن لكل شخص مكاناً، والحمد لله لي تجربة تلفزيونية ونجحت فيها بشهادة قنوات رسمية، لكنني أرى أن مكاني الحقيقي هو السينما وليست الدراما التلفزيونية، ففي الدراما فنانون لهم باع طويل نراهم بشكل سنوي. أيضاً المسرح ليس مكاني، وجدت نفسي في السينما أكثر.

راكان وراء ظهور فنانين جدد، كيف تنظر للحملة التي تشن ضده نتيجة ذلك؟

أعتقد أن هؤلاء هم أعداء النجاح، وهم موجودون في كل زمان ومكان، على العكس يتوجب أن نقدم لراكان الشكر لأنه ألقى على عاتقه أن يظهر وجوهاً جديدة للساحة الفنية الإماراتية، بعد أن تعودنا على وجوه بعينها.



نجاحك سينمائياً دفع البعض لتلقيبك بـ«نجم السينما الإماراتية»، فهل أزعج اللقب البعض؟

أعتقد أنه أزعج البعض، رغم أن الأرقام هي المقياس، والتي كلما صدمتهم يصمتون لكن لفترة مؤقتة، ومن ثم يعودن مرة أخرى بردة فعل غير مباشرة عن طريق إنتاج أعمال تنافسني، لكن الحقائق والأرقام تقول إن فيلمي «ضحي في بوظبي» و«ضحي في تايلند» كانا الأعلى إيراداً في 2016 و2017. والفيلمان أثارا حفيظة المنتجين والفنانين الذين حاولوا كسر هذه الأرقام، الأمر الذي أحدث زخماً، لكنهم خرجوا بأفلام بميزانية ضعيفة جداً، وهو الأمر الذي يؤثر على سمعة السينما الإماراتية بعد أن جاءت بإضاءة رديئة وكاميرات عادية وقصة ضعيفة جداً. فيما حاول البعض المنافسة بالكوميديا السطحية التي لا تحترم عادات وتقاليد دولة الإمارات، ولهذا لم تنجح.



يقال إنك مزاجي وفكرت في الابتعاد عن الفن..

نعم أنا مزاجي جداً وجلست مع راكان أكثر من 4 مرات لأطلب منه الابتعاد عن المجال، لأنني أعشق الهدوء وأحب الناس جميعاً، فبمجرد أن يصلني شعور أن لدي أعداء أحزن كثيراً، وهذا الوسط أدخلني في خلافات مع أعداء النجاح، كل هذا التوتر ليس من طقوسي، لكن تمر الظروف وأعود عن قراري.



هل تأخير تصوير فيلم «ضحي في الدوام» بسبب خلاف مع راكان؟

علاقتي مع المخرج راكان علاقة أخوة ولسنا أصدقاء فقط، دائماً الشجار بين الاخوة وارد في البيت الواحد، يحدث اختلاف في وجهات النظر شجار عتب، لكن في النهاية هو أخ عزيز وله فضل كبير عليّ، يستحيل في يوم من الأيام أن أتخلى عنه في أي ظرف كان.