الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أخطاء دراما رمضان.. سقطات مضاعفة في زمن كورونا

أفرزت دراما رمضان هذا العام، جملة من الأخطاء التي أرجعها البعض إلى عدم دراية المخرجين بالكثير من التفاصيل التي تتطلب الاستعانة بمختصين، وكذلك السرعة والتعجل في إنتاج أعمال درامية تلحق بالموسم الرمضاني، وسط أزمة كورونا التي ألمت بالعالم.

ودفع الحجر المنزلي جراء (كوفيد-19)، جمهور الدراما في البيوت إلى التركيز أكثر في رصد تلك الأخطاء والسقطات الدرامية، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمغالطات التاريخية، نشرها على وسائل السوشيال ميديا، ليعرف بها الجميع، ما يسحب من مصداقية هذه الأعمال الفنية.

ورصد متابعون أخطاءً في الحلقات الأولى لمسلسلات رمضان 2020، التي تشهد عادة تفاعلاً كبيراً من جانب الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها مسلسل فلانتينو للزعيم عادل إمام، حيث وجد خطأ في شكل علم مصر المرفوع بجوار علم بريطانيا في المدرسة المملوكة للشخصية التي يؤديها إمام، إذ رُفع علم مصر بالمقلوب، فظهرت ألوانه مرتبة بشكل عكسي.

وتداول متابعون، مقطعاً لأحد المسلسلات السعودية، يظهر فيه ملازم أول، على كتفيه نجمتان، وفي ذات الوقت، تظهر علامة الرقيب بوضوح على إحدى ذراعيه، متسائلين بخفة ظل لا يخلو من العتب على المخرج وكادر العمل: سعادة الملازم أول..ملازم أول..أم رقيب؟!

ومن الأخطاء المرصودة والتي أثارت حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، مكياج الفنانة المصرية ياسمين صبري، الذي لم يتأثر على الإطلاق رغم الحادثة التي وقعت للشخصية التي تؤديها في مسلسل فرصة ثانية، بالإضافة إلى استبدال الطفل الوليد للفنانة دينا الشربيني في مسلسل لعبة النسيان بآخر يبلغ من العمر عدة أشهر.

وفي مسلسل البرنس، رصد الجمهور خطأً إخراجياً في أولى حلقاته، إذ ظهر محمد رمضان يتسلم سيارة مدمرة في الأجزاء الأمامية منها نتيجة تعرضها لحادث من نوعية «هيونداي أكسنت»، لكن السيارة ظهرت وقت التسليم من نوعية «هيونداي إلنترا».

أما مسلسل أم هارون، فقد وقع في السقطة التاريخية الكارثية والأكثر جدلاً من جانب رواد السوشيال ميديا، حينما تضمن في حلقته الأولى مغالطة تاريخية حول انتهاء الانتداب البريطاني وقيام دولة إسرائيل، وتمثل في ذكر «قيام إسرائيل على أرض إسرائيل» وليس فلسطين العربية، بينما لم يكن وقتها هناك أرض تسمى إسرائيل.

وشهدت أحداث حلقات مسلسل اللعبة خطأً وقعت فيه الفنانة مي كساب، التي ظهرت في قسم الشرطة بحذاء مختلف عن الآخر الذي خرجت به.

احترام المشاهد

وأشارت المخرجة الشابة هناء الشاطري إلى أن الجمهور لم يعد بسيطاً كما كان في الماضي، ولم يعد يبحث عن روح العمل ورسالته بقدر ما صار الآن يبحث عن أدق التفاصيل الخاصة بالديكور والإضاءة والسيناريو وغيره وينتقدونها، كما صار ينشر ما يلاحظه على منصات التواصل الاجتماعي فيعلم بها من لم يلاحظها.

وأضافت أن مخرج العمل يتحمل المسؤولية الأولى في إخراج العمل بالكامل، ومراجعته بدقة بمساعدة مختصين حوله في هذه الأمور، قبل أن يعرض على الشاشة من حيث الديكور والنص لالتقاط الأخطاء وإصلاحها، قبل أن تقع في أيدي الجمهور وتفقد العمل مصداقيته.

ولفتت إلى أن السرعة التي تعرضت لها أعمال التصوير ربما لم تمهل الكثيرين لإتمام بعض التفاصيل، معولين على عدم ملاحظة المشاهدين، أو إعطاء الأولوية لإنهاء التصوير قبل زمن معين، لكن المشاهد صار ذكياً ولا بُدَّ من احترام عقليته في أدق التفاصيل حتى في زمن كورونا الذي أدى إلى تعجل الكثيرين في إنهاء الأعمال قبل بدء الموسم الرمضاني.

الكل مسؤول

وأكدت الفنانة هدى الغانم، أن المخرج ليس مسؤولاً وحده عن الأخطاء الدرامية بشكل كامل، مشيرة إلى أن المخرج بشكل عام يركز على أمور أخرى تتعلق بأداء الممثلين، وقدرتهم على إيصال القصة للمشاهدين.

وتابعت: «أنه ينبغي إسناد مسؤولية كل خطأ لصاحبه، من مساعدي المخرج إلى المختصين في الإضاءة والديكور والملابس، إلى الممثلين أنفسهم لا سيما في أوقات الضغوط التي يتحتم خلالها إنهاء التصوير خلال وقت قصير».

وأوضحت الغانم أن الممثل لا بُدَّ أن ينتبه هو أيضاً لما يدور حوله في موقع التصوير، وألا يتعامل بنوع من اللامبالاة مع عناصر العمل الفني كالديكور أو الملابس أو غيره، وأن يتحمل تبعات تجسيد الشخصية من طبيعة الملابس والإطلالة الخالية من الماكياج، إن لم يكن ذلك ملائماً للمشهد أو العصر الذي تدور فيه الأحداث، أو لطبيعة الشخصية أيضاً أو حالتها النفسية التي تجسدها.

واستطردت: «لا يصح على سبيل المثال أن تؤدي إحدى الفنانات دور فتاة معدمة وترتدي أفخر العباءات أو الاكسسوارات، أو أن تظهر فتاة نائمة بكامل المكياج، منوهة بأن للفنان دوراً كبيراً في اختيار ملابسه، ومناقشة المخرج فيما يجب أن تظهر به الشخصية خلال تجسيدها».