الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خشية الاكتئاب.. أسر عربية تُقلص «أخبار كورونا» والبديل دراما وكوميديا



لجأت الكثير من الأسر العربية إلى متابعة المسلسلات الدرامية، والأفلام الكوميدية، للتخفيف على أنفسهم من شدة الأزمة التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد على العالم، مقاطعين في الوقت نفسه نشرات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج ليلاً ونهاراً بأخبار الإصابات وأعداد الوفيات، واستعراض لمؤشر متغيراتها لحظياً في عدد من الدول، وذلك خشية الإصابة بالاكتئاب، والمحافظة على صحتهم النفسية.

وتعالت في الآونة الأخيرة نصائح الاختصاصيين النفسيين المنادية بضرورة تقليص ساعات المشاهدة للأخبار والبرامج التي تتمحور حول «كوفيدـ-19»، والتي تؤثر سلباً على الصحة النفسية، وتجعلهم أكثر عرضة للتوتر والقلق والخوف من المجهول، ما يترتب عليه فقدان الشعور بالأمان والاستقرار.





بعيداً عن التفاصيل

قال الشاب السوري محمد تنان: «إنه يكتفي بمتابعة موجز سريع لآخر مستجدات فيروس كورونا دون التعمق في متابعة تفاصيل الأحداث، قائلاً: «في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم مع انتشار فيروس كورونا، تحولت كافة وسائل الترفيه من قنوات تلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، لمصادر رئيسية للأزمات النفسية لكثير من الأسر العربية، خاصة بعد أن تحولت نشرات الأخبار اليومية إلى مسلسل لا ينتهي من أخبار الوفيات والصراعات مع الفيروس، والتي تتخللها مشاهد مؤلمة مثل التفريق بين الأب وابنه لمرض أحدهما، أو ارتفاع أعداد الإصابات، وغيرها من الأخبار المؤلمة».



الدراما بديل

وتابع تنان: «تحولت تلك الوسائل بين ليلة وضحاها من سبل للترفيه على المشاهد إلى عدو يتلاعب بالأعصاب والصحة النفسية، لذلك قررت وكثير من الأسر عدم متابعة النشرات التفصيلية، والاكتفاء بأهم ما ورد من أنباء، ومتابعة المسلسلات الدرامية والأفلام الكوميدية للهروب من هذا الواقع الأليم».





أضرار نفسية

وتتفق الشابة المصرية سماء محمد مع محمد تنان في العزوف عن متابعة نشرات أخبار كورونا، قائلة: «تفشي هذا الفيروس ترك أضراراً نفسية بالغة الصعوبة علينا جميعاً، كباراً وصغاراً، بسبب حالة الذعر التي أصابت العالم وتسربت لكافة أفراد الأسرة، نتيجة رؤية المشاهد الصادمة وغير الملائمة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

جرعة كوميديا

وأضافت محمد: «اكتشفنا أنه لا يوجد شيء يبدد القلق إلا جرعة من الكوميديا والضحك الصافي، ومن حسن الحظ أن الفن العربي قدم على مدار تاريخه المئات من الأعمال المسرحية الكوميدية القادرة على إنقاذ الأسر من حالة الاكتئاب والملل التي انتابت الكثيرين جراء جائحة كورونا».





عدوى الخوف

بينما أكدت المصرية أسماء أبوالعلا، أنها قاطعت وزوجها القنوات الإخبارية واكتفيا بأهم الأخبار التي يتداولها نشطاء التواصل الاجتماعي، خاصة بعد شعورهما بأن القلق والتوتر الذي ينتابهما انتقل إلى الأطفال، وأدركا سريعاً أن مشاعر الخوف معدية، ولذلك حرصاً على عدم استخدام لغة الخوف والذعر من الوباء في حديثهما، ومحاولة تقليص ساعات متابعة الأخبار، واستبدالها بمحاورة الصغار، ومتابعة فيلم أو مسرحية أو برنامج ترفيهي معهم.





متابعة محدودة

بينما يرى الأردني شريف العجوز، أنه لا يستطيع الانقطاع تماماً عن متابعة الأخبار، ولكن يحاول التقليل من جرعتها اليومية، مستغلاً الوقت الذي كان يقضيه في متابعة أخبار الجائحة بمشاهدة فيلم كوميدي أو مسلسل درامي.

وذكر أن الإحساس بأن الأزمة جماعية، وتجتاح العالم، وأن الفرد ليس بمفرده، يخفف من وطأة وحدة الأزمة على النفس، كما يلجأ البعض إلى مساعدة أنفسهم للتخفيف من الشعور بالتوتر والخوف والتخلص من مشاعر القلق بمتابعة محتوى ترفيهي، يروح على النفس في ظل الأخبار المتغيرة لحظياً.





تداعيات نفسية

في المقابل، حذر استشاري الأمراض النفسية الدكتور نادر ياغي، من تداعيات وخطورة تأثير الأحداث الراهنة، والمشاهد المخيفة، والصور المؤلمة على الصحة النفسية للأفراد، مؤكداً أنها مصدر لتسريب الخوف والرعب الشديد للنفس، خاصة عندما يشاهد الشخص صور الضحايا والمرضى، ما يؤدي إلى تحويل الأحلام إلى كوابيس مؤلمة ومزعجة، تؤثر على سلوكياتهم اليومية والمستقبلية.



اضطرابات النوم

ونصح ياغي بالتقليل من متابعة أخبار جائحة كورونا لحماية الصحة العقلية والنفسية، وعدم تحويل فكرة استقاء المعلومات، إلى إدمان وهوس لتتبع أدق تفاصيلها، وكذلك ضرورة تحديد الوقت الذي يقضيه الشخص لمتابعة أو قراءة أو مشاهدة الأشياء التي يستشعر أنها قد تغير سلباً حالته المزاجية، مضيفاً: «هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المنتشرة حول الفيروس في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يجب استقاء الأخبار من مصادر موثوقة للمعلومات، مع ضرورة إراحة النفس من سيل المنشورات السلبية على السوشيال ميديا، خاصة قبل النوم حتى لا يصاب باضطرابات النوم والأرق والقلق».