الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

مروة علي ماهر: النظام والتخطيط الدقيق سلاحي للمواءمة بين بيتي وعملي

سلطت أزمة كورونا الضوء على دور الطاقم التعليمي والأكاديمي في دفع عجلة التنمية المعرفية وضمان استمراريتها في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم، من خلال تجربة التعليم عن بُعد، التي اعتبر العديد من الأكاديميين والمتخصصين أنها أسلوب دراسة المستقبل.

وفي طيات هذه التجربة الأكاديمية الاستثنائية، نجد قصصاً عديدة لأمهات معلمات ألهمن غيرهن من الأمهات، وكن قدوة يحتذى بها في مواجهة الأزمات، وحرصن خلالها على إكمال رسالة العلم التي حملنها على مر السنوات الماضية، حيث تروي الدكتورة المصرية مروة علي ماهر مهيا، رئيسة قسم اللغة العربية والتربية الإسلامية بمدرسة متروبول التابعة لمجموعة جيمس بدبي، تفاصيل التجربة مع رمضان.

التعلم عن بُعد

وقالت: «صحيح أن الحاجة أم الاختراع، إلا أن التعليم عن بعد ليس فقط وليد الأزمات وضرورة التواصل خلالها إنما تجربة غنية عصرية تواكب الشباب المتمكّن من التكنولوجيا والمستفيد منها لجعلها وسيلة حضارية تتخطى كل الحدود الجغرافية وتفتح آفاق المستقبل، كما أنه يحمل مزايا عديدة أولها إعداد الشباب الجامعي المقدم على سوق العمل للتعامل مع كبرى الشركات العالمية المتعاملة مع منصاته».

ولفتت إلى أن تجربة التعليم عن بُعد ساهمت في الارتقاء بنقل المعلومات التي هي أساساً متوافرة بين أيدي الطالب إلى النقاش والتحليل والمشاركة وضرورة التركيز الدائم أثناء الحصة التي أصبحت ساحة نشطة للنقاش، وأضافت أن هذه التجربة ساهمت في تقريب العلاقة والتواصل بين الأساتذة والباحثين والطلاب، خاصة مع منتدى المناقشة، والتداول بالفيديو والشعور بالانتماء إلى شبكة معينة وفريق واحد يتشارك الأدوات المستخدمة من كل فرد ويعمل للنجاح سوياً ضمن المجموعة.

وتابعت: «إن استخدام الألعاب والرسوم المتحركة والأنشطة التعليمية خلال فترة «التعليم عن بُعد» خاصة للحلقة الأولى ورياض الأطفال يعزز من فرصة تعلمهم ويرفع استجابتهم نحو هذا النوع من التعليم ويقضي على شعور الطلبة بالملل ويعزز العلاقة بينهم وبين الهيئات التدريسية ويخلق شخصية متوازنة للمتعلم، كما يعزز النمو المعرفي العلمي للمتعلمين».

موازنة

تؤمن الدكتورة مروة بأن الله يمنح كل أم قدرة الموازنة بين شغفها وطموحها من جهة وأولويات أسرتها من جهة أخرى، وقالت: «دائماً أضع خطة دقيقة حتى أستطيع الموازنة بين عملي وأسرتي وحتى أستطيع القيام بكل أعمالي في العمل والأسرة، ودائماً أخصص وقتاً لأتابع أولادي وأهلي والجلوس معهم، كما أنني عودت أبنائي على النظام، وأعتبر هذا نقطة مهمة لكل امرأة عاملة تعينها على تحقيق الموازنة».

وتابعت: «لم تواجهني أية عقبات خلال مسيرتي المهنية على مدار السنوات الماضية، فلطالما أحرص على ممارسة عملي بمرونة، بعيداً عن التوتر، والتي أعتبرها أحد عوامل نجاح الموازنة بين حياتي العملية والأسرية».

العمل ورمضان

تعتبر طبيعة عمل الدكتورة مروة شاقة إلى حد ما، كونها تعمل مع الإدارة والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب، ولا بد من تحقيق السعادة لهم وإرضائهم، إلى جانب الموازنة بين عملها وأسرتها، فهي أم لابنة في سن الـ17 وابن في سن الـ15، إلا أنها تعتبر نفسها محظوظة بفريق عمل متعاون من المعلمين الشغوفين بتقديم رسالة العلم للطلبة على أكمل وجه.

أما في رمضان، فأشارت إلى أنه على الرغم من خلل انتظام النوم وتحمل ضغوط العمل والتزاماته، إلى جانب الأسرة ومتطلباتها، إلا أن الأم تشعر بالسعادة بعد انتهاء يومها برؤية الفرح والرضا في عيون أفراد عائلتها، خاصة لحظة التجمع على مائدة الإفطار التي تتضمن ما لذ وطاب من أطباق وعصائر وحلويات رمضان.

عادات وطقوس

تحرص الدكتورة مروة على شراء فوانيس رمضان وتزيين المنزل وشراء ياميش رمضان والمكسرات والفواكه المجففة، حتى تسود الفرحة بين أفراد الأسرة بحلول شهر رمضان الكريم، في حين تحرص على ممارسة مجموعة من طقوس العبادة مع أفراد أسرتها كالمواظبة على تلاوة القرآن وتقديم الأعمال الخيرية كالزكاة أو الصدقة.

ولفتت إلى عنايتها بإشراك أبنائها برسائل صباحية أو بنك المعلومات الدينية أو الثقافية خلال رمضان، فتضع مجموعة أظرف في مكان ظاهر في المنزل عليها عناوين مختلفة (قرآن، حديث، أدعية، معلومة رمضانية)، يحتوي كل ظرف على 30 رسالة في وريقات صغيرة يسحب منها الطفل كل يوم ويمكن توزيعها بعد كل صلاة يسحب من كل ظرف أو يمكن سحبها في الصباح وتكرار ما وجده في الرسائل.

يشار إلى أن الدكتورة مروة تمتلك 19 عاماً من الخبرة في مدارس كثيرة في الإمارات ومصر والسعودية، وعملت معلمة ثم منسقة ثم أصبحت مؤخراً رئيسة قسم وعملت ناظرة مدرسة لمدة عامين في السعودية وحصلت على شهادات كثيرة من مصر وأوروبا وحصلت على الدكتوراه، كما أنها كانت أول معلمة عربية تحصل على الاعتماد الأكاديمي العالمي من UNCC.