الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

على خطى الأجداد.. عاطف سليمان مصري يستحضر صناعة عمرها 7 آلاف عام

على خطى الأجداد يواصل المصري عاطف علي سليمان (56 عاماً)، استخدام أوراق البردي التي استعملها الفراعنة في الكتابة قبل 7 آلاف عام، لكن ليس في الكتابة بل في تقديم هدايا تحمل روح المصريين القدماء، لتشكل هذه الصناعة مصدر رزق أهالي قرية القراموص بالشرقية وهي المحافظة الوحيدة في مصر، التي تزرع البردي.

ويؤكد سليمان: "من شب على شيء شاب عليه، وأنا فتحت عيني وجدت أبي وسط ورق البردي، زرعناه، وصنعناه، واشتغلنا فيه بإيدينا"، مشيراً إلى أن والده كان يزرع البردي في القرية، وظل محافظاً على هذه الزراعة، رافضاً تغييرها، رغم قلة عوائدها، حيث يستفيد من القليل منه واستمر هو بعده، إلا أنه أضاف إليه العلم.

ويقول: «تعلمت على يد أستاذ الفنون الجميلة أنس مصطفى ابن القرية، كيف نبدع في تشكيل البردي، وتلوينه، والكتابة عليه، وقد أخذنا في تعليم غيرنا، وافتتحنا ورشة، ونظمنا «أتيليه»، وأصبحنا نستقبل طلاب فنون جميلة في الشرقية، للتدريب، والتعلم، فتحولت الزراعة بالعلم إلى صناعة وفن وإبداع بالإضافة إلى أنها تجارة".

يضيف «سليمان»لـ«الرؤية»: «نعمل بأيدينا، نزرعه، ونصنعه، ونلونه، ونرسمه، حيث يتواجد إلى جانبي 3 أطباق، واحد به مياه، والثاني كلور، والثالث بطاس، وينتقل النبات بين الأطباق الثلاثة تباعاً، بعد أن يستمر وضعه في كل طبق لساعتين، وهكذا أصنع 1000 ورقة، بعدها أدخلها المكبس، بعد ذلك أعمل عليه».

يشرح «سليمان» كيفية تصنيع البردي، قائلاً: «البردي نوعان، أبيض، وبني، الفرق بينهما، أن الأبيض مصنوع على الطريقة الباردة (المياه والكلور والبطاس)، أما البني، فيصبح كذلك عن طريق غليه، حيث يوضع في إناء على الباجور لمدة 24 ساعة»، مشيراً إلى أن السياح يفضلون البني، كونه موجوداً منذ 7 آلاف عام.