الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

كورونا يحول بريطانيين إلى أطباء أسنان

كورونا يحول بريطانيين إلى أطباء أسنان
اضطر كثيرون في المملكة المتحدة لتقمص شخصية طبيب الأسنان خلال تدابير الإغلاق التي فرضت في البلاد لمواجهة وباء كوفيد-19.

عندما أخبر طبيب أسنان دومينيك برايس في أواخر مارس بضرورة استبداله حشوة ضرسه المفقودة بنفسه، لم يصدق هذا البريطاني الأمر في البداية.

لكن برايس وهو واحد من بين كثيرين في المملكة المتحدة اضطروا للعب دور طبيب الأسنان أثناء تفشي الوباء مع توقف العملية الجراحية في البلاد، قال "هذا هو الوضع الذي كنا نعيشه".


إلا أن ذلك الوضع بدأ يتغير بعدما أعيد استئناف هذه العمليات في وقت مبكر من الشهر، لكن بالنسبة إلى الكثيرين، فالضرر حصل.


وروى برايس "بعد يومين من فرض تدابير الإغلاق، كنت أمضغ السكاكر... وفجأة شعرت بشيء قاسٍ في فمي وأعتقد أنني أيقنت ما حصل على الفور".

فقد سقطت إحدى حشوات أسنانه، فهرع إلى الهاتف واتصل بطبيب أسنان هاتفيا

وأضاف "اعتقدت أنه قد يكون لديهم نوع من نظام ما قيد التشغيل، لكن لم يكن هناك أي طريقة تمكنهم من معاينة أي شخص".

وبدلاً من ذلك، علم برايس بأن خدمات طب الأسنان في حالات الطوارئ كانت مقتصرة على الأشخاص الذين يحتاجون إلى قلع وقيل له يجب أن يشتري عبر الإنترنت مجموعة الأدوات الخاصة لملء التجويف موقتاً بنفسه.

وقال "لم أستطع أن أصدق أن طبيب الأسنان كان يقول لي إن علي أعالج أسناني بنفسي".

عندما وصلت المعدات إلى منزل برايس في سالزبوري في جنوب إنجلترا، باشرت زوجته سوزي العمل.

وصرحت "إنها سهلة الاستخدام وليست مخيفة... لكن كتب على جهتها الخلفية "اذهب إلى طبيب أسنانك في غضون 48 ساعة من استخدام هذه المعدات" وهذا لم يكن خياراً متاحاً".

طب أسنان منزلي

ونقص العناية بالأسنان في بريطانيا أثناء إغلاق البلاد الذي فرض في 23 مارس، هو مجرد مجال واحد من مجالات الرعاية الصحية المعطلة، مع تجنب تقديم العلاجات لأمراض وحالات مرضية مختلفة أو إلغائها أو تأجيلها.

وقد يتم الكشف عن بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان أو معالجتها في وقت متأخر عن المعتاد بما يفاقم الحصيلة الهائلة للوفيات بالوباء.

وقد سجلت بريطانيا ثاني أكبر حصيلة وفيات بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة.

وقال لين ديكروز من نقابة أطباء الأسنان في بريطانيا "لقد عانى المرضى بشكل متزايد من أجل الوصول إلى أطباء الأسنان، وحتى مراكز طب الأسنان المخصصة للحالات الطارئة، ولجؤوا إلى ممارسة طب الأسنان في المنزل وهو أمر مخيف حقا".ً

وأضاف "لقد قمنا بتحويل أنفسنا نوعاً ما من دولة ثرية من القرن الـ21 إلى بلد من الحقبة الفيكتورية حيث يداوي المرضى أنفسهم بأنفسهم".

حاجة إلى الصبر

في الثامن من يونيو وبعد أكثر من شهرين، سمح بإعادة فتح العيادات المخصصة لجراحات الأسنان والمرافق الطبية الأخرى في بريطانيا.

ومع ذلك، ستحتاج هذه المنشآت إلى تنفيذ متطلبات الوقاية من العدوى ومكافحتها، بما في ذلك التزود بمعدات الحماية الشخصية.

ورحّبت النقابة بهذه الخطوة لكنها حذرت من أن تدابير الاحتواء والتباعد الاجتماعي قد تقلل من القدرة الاستيعابية للمراكز الطبية بما يصل إلى الثلثين.

وأضافت أن توافر معدات الوقاية الشخصية يمكن أن يختلف أيضاً بين الممارسات ويحد من عدد المواعيد الممكنة.

وقال ميك آرمسترونغ رئيس النقابة "سيحرص أطباء الأسنان على البدء في تقديم الرعاية بأسرع ما يمكن بطريقة آمنة لكننا سنحتاج إلى التحلي بالصبر من الجميع مع عودة الأحوال إلى طبيعتها".