السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

أكاديميون يؤكدون أهمية الدراما في ترميم شروخ المجتمعات

«الدراما أحد أقوى الأسلحة في تربية النشء، وتقويم سلوك المجتمعات»، هكذا قال مختصون في علم الاجتماع والتربية لـ«الرؤية»، رداً على سؤال حول تأثير الدراما والأعمال الفنية التي تتناول جوانب مضيئة وقيماً رفيعة، مقابل الأعمال التي تعظم من البلطجة وتجارة المخدرات.



وأكدت أستاذة علم الاجتماع في جامعة أسيوط، الدكتورة إيمان عباس، أن للدراما تأثيراً كبيراً، خاصة إذا كان الممثل الذي يؤدي دور البطولة محبوباً وصاحب شعبية، حينها سيتفاعل معه الجمهور، داعية لتجسيد شخصية الشاب الذي فقد حياته لأنه تدخل لحماية فتاة كانت تتعرض للمضايقات في الشارع.



وقالت: «إن هناك أعمالاً درامية خالدة تؤرخ لحياة المصريين الاجتماعية، وتبرز قيم الحب والتسامح والتضامن، ومنها مسلسلات (المال والبنون، وليالي الحلمية)، وهي باقية في وجدان الناس، لأنها ترسخ قيم الأصالة في مصر».



وشددت على ضرورة التوقف عن تسليع الجمال وتسليع المرأة في الدراما والأعمال الفنية، والتركيز على القيم التي من شأنها بناء مجتمع قوي متماسك متضامن، لا تتسرب إليه سلوكيات البلطجة وانتشار المخدرات والخمور.



وحول تسليط الضوء على السلبيات الموجودة في المجتمع من بلطجة وإدمان باعتبارها ظواهر تستحق الانتباه، أكدت أن هذا الأمر مقبول، ولكن شريطة أن يحذر من عواقب هذه السلوكيات، وعدم تصوير الأمر كما لو كان المجتمع كله مدمناً، أو تصوير البلطجية كأبطال، لتفادي انتشار هذه السلوكيات بين النشء.





بدورها، قالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر: «إن الدراما والأعمال الفنية عموماً، سلاح مهم في مواجهة التحلل الاجتماعي والظواهر السلبية، ورافد مهم من روافد التربية على القيم والأخلاق الحميدة».



وأضافت: «أن أجيالاً من المصريين عاشوا لحظات تأثر خلال مشاهدة مسلسل «رأفت الهجان»، على سبيل المثال، وأن هذا المسلسل ركز على غرس قيمة الوطن والمخاطرة بالنفس في سبيل حمايته وخدمة مصالحه».



وأشارت إلى أن الرسائل غير المباشرة التي تنطوي عليها الأعمال الفنية بصفة عامة، تكون أكثر تأثيراً من مسألة التلقين والنصح، داعية إلى ضرورة إنتاج أعمال درامية تركز على قيم الخير والجمال وحب واحترام الآخر، وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء القومي.



وأكدت أن الشخصية المصرية تعرضت لظلم كبير من خلال تلقي المحتوى غير المفيد، في أعمال درامية كثيرة، وأن انتشار أعمال فنية تصور البلطجية وتجار المخدرات على أنهم أبطال كان له مردود سلبي على انتشار سلوكيات غريبة على المجتمع المصري.





الخبير التربوي، الدكتور أشرف محرم، قال إن الأعمال الدرامية التي تجسد البطولة، يكون لها تأثير كبير على الناس، وتقدم صورة إيجابية للمجتمع.

وأضاف أن الفنان محمد رمضان يقدم هو الآخر نموذجاً إيجابياً هذا العام، من خلال تجسيد شخصية شاب مكافح، ويظهر الاحترام لوالده في مسلسل «البرنس»، وهي صورة ترسخ في أذهان الصغار أهمية احترام الكبير، على النقيض من بعض الأعمال الكوميدية التي يستخدم فيها الأبناء لغة مبتذلة ومفردات سوقية خلال تعاملهم مع الآباء.

وأشار إلى أن وحيد حامد، استطاع من خلال مسلسل «الجماعة» أن يهز الصورة الرائجة عن جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها وتاريخها، وبذل مجهوداً كبيراً في توعية المتلقين بشكل غير مباشر، بأخطار المغالات في الدين واعتناق الأفكار المتطرفة.



وتابع: «أن الجمهور يرغب في مشاهدة أعمل تحمل قيم الوطنية والتضحية والتكاتف، وهذا ما ظهر جلياً بعد عرض فيلم «الممر»، كما أن المتلقي يصدق الدراما ويعتبرها تاريخاً حقيقياً، فصورة صلاح الدين الأيوبي التي حفرها أحمد مظهر في أذهان الجماهير، أقوى من كتب التاريخ التي تتحدث عن صلاح الدين».