الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

خبراء ومختصون يقدمون 10 نصائح للصائمين في زمن كورونا



يطل علينا شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، بنفحاته وروحانياته التي يتفرد بها عن باقي أشهر العام، ولكن يأتي شهر القرآن هذا العام في ظل ظروف استثنائية فرضها انتشار فيروس كورونا، ما تطلب تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وفرض الحجر المنزلي على معظم شعوب العالم، ما دفع كثيرين إلى طرح تساؤل: ماذا سنفعل بشهر الصوم في زمن كورونا؟

ورداً على هذا التساؤل، يقدّم مجموعة من الخبراء والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والأسريين ورجال دين، لقراء «الرؤية» 10 نصائح ذهبية لاستقبال شهر رمضان دون الشعور بتغير جوهري في العادات والتقاليد، واستحضار الروحانيات والطقوس العائلية التي كانت متبعة في مواسم رمضان الماضية، فضلاً عن استثمار أوقاته ولياليه التي تمر، عادة، سريعاً، على الوجه الأمثل.



ونصح الخبراء العائلات بتنظيم إفطار افتراضي ومشاركة عائلاتهم مائدة جماعية عبر تقنيات الاتصال بالفيديو، إلى جانب تطويع التكنولوجيا لتنظم اجتماعاً عائلياً عن بُعد كل أسبوع كي يستشعر الأبناء الأجواء الرمضانية المعهودة، مؤكدين أن رمضان فرصة للتقارب الأسري وصلة الأرحام، كما يجب اغتنام أيامه ولياليه للإكثار من فعل الخيرات والصدقات والتزام الطاعات.



وطالبوا الأسر بالابتعاد عن هوس الشراء وتخزين السلع، وتجنب تداول الأخبار السلبية حول فيروس كورونا، واستغلال الوقت في طرح حوارات ومواضيع هادفة ومفيدة للأبناء، إضافة إلى ممارسة الهوايات المفضلة في نهار رمضان واستعادة الذكريات المبهجة.



وأكدوا أن رمضان فرصة ذهبية لاستغلال الوقت في التقرب إلى الله، وممارسة كافة العبادات، كما أنه يمنح الشخص فرصة للتفكر والتدبر والعودة إلى التوازن الحقيقي في جميع أمور الحياة، مطالبين الأمهات بتقاسم المسؤوليات المنزلية مع الأبناء ومكافآتهم على إنجازها، لكي يشعروا بعظم مسؤوليتها وأهمية التعاون والتعاضد في مختلف أمور الحياة.





1- إفطار افتراضي

قالت المستشارة النفسية والأسرية في مراكز التنمية الأسرية بالشارقة، الدكتورة آمال النمر: «الكثير من العادات والتقاليد التي كانت متبعة في الشهر الفضيل تبدلت وتغيرات هذا العام بفعل انتشار فيروس كورونا، إلا أن الثابت هو أن رمضان شهر التأمل والصدقات والتقوى وممارسة ضبط النفس والعطاء وفعل الخيرات».

وأوضحت النمر، أن الكثيرين اعتادوا في رمضان على إعداد الولائم ودعوة الأهل والأصدقاء على الإفطار من باب صلة الرحم والتقارب، ولكن هذا العام ربما تختفي هذه العادة بسبب الحجر المنزلي، إلى جانب تنفيذ نظرية التباعد الاجتماعي، لذلك بدأ البعض يفكر في طرق مبتكرة لتفادي الإفطار منفردين، منها إمكانية الجلوس إلى مائدة جماعة عبر تقنيات اتصالات الفيديو، وهو ما يعرف بالإفطار الافتراضي.





2- تقارب أسري

وذكرت المستشارة النفسية والأسرية، أن الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية، وقواعد التباعد الاجتماعي، لا يعني عدم الاستمتاع بأجواء رمضان والعيد، فقد تكون الفرصة مثالية هذا العام لتقرب الفرد من عائلته وأبنائه، حيث يستطيع كل فرد أن يجعل ليالي رمضان أكثر مودة ورحمة وروحانيات، من خلال مشاركة أفراد أسرته طقوس العبادة في البيت.



3- تطويع التكنولوجيا

واقترحت النمر على الأسر تطويع وسائل التكنولوجيا الحديثة والمتاحة للجميع لتنظيم اجتماع عائلي عن بُعد، ويكون لهذا الاجتماع وقت مخصص ومعاملته كحدث رئيسي ومهم، وعلى كل فرد في الأسرة الاستعداد له واحترام توقيته وارتداء الملابس المناسبة ليشعر الأبناء وكأنه اجتماع عائلي حقيقي.



4- استهلاك متزن

بدوره، أكد أستاذ علم الاجتماع، أحمد الطويل، أن عدم التعامل الصحي مع الأزمات والصدمات تنتج عنه أزمات مادية ونفسية للشخص، ناتجة عن هوس الشراء وتخزين السلع، وحتى لا تتكرر هذه النوبة مع بداية شهر رمضان، على المستهلك التوقف عن قراءة الأخبار السلبية المتعلقة بأزمة كورونا، والتعامل مع مصادر الأخبار الرسمية فقط، ومتابعة الأخبار التي تخص القرارات الصادرة عن الجهات المسؤولة، والتمسك بكافة الخطوات والإرشادات للوقاية من الفيروس.



5- ممارسة الهوايات

وأضاف الطويل أنه تقع على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة في طمأنة أبنائهما، والتعامل مع الأزمة وكأنها مؤقتة، والحديث معهم عن الحياة اليومية الطبيعية، سواء داخل المنزل مع أفراد الأسرة، أو عبر الهاتف، أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل مساحة الحديث عن فيروس كورونا، وتبادل الخبرات حول ممارسة الهوايات وقضاء الوقت باستمتاع أثناء فترات الحجر المنزلي، واستعادة ذكريات رمضان المبهجة.





6- التزام الطاعات

من جانبه، أوضح اختصاصي رئيسي وعظ وإرشاد بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، عبدالله موسى محمد، أن استقبال شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل انتشار فيروس كورونا لن يختلف كثيراً عن السنوات الماضية، وهناك طقوس روحانية يجب التمسك بها، ومن أهمها التوبة الصادقة للمولى عز وجل، ومحاسبة النفس على ما مضى من العمر والأوقات، واغتنام فعل الخيرات والصدقات في أيام رمضان، واستشعار النفحات، والتزام الطاعات.



7- فرصة ذهبية

وأكد محمد أن التزام الجميع بالحجر المنزلي سيساعد المسلمين على التهيّؤ للشهر الفضيل، وسيكون فرصة مثالية للتخلص من زحمة المشاغل الدنيوية والتفرع لاستقبال شهر الرحمات، مضيفاً: «رمضان هذا العام سيكون فرصة ذهبية لعباد الرحمن لاستغلال الوقت في ممارسة كافة أنواع العبادات، من قراءة القرآن وصلاة التراويح في المنزل مع العائلة وقيام الليل، والإكثار من أعمال البر والخير التي تتعدد في رمضان.



8- توازن حياتي

إلى ذلك، طالبت مدربة الحياة ومؤسس أكاديمية لنزهر، موزة الهاملي، بضرورة التعامل مع شهر رمضان هذا العام باعتباره مميزاً من جميع الجوانب، وفرصة جديدة للعودة الحقيقية إلى التوازن في جميع أمور الحياة، ولعلها دعوة للتوقف عن التفكير بشكل سلبي ومأساوي في الوضع الراهن، والسعي الحثيث نحو اكتشاف النعم والفرص والعطايا التي منحها الله لعباده في ظل الظروف الحالية، منها نعمة الوقت التي كان الكثيرون منا يشتكي بعدم توفره.





9- تقاسم المسؤولية

ونصحت الهاملي الأمهات بتخفيف الأعباء التي يفرضها بعضهن على كاهلهن خلال هذا الشهر الفضيل، وممارسة مهارة القيادة بحب في المنزل عن طريق تخصيص بعض المهام المحددة والواضحة للأبناء للمساعدة في المنزل وإشعارهم بالمسؤولية، ومن ثم مكافآتهم حتى ولو عن طريق الدعم المعنوي أمام باقي أفراد العائلة.

10- حوارات هادفة

وأشارت مدربة الحياة إلى أهمية وضع قواعد أساسية خلال الشهر الفضيل، ومنها تجنب تداول الأخبار السلبية حول كورونا، واستغلال الوقت في طرح حوارات ومواضيع هادفة، وتخصيص وقت ما بعد صلاة التراويح لجلسة عائلية وتناول موضوع مختلف يومياً كمناقشة الأبناء في قصص الأنبياء، ومنح الفرصة للأبناء لطرح أسئلتهم حول المواضيع التي تشغل بالهم.

وأضافت أن هذه الجائحة فرصة للجميع كي يستعيدوا توازنهم ويتخلصوا من الأفكار والمعتقدات السلبية، كما أنه يجب استغلال الفوائد الصحية العظيمة للصيام وزيادة هذه الفائدة بالنظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة.





فن تقبل الأزمات

أكدت مدربة الحياة ومؤسس أكاديمية لنزهر موزة الهاملي، أن القوى التي ترفع معدلات الطاقة الإيجابية داخل كل إنسان هي القبول، ولكي يتمكن الجميع من التعامل مع أزمة كورونا خلال شهر الرحمة، يجب عليهم تعلم فن تقبل الظروف الراهنة والأزمان، فإذا استمر الإنسان على نهج التذمر والشكوى من الوضع الحالي ومقاومته، فكل الكلام الإيجابي والدعم النفسي لن يأتي بنتيجة مرجوة، لذلك يجب على الجميع استقباله بنية مختلفة، واستغلال لياليه كفرصة لتنظيف وطرد السموم من داخل النفس البشرية على كافة المستويات.