الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

إبراهيم جمعة: الأغنية الإماراتية آثرت مطربيها بالشهرة.. وشائعات وفاتي تمنحني القوة

أكد الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة أن الأغنية الإماراتية نجحت في شق طريقها للشهرة والانتشار خارج حدودها بشكل بارز، ليس بفضل أصوات المطربين، فقط، وإنما بفضل الملحنين والشعراء وحتى الموزعين أيضاً، رغم أن كل هؤلاء ربما لا ينالون نفس حجم شهرة المطربين.

وأشار، في حواره مع الرؤية الذي تعهد فيه بقول الحقيقة بلا أي مواربة أو مجاملة، إلى أن كلمات أحد المسؤولين الكبار في الثمانينات من القرن الماضي، حالت دون اعتزاله، بل وكانت بمثابة القوة الدافعة التي أشعلت بداخله طاقة الإبداع من جديد.

وأوضح أن شائعة وفاته المتكررة يعتبرها شهادة بتفوقه على الحساد والحاقدين، ودائماً ما تمنحه الشائعات القوة لمواصلة النجاح فنياً.

_ لماذا لم يستطع المطرب الإماراتي أن يفرض نفسه على الساحة الغنائية العربية؟

بالعكس المطرب الإماراتي نجح في أن يصل قلوب المستمعين في كافة أنحاء دول الخليج، وكان من أبرزهم الفنان جابر جسم الذي اشتهر بأغانيه سيدي يا سيد ساداتي، غزيّلٍ فلّه، التي كانت تتردد على ألسنة أبناء الخليج، ثم جاء المطرب الإماراتي عبدالله بالخير بلونه المميز الذي خطف القلوب وأغانيه خفيفة الظل، والآن الأغنية الإماراتية أصبح لها وزنها ونجومها وعشاقها، وباتت تحتل مكانة متميزة في الوطن العربي كله، لوجود كوكبة من الموهوبين في كل جوانب صناعة الأغنية، ومنهم المطرب المتميز حسين الجسمي والصوت القوي أحلام والفنان عيضة المنهالي، حيث تتميز أغانيهم باللهجة الخليجية والإماراتية المميزة وإيقاعها الذي ينعش قلوب وآذان المستمعين.

_ هل الملحن الإماراتي صناعة محلية غير قادرة على تخطي حدود بلاده أو المنافسة؟

خلال العقدين الأخيرين، نجحت الأغنية الإماراتية في أن تشق طريقها للشهرة والانتشار خارج حدودها الإقليمية بفضل أصوات المطربين الذين تلونت بكافة الألوان الغنائية، ولكن هذا الفضل لا يجب أن ينسب لهم وحدهم لأن الذين حملوا راية النجاح والانتشار ليسوا المطربين فقط، وإنما شاركهم الملحنون والشعراء وحتى الموزعون، وكل هؤلاء ربما لا ينالون نفس حجم الشهرة إلا أن الاعتراف بدورهم يعد واجباً على كل من يتعاطى مع التجربة الغنائية المحلية، وهناك أسماء لملحنين إماراتيين عدة، تلألأت في سماء التلحين ومنهم الملحن عيد الفرج وخالد ناصر وموسى محمد وفايز السعيد، وكذلك بكل تواضع إبراهيم جمعة، نجحنا في توصيل ألحاننا إلى كافة الدول العربية من محيطها إلى خليجها التي تميزت بهويتها وإيقاعاتها المختلفة بين الأخوة العرب.

_ ولماذا تفتقر الساحة الموسيقية للعازفة الإماراتية؟

توجد عازفات عدة، خاصة على كل من آلة البيانو والكمان والاتي تميزن بالأنامل الرقيقة المبدعة، فمجتمعنا الإماراتي واعٍ، ويقدر دور بناته في النهضة في كافة المجالات الحياتية، فأصبحن يلعبن أدواراً مؤثرة وفعالة من موظفات مجتهدات في كافة المؤسسات الحكومية حتى أرفع المناصب السياسية في الحقائب الوزارية، والسلك الدبلوماسي، كسفيرات يمثلن الوجه الحضاري للإمارات خارج حدودها، بجانب مشاركتهن الفاعلة في مجال الابتكار والفضاء وأصعب التخصصات الدقيقة، وانعكس ذلك على المجال الموسيقي، فقياداتنا الرشيدة تدعم الموهوبين والموهوبات ووفرت لهم جميعاً البيئة الصحية لتطوير مواهبهم وتنميتها والأخذ بأيديهم إلى العالمية.

_ سخرت حياتك للحفاظ على الأغنية الإماراتية الشعبية من الاندثار، فإلى أي مدى نجحت في هذه المهمة؟

طالبت مع الأخوة الفنانين والمختصين بالتراث بضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي للجمعيات التي تهتم بالتراث، وتقدمنا بهذا الطلب للجهات المعنية، التي رحبت بهذا التصور، وقد تمت الموافقة على وضع لجنة وطنيه للفنون الشعبية، ونتمنى أن تكمل الأجيال التي تلحق بنا هذه المهمة لجعل موروثنا الشعبي يلمع ما بين فنون العالم، ويحفظ مكانته باعتباره لوناً فنياً مميزاً وغنياً وقادراً على تخطي حدود بلاده.

_ لو عاد بك الزمان إلى الماضي ما القرارات التي تتراجع عنها، ولن تكررها؟

في الثمانينات، قررت الاعتزال، وصرحت بذلك، وأنا مقتنع بقراري، ولكن سمع بتصريحي مسؤول كبير، واستدعاني لمكتبه، وكان في ضيافته كبار مسؤولي الدوائر، وعندما دخلت إليه نظر وقال لي عبارة لن أنساها أبداً «لماذا تريد أن تعتزل، أنت لست لاعب كرة، وتعرضت لإصابة على إثرها تعلن اعتزالك، أنت فنان وفي مهمة فنية وعليك أن ترجع لعطائك في عالم الفن»، وقد كانت كلماته بمثابة القوة الدافعة التي أشعلت بداخلي طاقة الإبداع من جديد وباشرت مهمتي الفنية بكل سعادة وفرحة.

_ شائعة وفاتك، هل قللت من شهيتك الفنية؟ وكيف تواجه الشائعات التي لا تعجبك؟

شائعة وفاتي أعتبرها شهادة تفوقي على الحساد والحاقدين، فالشجرة المثمرة أعداؤها كثيرون، ومن وجهة نظري، فأن الشائعات ماهي إلا مرآة تعكس نتيجة النجاح والتفوق، ودائماً هذه الشائعات تعطيني قوة دافعة للتفوق في الإبداع، ويمكنني بعد هذه المسيرة الفنية الطويلة المليئة بالنجاحات أن أجزم بأن اسم إبراهيم جمعة أصبح علامة مميزه في عالم الموسيقى الخليجية.