الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

مسعفون مغاربة يهجرون «لمة» رمضان خوفاً على أسرهم من كورونا

ينطوي شهر رمضان هذا العام على تحديات نفسية لـ30 من الأطباء والممرضين المغاربة، إذ يعيشون في وحدة وعزلة بفندق فاخر منذ نحو 7 أسابيع لتجنب خطر إصابة أسرهم بفيروس كورونا المستجد.

وكثيراً ما يتنقل هؤلاء جيئة وذهاباً كل يوم بين فندق دوليز (خمس نجوم) ومستشفى مولاي عبدالله في سلا، على الجانب الآخر لنهر أبي رقراق من العاصمة الرباط.





قال مصطفى زروال (36 عاماً)، والذي يعمل ممرضاً بالعناية المركزة «والدي مصاب بالربو وما كنت لأسامح نفسي إذا نقلت الفيروس إلى المنزل».

يقضي المسعفون أوقات فراغهم في مشاهدة التلفزيون معاً أو تجاذب أطراف الحديث أو القراءة أو التدريب، لكن عليهم دائماً البقاء بعيداً عن بعضهم بعضاً بأكثر من متر. ويتواصلون مع أسرهم بالهاتف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

والانفصال مضنٍ خاصة في رمضان، الذي عادة ما يلتقي فيه الناس بذويهم وأصدقائهم وجيرانهم على موائد الإفطار أو خلال الزيارات في لياليه.

قال زروال «آخر مرة رأيت فيها أبي كانت من النافذة قبل 15 يوماً عندما ذهب للمنزل لجلب بعض الملابس».





الخطر جزء من العمل

آثرت أعداد كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمغرب البقاء في الفنادق منذ فرضت المملكة إجراءات عزل عام في 20 مارس لإبطاء انتشار مرض (كوفيد-19) التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا.

ولدى المغرب أقل من ألف طبيب عناية مركزة، لذلك فإن الإبقاء عليهم في صحة جيدة أمر حاسم بالنسبة لاستجابة المملكة للجائحة.

وعرض كثير من الفنادق في أنحاء المغرب استضافة الأطقم الطبية أو عزل الحالات البسيطة إلى أن تثبت الاختبارات عدم إصابتهم بالفيروس ويمكنهم العودة إلى منازلهم.

وتدفع السلطات المحلية لقاء هذه الاستضافة.





وفي الأوضاع الطبيعية يتقاضى فندق دوليز، الواقع على واجهة مائية قريبة من التقاء نهر أبي رقراق بالمحيط الأطلسي، 170 دولاراً للغرفة في الليلة.

لكن الأطباء والممرضين يجدون أنه من الصعب الابتعاد عن العمل وأجوائه حتى في ذلك الفندق.





قال زروال «نواصل في أوقات فراغنا متابعة المرضى. فشفاء أي مريض نصر كبير بالنسبة لنا جميعاً».

وانفجرت طبيبة العناية المركزة مريم بوشبيكة، التي تعيش مع زوجها وبنتيها في المنزل، باكية عند الحديث عن إجراءات الوقاية والعناية التي يتعين عليها أن تحيطهم بها لمنع إصابتهم بالفيروس.

قالت «الخطر جزء من عملنا ونداء الواجب له الأولوية، لكني أشد قلقاً على بنتي من نفسي».