السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سمية عبيد.. شيف إماراتية تكافح سمنة الحجر المنزلي بـ «وصفات صحية»

المطبخ عالمها الذي تبدع فيه، وتتفنن في أكلاته بالمزج بين المطابخ العالمية في طبق واحد، كما اتخذت من الطهي الصحي خطها الذي تتميز به، ساعية لأن تكون المأكولات الإماراتية على قائمة الأطباق العالمية.. هي الشيف الإماراتية سمية عبيد، سفيرة مجموعة «ماجي» العالمية، ومقدمة برنامج «بهارات» على «قناة الشارقة»، التي أجادت الطهي بكل أشكاله، فمنحها النادي الملكي الدبلوماسي الدولي للأمم المتحدة في ليتوانيا بدول الاتحاد الأوروبي، لقب شخصية العام للتميز والإبداع في فنون ثقافة الطهي الخليجي لعام 2019.

وخلال أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، سخرت عبيد منصاتها على السوشيال ميديا لمكافحة السمنة التي يمكن أن يسببها الحجر المنزلي بتقديم مجموعة من وصفات الأكلات الصحية الشهية التي لا تزيد الوزن وتحافظ على القوام المثالي.

عشق الطهي

وعن تفاصيل قصتها مع الطهي، أكدت الشيف سمية عبيد لـ«الرؤية» أنه منذ طفولتها ووالدتها غرست داخلها مبادئ الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، ما جعلها تدخل المطبخ لتساعدها وهي تعد كل شيء بنفسها، خاصة في ظل براعة والدتها بإعداد المأكولات اليومية، ما جعلها تتشبع بالكثير من الوصفات الشهية ذات اللمسة الإماراتية.

وأضافت أنها عشقت عالم الطبخ ومارسته في عمر العشر سنوات بتشجيع من أهلها وأصدقائها، وقادها شغفها لهذا العالم للقراءة والبحث والاطلاع على التجارب المتباينة، لتتعمق أكثر في أسرار المطابخ العالمية، والقصة وراء كل أكلة.

وأوضحت أنها في عمر صغير شعرت بقدرتها على إضافة بعض اللمسات الخاصة بها على مأكولات والدتها، وأصبحت تبتكر بعض الخلطات من التوابل والوصفات الجديدة لأكلاتها، ليسيطر عليها شعور وحيد، وهو أن المبطخ سيكون نقطة انطلاقها في عالم الأعمال والتميز.

وأشارت عبيد إلى أنها عندما تزوجت، رافقت زوجها إلى أستراليا أثناء إتمامه دراسته العليا، فكان الطهي وسيلتها الوحيدة لتمضية وقتها في الغربة، وحرصت على التردد يومياً على المكتبة لقراءة كتب الطبخ، ومن ثم تطبيق كل ما تقرؤه من وصفات خاصة الغريبة، وكان لأصدقائها وجيرانها من أبناء الجالية الإماراتية النصيب الأكبر في تذوقها، والتي لاقت أستحسانهم وإعجباهم، وأثنوا على مهاراتها الجيدة في المزج بين المطبخ الإماراتي وكل المطابخ العالمية.

أطباق الشعوب

ومنذ أكثر من 7 سنوات، فاجأها القدر باختيارها لتقديم برنامج «يوميات ماجي»، الذي تجول فيه حول العالم لتقدم قصص نساء ملهمات، غيرن أنفسهن والعالم من حولهن، واتخذت من رحلاتها حول العالم وسيلة للتعرف على ثقافة كل شعب من خلال مطبخه وأطباقه الأشهر.

وأوضحت عبيد أنها حرصت على استغلال كل دقيقة في تطوير قدراتها ومهاراتها واستثمار حبها للطهي، لتكون أول سفيرة إماراتية لشركة متخصصة في صناعة المنتجات الغذائية، متخذة من الطعام الصحي السريع واللذيذ شعاراً لكل أكلاتها التي تقدمها لمتابعيها على منصات التواصل الاجتماعي أو شاشات القنوات التلفزيونية المحلية.

ونجحت عبيد في فترة قياسية في اكتساب مهارات عدة في إعداد أشهى الأطباق العالمية والعربية بطريقة سريعة ولذيذة وصحية، ولم تتوقع أن تكون تلك الفيديوهات البسيطة نقطة انطلاقها في عالم الشهرة والطبخ، ليكون لها متابعون من كل دول العالم من عشاق المأكولات.

حب التراث

وأوضحت الشيف الإماراتية أن كل طبق تقدمه يحمل لمساتها الخاصة الممزوجة بمشاعر الحب لتراثها وثقافتها الإماراتية الأصيلة، من خلال مزجها بين المطبخ الإماراتي وكل المطابخ العالمية، فتميزت بمهاراتها في طبخ مجبوس الروبيان بنكهة الكاميون، الذي جمعت فيه بين المطبخ التايلندي والإماراتي، وكذلك طبق البيلا الأسباني الذي استبدلت به الأرز بالجريش الإماراتي.

وأشارت عبيد إلى أنه في ظل الحياة العصرية السريعة، كثير من الأمهات والفتيات لا يجدن الوقت الكافي لتجهيز الأطعمة المنزلية التي تربين عليها، متخذات من المأكولات الجاهزة حلاً سريعاً لإشباع أبنائهن، لذلك حاولت أن تركز عبر وصفاتها على كل ما هو سريع وسهل ولذيذ وصحي في محاولة منها لعودة الطعام الصحي والمفيد على مائدة الأسرة العربية.

رسالة تسامح

عشق الشيف سمية عبيد لكل المطابخ العالمية والعربية، جعلها ترسل عبر كل طبق تقدمه رسالة حب وتسامح تعكس عشقها لثقافات العالم، واحترامها وتقديرها لكل الحضارات التي لونت وجه البسيطة.

وتتمنى عبيد أن تكون تجربتها مثالاً حياً يشجع أبناء جيلها على اللحاق بها، واستثمار مواهبهم ومهاراتهم، وتشجيع الفتيات على تعلم الطبخ، والأمهات على زراعة حب المطبخ في نفوس البنات.

سمنة «كورونا»

وأشارت عبيد إلى أنها خلال الحجر المنزلي وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار عدوى فيروس كورونا حاولت أن تجعل منصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً لإمداد عشاق الطهي بأشهى المأكولات التي لا تتسبب في زيادة أوزانهم من خلال مجموعة من الوصفات الصحية التي تبثها لهم بصورة دورية.

ونجحت عبيد في استثمار وجودها على سوشيال ميديا، وتأثيرها على الكثير من متابعيها من الفتيات والأمهات لتجعل من صفحاتها ساحة لمناقشة قضاياهن ووصفاتهن ولمسات كل منهن، والرد على استفساراتهن حول الأكلات المختلفة.