السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

محمود التهامي: لا حرج في إنشاد الفتيات.. وأرحب بالغناء في الكنيسة

تفتح "الرؤية" عبر سلسلة من الحوارات المدعمة بالفيديوهات والصور التي يتم الكشف عن بعضها إعلامياً للمرة الأولى؛ ملف صناعة الإنشاد؛ كواليسها؛ خصوصيتها؛ وأبرز أساتذتها؛ عبر لقاءات مع نخبة من المنشدين العرب والمحليين:

هو ابن لعميد الإنشاد الديني في مصر، لكنه ورغم سلوكه نفس المجال لم يعش في جلباب أبيه، فعمل على تجديد هذا الفن، ليضيف له الجديد، متسلحاً بالموهبة والعلم معاً.

«الرؤية» حاورت الشيخ محمود التهامي نجل الشيخ ياسين التهامي، لتتعرف منه عن جهوده في تطوير فن الإنشاد، ورأيه فيما يحتاجه الإنشاد الديني في مصر، ورأيه في الموالد الشعبية وتأثيرها على الإنشاد.. فإلى الحوار:





ليس كل ابن منشد يعيش في جلباب أبيه.. فكيف كانت بداية الشيخ محمود التهامي؟

أنا ولدت في عائلة محبة للتصوف والمتصوفين، ومحبة للإنشاد الذي كان يشغل الحيز الأكبر من حياتنا، بحكم أن والدي هو المنشد ياسين التهامي، كما التحقت بالأزهر للدراسة، ولكن توجهي الأول لم يكن الإنشاد فأنا كنت محباً للموسيقى وكنت أميل لدراستها وعزفها، ولكن مع الوقت وجدت أن الإنشاد مجال أوسع وأكبر وأشمل فتعلقت به، وقررت أن أطور فيه وأجدد، والحمد لله ينظر إلي الآن باعتباري واحداً من المجددين في هذا الفن العريق.



رسالة الشيخ محمود التهامي للمنشدين

بيان هام: للشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين بجمهورية مصر العربية للمنشدين ورواد آل البيت ، وجمهور الصعيد . #خليك_في_البيت

Posted by محمود التهامى - Mahmoud Eltohamy on Monday, April 6, 2020





وما هي مجهوداتك في تجديد الإنشاد الديني؟

وفقني الله لأكون سبباً في تأسيس أول نقابة للإنشاد الديني في مصر، فرغم قدم هذا الفن إلا أن المنشدين لم يكن لهم نقابة، كما أسست مدرسة خرجت العديد من الدفعات من المنشدين الشباب الذي دعموا الموهبة بالعلم، حيث يدرسون المقامات الموسيقية والصوتيات والشعر والتواشيح وغيرها من العلوم المتعلقة بالموسيقى والتي تدعم موهبة أي منشد، لأن الإنشاد على مدار سنوات طويلة كان يعتمد على الموهبة والقبول فقط، وهما من الأشياء الهامة لأي منشد أو فنان ولكن العلم يمكن أن يدعم هذه الموهبة ليجعل منها نجاحاً كبيراً، والآن أعمل على عدة مشاريع ثقافية عالمية في مجال ثقافة الإنشاد منها مشروع «الوحدة في الاختلاف» وأقوم فيها بالإنشاد باللغة العربية على مزيج من موسيقى الجاز والروك والهاوس والراي حتى نصل باللغة العربية لكل ثقافات العالم.





وما تأثير الشيخ ياسين التهامي على الشيخ محمود؟

الشيخ ياسين ليس له تأثير فقط على محمود التهامي، فهو له تأثير على مجال الإنشاد الديني بأكمله، ومدرسته في الإنشاد هي مدرسة الارتجال وهي المدرسة التي أحبها، وفي الليالي والموالد أتجه إلى هذه المدرسة.





هناك شكاوى دائمة من ضياع تراث كبير للإنشاد الديني في مصر، ما هي مجهوداتك لتوثيق تراثك وتراث الشيخ ياسين وتراث الإنشاد بصورة عامة؟

أنا أهتم بنقل التراث وليس توثيقه، وفي مدرسة الإنشاد إلى جانب دراسة الموسيقى والصوتيات والمقامات نقوم بجمع أغلب التواشيح والابتهالات والأناشيد ليقوم الدارسون بحفظها، ويقوموا بالتدرب عليها لنحفظ هذا التراث بانتقاله من جيل إلى جيل بدلاً من أن يندثر إذا غابت التسجيلات الخاصة به، وليتعرف الدراسون على تراث المشايخ.

أصوات روعة #بنات_التهامي توشيح نسب شريف

Posted by محمود التهامى - Mahmoud Eltohamy on Saturday, April 4, 2020







في مدرسة الإنشاد التي أسستها دعمت الكثير من الفرق، ومنها فرق فتيات، ولكن هناك آراء متشددة بتحريم ذلك فما ردك عليها؟

لكل حدث حديث، فلا يعقل والمرأة تحكم دولاً، وتتولى أعلى المناصب في دول إسلامية وليس في الغرب فقط، وأتمسك بمقولات تراثية أن صوت المرأة عورة، ويكفيني أن هناك أمهات تتعلمن الإنشاد ليقمن بتعليم أبنائهن الإنشاد، حيث يأتيني في المدرسة أمهات صوتهن جميل وأصوات أبنائهن أيضاً ويتعلمن من أجل دعم أبنائهن ومساعدتهم، ولا أعرف ما الذي يضر في أن تتجمع فتيات في الصلاة على النبي، ما المشكلة في ذلك؟

زدني بفرط الحُب - حفل جامعه نيويورك بابوظبي

زدني بفرط الحُب في هواك تحيُرا .. وارحم حشي بلظي هواك تسعرا وإذا سالتك أن أراك حقيقةً .. فاسمح ولا تجعل جوابي لن تَري #التهامي | محمود التهامى - Mahmoud Eltohamy

Posted by محمود التهامى - Mahmoud Eltohamy on Sunday, December 22, 2019





من وجهة نظرك ما الذي يحتاجه الإنشاد الديني في مصر؟

الإنشاد الديني والفن عموماً يحتاج إلى الكثير من المقومات في مصر، أهمها الحماية من الممارسات الدخيلة التي ليس لها علاقة بالفن، والإنشاد الديني يحتاج الدعم فمثلاً يحتاج إلى مهرجانات رسمية للإنشاد لأن مصر ليس بها مهرجانات للإنشاد، نحتاج للدعم لأن الكثير من الفرق كان شهر رمضان هو فرصتها للعمل وتقديم نفسها ولكن بسبب الإجراءات الخاصة الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا، توقف هذا الأمر، وأنتهز هذه الفرصة لأقدم التحية لدولة الإمارات والقائمين على الثقافة والفن فيها، فقد قمت منذ أيام بإحياء حفل أونلاين بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والإعلام، لماذا لا تهتم وزارة الثقافة المصرية بتقديم فعاليات مماثلة للمنشدين المصريين والفرق المصرية بما أننا في شهر رمضان؟ وهو الشهر الأقرب لنشاط الإنشاد في مصر.





بعيداً عن الشيخ ياسين التهامي، من المنشدون القدامى الأقرب لقلبك؟

كل المنشدين أسمعهم وأحب أصواتهم، ولكن الأقرب لقلبي هو الشيخ علي محمود في المدرسة القديمة، كما أسمع لكل المنشدين القدامى مثل محمد الهلباوي والفشني والنقشبندي، ومحمد الكحلاوي، وإبراهيم الإسكندراني، وفي المقرئين أحب الشيخ محمد رفعت الذي أعتبره فلتة عصره، والشيخ محمود رمضان.





ومن المنشدين الجدد الذين تخرجوا من المدرسة من الأقرب لقلبك؟

كل الموجودين على الساحة أحبهم ومنهم الشيخ محمد عبدالرؤوف السوهاجي وهو من الأصوات الواعدة التي تشرف الإنشاد في الصعيد، ومحمود هلال ومحمد طارق، وأعتبر محمد الأعصر ابني وهو طفل جميل من خريجي مدرسة الإنشاد، ولا يتسع المجال لذكر كل الأصوات التي أحبها.





الموالد الشعبية تم توجيه الكثير من الانتقادات لها، من وجهة نظرك الموالد هل أفادت فن الإنشاد أم أضرته؟

الموالد الشعبية هي ما حفظت فن الإنشاد من الاندثار، ودعمت استمراره، ولكن الأزمة أنه في فترة محددة كان من يعملون بالإنشاد في الموالد ليسوا منشدين ولكن فنانين شعبيين، لأن ليس كل من قام بإلقاء نشيد أو ابتهال يصلح أن يسمى منشداً، مما ساهم في بعض التصرفات التي أساءت لفن الإنشاد، لأن المنشد له معايير في الكلمة والأداء، ونجوم الموالد لم يكن لديهم هذه المعايير، وهو ما دفع المنشدين إلى المطالبة بضبط أداء الإنشاد من خلال الدراسة والعلم وليس الشهرة فقط.





وما هي هذه المعايير؟

أهم هذه المعايير هي العلم، دراسة المقامات الموسيقية والصوتيات وغيرها من علوم الموسيقى، ودراسة الشعر والتواشيح القديمة والتراث.





بالحديث عن الشعر والكلمات، ما أقرب المدارس إليك؟

أنا محب للغة العربية الفصحى، والأشعار الصوفية، والأقرب لقلبي الشعر العمودي.





هناك ظاهرة في مصر وهي المنشدون الأقباط، ما رأيك فيها؟

لا أرى أي مشكلة في أن ينشد المسيحي أو يرنم المسلم، فنحن شركاء في الوطن والإنسانية، والإنشاد والترانيم فن مثل كل الفنون الجميلة الراقية، وإذا أتيحت لي فرصة أو وجهت لي دعوة للإنشاد في كنيسة فسأقوم بذلك وأتشرف لأنها بيت من بيوت الله.





تحدثت عن تأثير الشيخ ياسين التهامي الجيد عليك، ولكن ماذا عن تأثير شهرة الأب عليك، هل أضرك كونك ابن الشيخ ياسين التهامي؟

بالطبع لا، فأنا تشرفت بأن والدي هو المنشد الكبير ياسين التهامي، ولكن هناك مشكلة صغير تتعلق بالجمهور، فجمهور الشيخ ياسين متعصب قليلاً له ولطريقته، ولا يعجبهم التجديد الذي أقوم به، فحدث بعض التصادم، ولكن الشيخ ياسين نفسه مرحب بهذا التطور لأنه اشترط علي أن أكون مدرسة وحدي، وألا أقلد أحداً بل يتم تقليدي، ولذلك فليس لدي رد على المتعصبين من جمهور والدي.