الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عدسة تسخر من كورونا.. مصور يسلي المحجورين بتقمص شخصيات الحلاق والشيف والمغني المجنون

على طريقة بيدي لا بيد أعدائي، نفذ المصور الإيطالي دانيلو دوريا سلسلة من الصور واللقطات لعب فيها دور البطولة وسخر من كل الظواهر المتعلقة بكورونا والحجر الصحي.

وتخيل دوريا بعدسته كل أنماط البشر المرعوبين من الوباء والحجر ورصد سلوكياتهم في مجموعة لقطات استعان فيها بنفسه، وكأنه يرسم بورتريه ذاتياً أو سيلفي ساخراً، بداية من شخصية المشتري المذعور، إلى البطل.





لقطات مزجت بين الفكاهة والكوميديا السوداء والأمل تهدف لرسم بسمة على شفاه وقلوب المحاصرين في بيوتهم والمرعوبين في أعماقهم بسببت كورونا.

ارتدى المصور الإيطالي شخصيات استوحاها من سوشيال ميديا من البطل الذي يلوح بالعلم، إلى تشجيع وتحية ممرضي وأطباء كورونا، إلى البائع المذعور من نقص السلع الذي يندفع لشراء أي شيء وكل شيء حتى لو لم يكن يحتاج إليه.



رسم البسمة

وأكد دوريا أنه لم يقصد السخرية من هؤلاء الأشخاص بقدر ما سعى لرسم بسمة وضحكة على وجوه الجالسين في منازلهم في تلك الأوقات الصعبة التي تحاصر الجميع وتلقي بظلالها الكئيبة على الملايين في أنحاء العالم.





ويأتي تفاعل دوريا بعد أن عاش مأساة بلاده التي أصبحت نقطة انتشار الوباء وأكثر بلد منكوب في أوروبا، بعد أن تجاوزت أعداد المصابين 200 ألف والضحايا 30 ألف شخص.

وقال إنه لم يتخيل يوماً ما أن يصور نفسه، لكي يجسد الآراء التي يود التعبير عنها، وأطلق على تلك الصور الساخرة اسم Io Resto a Casa أو «أنا في المنزل»، في محاولة لتوثيق مشاعر الناس وانتزاع ضحكاتهم برغم، الحجر الصحي.





رصد سلوكيات

وأشار إلى أن الناس بدوا وكأنهم أصيبوا بالجنون، وبدؤوا في تصوير أنشطتهم اليومية وهم بين 4 جدران في سجن حكم به عليهم فيروس كورونا.

ورصد دوريا بعض تلك السلوكيات مثل ترديد النشيد الوطني في الشرفات، والتدافع نحو السوبرماركت وغيرها من تصرفات نبعت من توتر لناس وعزلتهم.





وأوضح أن بعض المصورين استهواهم التقاط صور للمدن المهجورة وبيان الأوجه السلبية للحجر الصحي، وهو أمر يبعث على الحزن والأسى، لذلك قرر أن يسلي الناس ويركز على المفارقات الطريفة.

ويشير إلى أن تلك المفارقات تشكل جزءاً من شخصيته لأنه لا يتورع عن السخرية من نفسه والضحك في مواجهة اللحظات الصعبة في حياته، معتبراً السخرية طوق نجاة وخاصة في تلك الأزمة.

والتقط الفنان الإيطالي صوراً عديدة استوحاها من المشاهد التي يراها يومياً ومن بينها صورة «الحلاق»، معلم اللياقة، ذو الرداء الأحمر، المغني المجنون، نظرية المؤامرة، الشيف رغم أنفه.





زوايا مختلفة

ويلتقط دوريا أكثر من صورة للمشهد الواحد بزوايا مختلفة ثم ينتقي من بينها واحدة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة.

وقبل ذلك يدرس الشخصية التي يريد تصويرها ويحضر ملابسها وإكسسواراتها ويضع لمسات الماكياج على وجهة لكي يماثلها.





وينشر الفنان الإيطالي صوره بصورة شبه يومية على موقع سوشيال ميديا، وعندما يتأخر يوماً ما، يجد سيلاً من الرسائل والتعليقات التي تتساءل عن سبب احتجابه وتحثه على ابتكار أفكار ولقطات جديدة.

وأكد أن وباء كورونا أظهر له أهمية التفاعل الإنساني والتضامن بين البشر، ومن دون ذلك يشعر بالضياع والخوف من ذلك العدو غير المرئي، منوهاً بأنه يعتبر نفسه محظوظاً لأنه ما زال بصحته.