الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

ينشرون تفاصيل حياتهم طمعاً في «لايك» و«ترند».. أسر تغزو عالم «سوشيال ميديا» ومختصون يحذرون

ينشرون تفاصيل حياتهم طمعاً في «لايك» و«ترند».. أسر تغزو عالم «سوشيال ميديا» ومختصون يحذرون

أكد عدد من مختصي السوشيال ميديا أن غزو أسر بكامل أفرادها لعالم التواصل الاجتماعي عبر نشر تفاصيل حياتهم المختلفة، يلقي بظلاله السلبية النفسية والاجتماعية عليهم خاصة الأطفال منهم.

واعتبر المختصون أن الإفراط في نشر تفاصيل حياة الأسر ينال من تماسكها واتزان أطفالها النفسي ما يدفعهم لتبني سلوكيات وقيم استهلاكية تتعارض مع الفكر التربوي السليم، وذلك بهدف رفع عدد المتابعين وحصد «اللايكات» والتحليق في عالم «الترند».



تبني قيم استهلاكية

أكدت نجمة إنستغرام الإماراتية تيم الفلاسي أن تطور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي تمخض عنه الكثير من الظواهر الجديدة المستحدثة كدخول الأسر والعائلات والأطفال لهذا العالم مُستغلين وجودهم لحصد أكبر عدد من المتابعين.

وأشارت إلى أن الحياة الأسرية لها خصوصية ينبغي المحافظة عليها عبر الاحتواء والسرية، بينما نشر الأخبار وتفاصيل الحياة يسهم في زعزعة التماسك الأسري وهو ما ينعكس بتقليدهم في المجتمع.

وأضافت «لذلك فإن دخول الأسر لهذا العالم يشجع أفرادها على تبني قيم استهلاكية، فينشأ الطفل على فكرة أنه نجم مميز مقارنة بأقرانه، ما يهدد علاقته بأسرته وأقرانه، ففكرة النجومية في هذا العمر تتناقض مع مبادئ التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل».



تفكك عائلي

أفاد نجم مواقع التواصل الاجتماعي سعد عبدالله أن الكثير من مستخدمي مواقع التواصل لا يعرفون أن للبيوت أسراراً وللجلسات العائلية أحكاماً وقواعد، لذلك نرى صور الأسر تملأ منصات التواصل مستعرضة تفاصيل حياتهم.

ولم يستبعد عبدالله لجوء بعض المتزوجين إلى افتعال المشاكل والخلافات بغرض الوصول إلى «الترند» ما ينعكس سلباً على تماسك الأسرة الداخلي حيث أصبح الجميع يتسابق لتحقيق أكبر درجة إعجاب للمحتوى المنشور لذلك انعدمت الخصوصية.

وتابع «في ظل العصر الرقمي تمكنت مواقع التواصل من اكتساب شعبية هائلة من مستخدميها، فلقد كانت تنحصر في تبادل الآراء والأصدقاء فقط ولكن اليوم كشرت عن أنيابها وكشفت عن الجانب المظلم والأكثر خطورة من خلال إطلاع الغرباء على التفاصيل الخاصة التي كانت في السابق غير قابلة للسرد أو النشر».



غياب المسؤولية

وحذر الممثل الكوميدي ونجم مواقع التواصل الاجتماعي عمار آل رحمة من ظهور العائلات وتحديداً الأطفال على سويشال ميديا حيث يعتمدون التصرف بطرق تظهرهم أكثر جرأة مما هم عليه في الواقع لحصد المزيد من الشهرة.

ولفت إلى أن ذلك يكلف الأسرة الكثير حيث يفتقر الأطفال لتلقائيتهم ويحولهم إلى كائنات متصنعة في كل ما يبدر عنها من تصرفات فضلاً عن فقدانهم الشعور بالمسؤولية تجاه ما يخصهم ويؤثر على تحصيلهم العلمي.

وقال «إن سعي الأهل لجعل أطفالهم نجوماً عبر حصد أكبر عدد من المتابعين أمر يؤثر بشكل سلبي على الأطفال ويحد من حريتهم خلال التعامل مع الآخرين ويرفع من معدلات قلقهم النفسي بدليل أبناء الكثير من النجوم الذي وقعوا ضحية الإفراط في تسليط الضوء عليهم».



سن تشريعات

إلى ذلك طالبت الإعلامية إيناس صبيان بسن تشريعات قانونية تمنع استغلال الأطفال في فيس بوك وإنستغرام في ظل النمو اللافت للتسويق الذي يعتمد على البراعم ما يتعارض مع قوانين حماية الطفل.

وأفادت «للأسف يزج البعض بأبنائهم في هذه المطحنة الاستهلاكية دون أن يدركوا أو يعوا ماهيتها وخطورتها عليهم».