الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

أشجار الكرز الوردية وحيدة في شوارع بون: كورونا زائل ويبقى الجمال

كورونا زائل ويبقى الجمال والبهاء، تلك هي الرسالة التي تقرأها مخيلات المارين القلائل أمام أشجار الكرز الوردية التي تعد من أبرز علامات حلول فصل الربيع في مدينة بون الألمانية، لتنهض وحيدة، في هذه المرحلة، وكأنها تبكي زخم زوار اعتادت لقاءهم في مثل هذه الأيام للالتقاط أجمل الصور التذكارية، نتيجة الإجراءات الاحترازية تخوفاً في فيروس كورونا.

ورغم أن كورونا لم تستطع إيقاف قدوم أشجار الكرز الوردية في بون، والتي تشتهر شوارع مدينتها القديمة بطول 350 متراً باصطفاف نحو 360 شجرة زرعتها البلدية منذ 40 عاماً، إلا أن هذا العام ليس مثل الأعوام السابقة، فالفيروس جعل هذه الأشجار تحت حماية أمنية مشددة بعد أن اتخذت البلدية قراراً بإغلاق شوارعها، منعاً للتجمعات الكبيرة التي تقف تحتها لالتقاط الصور كعادة كل عام.





وتعد أشجار الكرز يابانية الأصل، ويطلق عليها في اليابان «ساكورا».

وعبر رئيس بلدية بون أشوك سردرهان في تغريدة على تويتر بشعوره بالأسف لاتخاذ هذا القرار، ولكن صحة الناس تحتل الأهمية القصوى حالياً في إطار إجراءات التباعد وعدم تجمع أكثر من شخصين لمنع انتشار الفيروس، مشيراً إلى أن الشرطة حررت مخالفات لنحو 37 شخصاً تجمهروا في الشارع للتصوير.

وتجذب أشجار الكرز في المدينة مئات الآلاف من السياح سنوياً، بالإضافة لسكان المدينة، إلا أنها تنهض وحيدة هذا العام.

ماركو كوستر من سكان «بون» قال لـ«الرؤية» إن الربيع يحنو علينا في هذه الأوقات العصيبة بالأشجار المبهجة التي ترمز للأمل بأن الشمس تشرق والورود تتفتح.

وتابع: «هذه الأشجار بالتحديد نحتاج لما ترمز إليه حالياً تحت ضغط الكورونا، لأنها ترمز لأن كل شيء يتغير في لمح البصر، وأن لكل شيء نهاية، فهي تظهر فجأة أي نستيقظ جميعاً لنراها تفتحت ثم بعد نحو 10 أيام أو أسبوعين على الأكثر تتساقط أوراقها في منظر رائع مبهج على جانبي الشارع.





وأضاف: «نحن نحتاج هذه الرسالة من أشجار الكرز هذا العام بأن الكورونا ستنتهي وتعود الحياة، وأن الجمال موجود مهما كانت تحيط بنا الأحزان».

ووضعت مدينة بون في المجلات السياحية على قائمة أكثر 10 مدن جذب للسياح هذا العام بسبب احتفالاتها بمرور 250 عاماً على ميلاد بيتهوفن وفي الربيع خاصة بسبب أشجار الكرز الشهيرة، لكن فيروس «كورونا» غير كل ذلك.

وحتى السوق السنوي الذي ينظم في أبريل تحت هذه الأشجار في المدينة القديمة ألغي، وكان يقدم فيه حلوى الكرز والمشروبات والأيس كريم، وتباع فيه أيضاً كروت تذكارية وقمصان وأكواب تحمل صور الأشجار.

من جانبها قالت «ليديا لاغر» التي تسكن بشوارع المدينة القديمة، حيث تتكاثف هذه الأشجار لـ«الرؤية» إن المدينة كانت كالميتة بسبب الكورونا، وجاءت الأشجار بلونها البديع لتعيد إحياءها من جديد على الرغم من خلو الشوارع من المارة.





وأضافت: إن الطبيعة تعرض كل أبريل قطعة فنية بديعة تمثل الحلم باللون الوردي، معربة عن أمنيتها في أن يعود الزحام والسياح العام المقبل للاستمتاع بها دون كورونا.

وفي منتدى خاص على الإنترنت تصور فتاة شابة تدعى «فيكتوريا هارلوس» مجموعة صور يومياً للأشجار بشارع المدينة القديمة نتيجة امتلاكها متجراً هناك، مؤكدة أنها تفعل ذلك لمواساة الناس الذين لم يحضروا بسبب الكورونا للاستمتاع والتصوير كعادة كل عام، ولتوصيل البهجة لهم عبر الإنترنت.