الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الحجر يخلق مدخرين بالصدفة.. والتقارب الأسري والبيئة والتكنولوجيا ترفع له القبعة

رغم الآثار السلبية الهائلة لوباء كورونا ومن بينها فقدان الوظائف وتخفيض الرواتب، إلا أن الحجر الصحي لم يخل من فائدة تتمثل في تعليم الناس أهمية التوفير وتأمين المستقبل، فهناك أوجه كثيرة للإنفاق تعرضت للترشيد أو تلاشت مثل العطلات والمواصلات والترفيه.

وتشير دراسة لصحيفة ديلي ميل إلى أن الحالة المادية لما يقرب من 16% من الناس تحسنت في ظل الحجر الصحي، إذ انخفضت نفقات 50% منهم، كما زادت مدخرات 38% من المشاركين في الدراسة.

ومن بين كل 5 أسر بريطانية، هناك 4 أسر ذكرت أنها توفر لديها مال أكبر للإنفاق.


وأفاد 25% أنه توفر لديهم زيادة في الدخل الإضافي تتراوح بين 200 و500 جنيه استرليني في كل شهر.


وأفادت إحصاءات لبنك انجلترا أن البريطانيين ادخروا 16.2مليار جنيه استرليني في شهر أبريل الماضي. بينما بلغت قيمة المدخرات في فترة الستة أشهر حتى شهر فبراير 5 مليارات فقط شهرياً في المتوسط.

علاوة على ذلك، سددت الأسر مبلغاً مذهلاً من ديون بطاقات الائتمان بقيمة 5 مليارات جنيه استرليني، وهو يعادل أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 2.4 مليار جنيه استرليني الذي تم سداده في مارس. وعادة لا تتخطى قيمة تسوية ديون تلك البطاقات 300 مليون جنيه استرليني شهرياً.



تغيير العادات


وتقول خبيرة مالية إن الأزمة الحالية خلقت مدخرين بالصدفة، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر في المستقبل القريب.

إذ غير الحجر الصحي من عادات الناس، وأجبرهم على تقليل نفقاتهم طواعية، بعد أن تخلوا عن الكثير من الكماليات مثل الذهاب للجيم بنفقات باهظة أو تناول القهوة في أماكن غالية، أو التسكع مع الأصدقاء، أو التسوق من دون داعٍ أو الشراء عن طريق الدليفري .

وربما الفاتورة الوحيدة التي ارتفعت هي المتعلقة بالطعام، بعد أن أصبحت معظم ربات البيوت تطهي كل وجبة في المنزل.

وأشار مسح آخر إلى أن عادات التسوق والأكل والرياضة تغيرت على مدار الأسابيع القليلة الماضية منذ فرض الحجر الصحي وبطريقة إيجابية.

وأفاد 27% أنهم يشترون الآن المزيد من الخضراوات والفواكه، بعد أن أغلقت مطاعم الوجبات السريعة أو اقتصرت على الدليفري.

وذكر 33% من المشاركين أنهم أصبحوا أكثر نشاطاً وفعالية بعد الحجر وأكثر ميلاً لممارسة الرياضة.



أمور إيجابية


ومن الناحية البيئية، انخفض تلوث الهواء في معظم دول العالم بسبب انخفاض حركة المرور وخاصة للمركبات الخاصة، وانخفضت معها مشكلات وأمراض التنفس الناجمة عن التلوث.

وفيما يتعلق بالناحية النفسية والأسرية، تسبب الوباء وما تبعه من إجراءات وقيود في حدوث أشياء إيجابية لم يكن الكثيرين ينعم بها لولا كورونا.

ورغم حالة الملل التي انتابت الكثيرين، إلا أن الجلوس في البيت والعمل من داخله أدى إلى تقليل الضغوط والتوترات، وسمح ببقاء وقت أطول مع أفراد الأسرة من دون عصبية أو قلق، ما أدى لمزيد من التفاهم والراحة والتقارب بينهم، بل إن بعضهم أقر بأنه بدأ يعرف أبناءه لأول مرة على حقيقتهم وتحسنت طريقة تعامله معهم.

وشمل التحسن أيضاً العلاقة مع الجيران، والتقارب مع الطبيعة، الحرص على جعل البيوت أكثر بساطة وأقل اكتظاظاً بالأثاث والأشياء غير الضرورية.

في سياق متصل، أصبح الناس أكثر امتناناً لما بين يديهم، من دون النظر لأشياء غير ضرورية والسعي الحثيث لتحقيقها من دون داعٍ.

وفيما يتعلق بالعمل، أجبرت الأزمة الكثيرين على التعرف على التكنولوجيا وإجادة استخدامها لا سيما مع تزايد الاتجاه للعمل عن بعد من المنازل، بل وتغيرت النظرة للعمل لدى الكثيرين الذين باتوا يدركون أنهم لا يعملون فقط من أجل المال، بل من أجل الحياة والسعادة وتحقيق الذات.