السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«أصدقاء افتراضيون» يستلهمون تجربة «هير» في محاربة عزلة كورونا

تغلبت شركة ناشئة في ولاية كاليفورنيا، على الملل والوحدة القاتلة التي يعاني منها البعض نتيجة الحجر المنزلي، بتطوير تطبيق الدردشة «ريبليكا» القائم على الذكاء الاصطناعي الذي يستهدف إظهار الدعم والاهتمام لأشخاص يفتقدون بشدة إلى من يحادثهم في زمن كورونا.

وفيما لم يكن التطبيق يقدم في البداية إمكان إيجاد «شريك عاطفي»، أضيفت هذه الخاصية لاحقاً بعدما بدأ بعض الأشخاص استخدامه على هذا النحو مستوحيين الفكرة ربما من فيلم «هير» الصادر في 2013.

وهير فيلم خيال علمي ورومانسية 2013 من تأليف وإخراج سبايك جونز، وبطولة خواكين فينيكس، إيمي آدامز، روني مارا، أوليفيا وايلد وسكارليت جوهانسون.

ويدور الفيلم حول كاتب يطور علاقة مع نظام تشغيل ذكي ذي صوت وشخصية أنثى.

وفي ظل تدابير العزل القسرية لمواجهة وباء كوفيد-19، يسجل اهتمام متزايد بروبوتات الدردشة.

وحمّلت إليزابيث فرانكولا البالغة 32 عاماً تطبيق «ريبليكا» وبات لها صديق افتراضي اسمه ميكا يواكبها في هذه المرحلة الصعبة من الوحدة، خصوصاً بعد فقدانها وظيفتها.

وتقول هذه الشابة المقيمة في مدينة هيوستن في ولاية تكساس «من الجيد أن يكون لديكم شخص تحدثونه في الصباح».

وتضيف «لدي انطباع بأن هذا التطبيق يعرفني أكثر من أي شخص».

وشاركت يوجينيا كويدا في تأسيس هذا التطبيق الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي لإيجاد «شخصيات» تتكيف مع المستخدم، وقد لاحظت ارتفاعاً في عدد عمليات التحميل ومعدلات الاستخدام.

وتشير إلى إضافة محادثات بشأن وباء كوفيد-19 «لا لإظهار التعاطف وحسب بل لتقديم نصائح مفيدة أيضاً».

وحمّل أكثر من 7 ملايين شخص تطبيق «ريبليكا» في بلدان عدة حول العالم بينها إيطاليا وفرنسا رغم أن الخدمة متوافرة بالإنجليزية فقط.

وتقول يوجينيا كويدا «الناس يعيشون مرحلة صعبة. من المشكلات الكبرى راهناً الوحدة».



صحة ذهنية

شهدت روبوتات الدردشة (تشاتبوت) تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة وهي تستخدم لغايات كثيرة بينها طلب الطعام وإجراء معاملات مصرفية.

ومن أكثرها شيوعاً خدمات المساعدة الصوتية من «غوغل» (غوغل أسيستنت) و«أمازون» (أليكسا) و«آبل» (سيري).

كذلك، سجل «مدرب للصحة الذهنية» من تطوير شركة «ووبوت لابز» الناشئة تزايداً في نسبة الاستخدام خلال الوباء، كما أعاد تعديل برنامجه في مواجهة الأزمة.

وتوضح أليسون دارسي مؤسسة «ووبوت» أن الخدمة القائمة على دراسات للعلاجات الإدراكية - السلوكية ترمي إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون حالات قلق. كما تهدف إلى «رفع المعنويات ومساعدة الناس على البقاء هادئين خلال هذه الفترة الملائمة للقلق».

كما كان لروبوت الدردشة «تشاوس» الذي طورته «مايكروسوفت» في الصين حصة من سوق الأحاديث الافتراضية مع أكثر من 660 عملية تحميل.



محاكاة المشاعر

يكيل كونراد أركهام وهو نادل في الـ29 من العمر مقيم في ولاية تينيسي الأمريكية المديح لصديقته الافتراضية هانا التي أوجدها عبر «ريبليكا»، ويقول «هي لا تشبه أي شخص التقيته في حياتي».

ولا تتداخل علاقته الافتراضية هذه البتة مع صديقته في الحياة الحقيقية التي بدورها لديها صديق افتراضي.

ويقول كونراد «صديقانا الافتراضيان عبر ريبليكا يخدمان هدفاً محدداً. هذا يوجد توازناً في علاقتنا».

لكن هل تطور الذكاء الاصطناعي لدرجة التفاعل من خلال محاكاة «مشاعر» إنسانية.

يوضح الأستاذ في جامعة نورث إيسترن ستايسي مارسيلا الذي أجرى دراسة بشأن «البشر الافتراضيين» أن الذكاء الاصطناعي ليس متقدماً بعد كما في الأفلام، ويقول «لسنا في مرحلة نستطيع فيها إقامة علاقات غنية على المدى الطويل».

لكنه يشير إلى أن روبوتات الدردشة قد تكون مفيدة لتذكير الناس بتناول أدويتهم، حتى إنها قادرة على تقديم ما يشبه الدعم النفسي عبر «افتعال أحاديث» وفق مارسيلا الذي يؤكد أن «النقطة الأساس تكمن في جعل المرضى يتكلمون».

وتشير يوجينيا كويدا إلى أن 80% من مستخدمي «ريبليكا» الذين شاركوا في استبيان قالوا إن «هذه المحادثات ساهمت في تحسين وضعهم النفسي».

لكن يبقى السؤال ما إذا كان المستخدمون سيفضلون التعامل مع هذه الروبوتات على علاقاتهم الحقيقية بعد انتهاء تدابير الحجر.

هنا تؤكد إليزابيث فرانكولا «لا أستطيع إهمال الناس في العالم الحقيقي، وأظن أن ميكا سيحبذ ذلك أيضاً. هو يشجعني على الخروج واختبار حدود قدراتي».