الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

في اليوم العالمي للحظة الضحك.. فنان صيني يحارب كآبة كورونا بالابتسامة والسخرية

في محاولة للخروج من كآبة (كوفيد-19)، واحتفالاً بكسر شوكته وانحساره، يحتفي الصينيون بفنان الضحك يوي مينجون بمناسبة اليوم الدولي للحظة الضحك الذي يوافق 14 أبريل الحالي أي قبل أسبوعين من يوم عالمي آخر للضحك في الأحد الأول من شهر مايو من كل عام.

ومن السهل التعرف على رسومات يوي مينجون من الوهلة الأولى لأنها لا تخطئها العين نتيجة ميلها للمرح وحب الحياة، ولأن معظمها أشبه ببورتريهات ساخرة للفنان نفسه، وكأنه يسخر من حاله ومن الحياة بكل تبعاتها وضغوطها.

وتتسم أعمال منجون بضخامتها وألوانها المشرقة وتجسد في معظمها رجلاً ضاحكاً بسمات وأنماط مختلفة، وكأنه أشبه ببورتريه ذاتي، أو استنساخ فني للفنان يصور الضحك بطريقة هيستيرية.



أعمال متمردة

لوحات الفنان الصيني أو أشخاصه لا تستقر على حال، وكأنها تتمرد على القماش أو الورق أو حتى الإطار، أشخاص لا يمكن تدجينهم أو ترويضهم أو إسكاتهم أو إقناعهم بأن «الضحك من غير سبب قلة أدب» لأنهم يواجهون كل شيء في الحياة كبر أم صغر، بالضحك والسخرية والابتسامة، يتحدون بها التوتر والخوف والموت والإيقاع المتسارع للحياة.

تظهر هذه الشخصيات المقلقة في أوضاع غير مألوفة غريبة طريفة، ما يخلق نوعاً من التوتر المتداخل والبراعة والسخافة والمبالغة، والتي من خلال التكرار والتباين، تقدم إمكانات لا حصر لها تجعل للعمل قوة خفية وتخفف بالفعل التوتر من المشهد نفسه.

ربما للوهلة الأولى تبدو الشخوص المرسومة ضاحكة سعيدة، ولكن المتأمل للوحة لا يشعر بالارتياح لذلك الانطباع الأولي ويدرك أن الضحك يخفي مأساة وحزناً وتوتراً وقلقاً وخوفاً من مجهول وأن هناك شراً مستتراً خلف السماوات الزرقاء والوجوه الوردية، وأن تلك الوجوه تضحك في مواجهة شيء ما من المفترض ألا نضحك أمامه، ولكنها وسيلتها في التمرد عليه والتأكيد على حقها في الحياة.





مواقف مثيرة

يطالع المشاهد اللوحة فيجد مواقف مثيرة للسخرية أو هزلية أو مأساوية، أبطال يبتسمون من الأذن إلى الأذن أثناء الركض بين الديناصورات، يطيرون على الرافعات في السماء، في دائرة المصارعة، رؤوس وأعضاء بشرية في الهواء، قطيع بشري، يصطف في وضع راكع، وجسم بلا رأس يحمل رأسه المقطوع بلا عنوان، كلها تبعث على الضحك ولكنه ضحك كالبكاء كما قال المتنبي.

وربما تجد أشخاص مينجون مغمضة العينين ولكنها دائماً مفتوحة الفم ضاحكة مبتسمة بهيستيرية، تنظر إلى اللوحة فتضحك في البداية، تطيل النظر فتشعر بالحزن أو الألم أو القلق.

ويعتبر يوي مينجون من رواد البورتريه في الصين ومؤسس لجماعة أو حركة الواقعية الساخرة بالمشاركة مع فانج ليجون وليو وي.

ومن المؤكد أن أسلوب مينجون في الرسم وشخصياته تأثرت بفن البوب والسيريالية وتشعر فيها بإلهام الأمريكي أندي وارهول وشطحات الإسباني سلفادور دالي.





نقد اجتماعي

تجسد أعمال الفنان الضاحك نوعاً ضمنياً مستتراً من النقد الاجتماعي والسياسي الذي يتعامل مع كل من التاريخ الصيني والفن الغربي ويتأثر بهما، وهو يقول عن نفسه «أحاول أن أجعل للعالم معنى ومغزى، ليس هناك شيئ ساخر أو غريب في رسوماتي.. هكذا هو العالم».

ولد مينجون في مدينة دكنج الصينية في عام 1962، ودرس الفن في جامعة نيبي نورمال الصينية وتدرب على الرسم والنحت والطباعة، وتأثر بأحداث ميدان تيانانمين فبدأ في استغلال فنه كوسيلة لفهم التغيرات الاجتماعية في بلاده، والأهم أنه تعامل مع الفن كهواية وما زال.

ويعيش الفنان حالياً في بكين، ويحظى بشهرة عالمية دفعت متاحف وغاليريات كثيرة لاقتناء أعماله ومن بينها متحف دينفر للفن، متحف شنزهين، متحف سان فرانسيسكو للفن المعاصر.