السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ماذا لو كان الحجر المنزلي بلا إنترنت؟

تشكل شبكة الإنترنت وما يرتبط بها من تقنيات جزءاً أساسياً من الأنشطة والممارسات اليومية في حياتنا، وبلغ تقدير الجهات والأفراد لأهمية تواجد هذه الشبكة، إلى إطلاق حملات رسمية ومؤسساتية، وكذلك فردية، لمبادرات، تدعو إلى ترشيد استهلاكها، من أجل ضمان استدامتها، لا سيما في أوقات ذروة الاستخدام، واحتياج فئات ذات أولوية لها، مثل العاملين في القطاع الطبي، ومنتسبي التعليم عن بعد، وهم جُل الطلبة في شتى أنحاء العالم، وغيرهم، خلال فترة الحجر المنزلي غير المسبوقة، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما لجأت مؤسسات، مثل نتفليكس وأمازون ويوتيوب إلى تخفيض جودة البث، حفاظاً على الإنترنت من الانقطاع، ولكن ماذا لو كانت حياتنا في الحجر المنزلي من دون إنترنت بالأساس ؟

وفي استطلاع لـ«الرؤية» للإجابة عن هذا التساؤل، وما البديل في حال انقطاعه؟ تباينت آراء الجمهور بين: إن غياب الإنترنت سيخلف خلافات أسرية وسيحول دون تطبيق أنظمة التعلم والعمل عن بُعد، وبين أنه سيكون أمراً إيجابياً يساهم في منحهم متسعاً أكبر من الوقت كي يكونوا أكثر ثقافةً وإبداعاً واستثماراً لأوقاتهم بكل ما هو مفيد، بعيداً عن أي مغريات سطحية.

الحنين للماضي

ينتاب أريج الرمحي نوبة من الحنين الدائم للزمن الجميل قبل الثورة المعلوماتية، وقالت: «سأعود إلى ما اعتدت ممارسته فترة التسعينيات، أستمع للأغاني والأخبار عبر الراديو وأشاهد أفلاماً ومسلسلات على التلفاز عند عرضها، أما مساءً فسأقضي وقتي بالقراءة».

وقالت خلود حسن بأن غياب الإنترنت سيجعل نظام حياتنا أكثر صحةً وبساطةً، خالياً من التعقيد، كما كان آباؤنا وأجدادنا يعيشون بالماضي.

القراءة

واعتبر البعض أن الأنشطة التي يقومون بها عبر الإنترنت كالتواصل الاجتماعي واللعب ومشاهدة الأفلام والمسلسلات أشبه بإدمان أصبح يحاصر حياتهم، الأمر الذي منعهم من القراءة بشكل مكثف دورياً.

فقالت زينة الجنيبي: «هنالك مجموعة كبيرة من الكتب التي اقتنيتها ولم أتمكن من التفرغ تماماً لقراءتها».

بينما قال حسين وجيد:

«ستصبح الكتب هي متنفسنا الوحيد في حال غياب الإنترنت خلال فترات الحجر المنزلي، فالكتاب خير جليس، وبالتالي سنصبح أكثر إبداعاً وابتكاراً، وسنرى العديد من الاختراعات والنظريات الجديدة لاحقاً ما بعد انتهاء الحجر المنزلي».

نشرة الأخبار

واعتبرت صفاء الشرف أن انقطاع الإنترنت بالأيام الأولى سيكون صعباً إلى حد ما، ولكنها أشارت بأن العالم سيعتاد ذلك ويصبح الأمر طبيعياً، وأن الإقبال على قنوات التلفاز سيزداد عما قبل، وسيصبح توقيت نشرة الأخبار توقيتاً مقدساً لمعرفة آخر أخبار ومستجدات فيروس كورونا حول العالم.

استثمارات منزلية

ولفتت إيمان وصفي بأن هنالك العديد من الأمور التي يمكن استثمارها بالبيت فترة الحجر المنزلي دون إنترنت، كالطبخ وصناعة الخبز والقراءة والكتابة والتصوير وممارسة الرياضة واليوغا، وتعلم مهارات جديدة كالخياطة، فضلاً عن إعادة ترتيب ديكور البيت.

وحيدة

بينما أشار بعض الطلبة بأنهم لن يتمكنوا من استذكار دروسهم واختباراتهم طيلة فترة الحجر المنزلي بشكل مباشر لو توقف الإنترنت عن العمل.

فقالت موزة محمد، طالبة دكتوراه بجامعة الشارقة:

إنه خلال إحدى المرات التي تعطل بها الإنترنت في منزل العائلة، وجدت نفسها وحيدة فقد غادر أبناء إخوتها وإخوانها المنزل وذهبوا لديارهم، حيث يوجد الإنترنت، مشيرةً إلى أن الدراسة عن بُعد، قد تأثرت خلال العطل التقني الذي حدث بالأيام الماضية، وكان أثر العطل التقني بمثابة أزمة دراسية بالنسبة لها، وأن تخيل غياب الإنترنت سيتبعه انقطاع الكثير من الممارسات اليومية بحياتنا.

ولفت حمدي عناني، إلى أن نظام العمل عن بُعد سيختل كثيراً، وستضطر الشركات لاتخاذ احتياطات مضاعفة بالتعقيم وترك مسافات بين الموظفين في مكاتب العمل، مشيرةً إلى أن المهام الوظيفية ستتضاعف على الموظف الواحد خاصةً إذا ما تم تقليل عدد الموظفين بالمكاتب تفادياً للازدحام.