الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

شباب: الحجر المنزلي فجَّر مواهبنا المدفونة في الطهي

*الشباب أبدعوا في إعداد وجبات صحية تدعم جهاز المناعة

يبدو أن محنة كورونا قد جاءت ومعها منح عدة ليس أقلها الابتعاد عن عادات غذائية خاطئة نتيجة الاعتماد على وجبات «الدليفري» الجاهزة، حيث اضطرت شابات كن قد خاصمن المطبخ إلى الدخول إلى محرابه مع الاستعانة بالإنترنت لإعداد وجبات صحية مفيدة.

وأكدت شابات وشباب استطلعت «الرؤية» آراءهم أن فترة الحجر المنزلي أعادت اكتشاف عدد من المواهب لديهم يأتي على رأسها المطبخ، الذي كانت علاقتهم به مقطوعة، مشيرين إلى أنهم يدينون للحجر الذي دفعهم إلى البحث عن الوجبات ذات القيمة الغذائية التي تساعد على رفع مناعة الجسد.

الإنترنت المنقذ

لم تكن تتخيل منى إبراهيم اقتراب اليوم الذي ستدخل فيه المطبخ وهي التي لم تستجب لمناشدات والدتها المتعددة بالدخول إليه ومساعدتها وتعلم مهارات الطهي، إلا أنها وفي زمن كورونا اضطرت لذلك بعد أن اعتادت تناول الوجبات الجاهزة في الجامعة وفي المنزل خلال المذاكرة.

أجبرت ظروف مخاطر نقل العدوى الأسرة على الاستغناء عن «الدليفري» والتعود على الطعام المعد منزلياً بل واختياره بعناية لرفع كفاءة مناعة الجسم ومن هنا بدأ الأمر مع منى بإعداد وجبة الإفطار فقط إلا أنها بعد أن بدأت في البحث على الإنترنت عن أساليب رفع المناعة وجدت أنه ينبغي عليها تغيير نمطها الغذائي.

وتتابع: بدأت أتخير فواكه وخضراوات ولحوماً معينة وأترك غيرها، كما رافقت والدتي في المطبخ لأتعلم منها مهارات طهي هذه الخضراوات، وبالفعل تمكنت من إعداد وجبات خاصة بي أعجبت الأسرة رغم أنها لا تخلو من ابتكارات جديدة وما أسعدني بشكل خاص هو أنهم طلبوا مني إعدادها مرة أخرى.

التعلم من الخطأ

يعيش مصطفى أسامة بعيداً عن أسرته، الأمر الذي أجبره على الاعتماد على «الدليفري» بشكل كامل، إلا أنه بعد أن جدت ظروف الحجر المنزلي قرر إعداد وجباته بنفسه وكانت صناعة الكيك أول تجاربه لكنها جاءت كارثية لأنه استخدم مقادير خاطئة.

لجأ أسامة إلى يوتيوب الذي أرشده إلى المكونات والمقادير الصحيحة وكانت النتيجة بحسب وصفه مدهشة دفعته لتصوير الكيك وإرساله لوالدته وولده وجميع أصدقائه وحصل على الثناء الذي استحقه.

وأشار إلى أنه فيما بعد صار يعد الطعام الذي يفضله بناء على توجيهات طهاة اليوتيوب، واصفاً التجربة بأنها ناجحة ومفيدة، ومؤكداً أنه لن يلجأ للوجبات الجاهزة إلا بشكل محدود مستقبلاً.

لا استسلام

فيما أبعد الحجر الصحي الطالبة كريمة سالم، عن أكلتها المفضلة وهي الدونات، لكنها لم تستسلم ولجأت إلى يوتيوب، ومن ثم توجهت إلى المطبخ وأخذت في إعداد الدونات التي تدمن عليها، مشيرة إلى أنها نجحت في إعدادها وتزيينها وشاركت أصدقاءها تجربتها الناجحة على حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي.

وأكدت أنها تدين للحجر الصحي الذي ساعدها على اكتشاف موهبة جديدة لم تكن تعلم عنها شيئاً، مبدية أنها ستخوض في الفترة المقبلة المزيد من تجارب إعداد وجباتها المفضلة بتشجيع من والدتها وأشقائها.

مواهب مدفونة

لم تتوقف مواهب اختصاصية التجميل نرمين محمد، الكامنة التي أزال عنها النقاب الحجر الصحي على الطبخ بل تعداه إلى إتقان فنون الزراعة المنزلية، مشيرة إلى أن ساعات الحجر الطويلة أتاحت لها صنع وجبات كثيرة أعجبت المحيطين بها.

وأشارت إلى أنها اضطرت إلى إحالة خدمات «الدليفري» إلى التقاعد حرصاً على صحة أسرتها ومن أجل استخدام خامات ذات قيمة غذائية عالية تساعد على رفع المناعة وفي الوقت نفسه التحكم في كمية السعرات الحرارية التي تحتويها، منوهة بأنها استوعبت قدر الأخطاء التي كانت ترتكبها في تناول الوجبات السريعة والتي كانت تضعف مناعة الجسم وتضر بالجسم أكثر من إفادته.

بهجة العائلة

أعاد الحجر المنزلي ريهام الشاذلي للمطبخ بعد أن كانت تعتمد على الخادمة ووجبات «الدليفري»، مشيرة إلى أن التجمع العائلي وتناول الطعام معاً أضفى أجواء رائعة وشجعها على التفنن في المطبخ، منوهة إلى أنها توجهت بشكل أكبر لصنع الوجبات التي يفضلها الصغار مستعينة بالإنترنت، مشيرة إلى أنها اكتشفت بهجة أخرى للحياة لم تكن تعرفها، تشبه الحياة العائلية في الماضي.

عادات خاطئة

ترى الطاهية الإماراتية نورة العامري، مؤسسة أول مطبخ تدريبي بالعين، أن ثمة طرقاً بسيطة يمكن أن تنجز بها المرأة في الحجر المنزلي وجبات مفيدة بعد أن تؤدي عملها عن بعد، حفاظاً على الصحة العامة ورفعاً لكفاءة جهاز مناعة الأسرة واستغناء عن عادات غذائية كثيرة خاطئة تنتج عن اللجوء للـ«الدليفري» الغني بالسعرات الحرارية والفقير في القيمة الغذائية.

وتتابع أن الأم أو الابنة يمكنها إعداد مأكولات خفيفة ولا تسبب السمنة، وأكدت أن هناك رغبة كبيرة لدى الشباب والشابات في الإمارات لتعلم أصول فن الطهي بأبسط وأسهل الطرق وأكثرها صحية، معربة عن سعادتها بتوقف هذه الظاهرة مع الحجر المنزلي الذي دفع الكثيرين لتعلم أصول الطهي ومبادئه الأساسية.

وتعتزم العامري تقديم بث حي لدورات عبر الإنترنت متخصصة للشباب الإماراتي في الطهي الصحي بطريقة مبسطة وتعليمهم طريقة التقديم الصحيحة وكذلك إتيكيت المائدة وفضل ألوان الطعام في تهدئة الأعصاب.