الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

عباءات فلسطينية تكتسي بألوان الفرحة وتجمع بين أصالة التطريز والأناقة العصرية

طرحت مصممة أزياء فلسطينية مقيمة في الإمارات تشكيلة جديدة من العباءات التي تحتفي بالتطريز الفلسطيني لكنها صبغتها بصورة عصرية تعشقها السيدات قبل الشابات الصغيرات، حيث تمزج بين التمسك بالتراث والهوية، والأناقة العصرية التي يضفيها التطريز على القطعة مهما كان لونها.

وحرصت المصممة إيمان الحاج ووالدتها اللتان تديران معاً متجراً في أبوظبي، على تقديم تراث التطريز الفلسطيني بصورة عصرية، وكذلك تعليم الفتيات التطريز يدوياً والذي تقوم به والدتها، فضلاً عن منحهن فرصة اختيار القطع والرسومات من بين المطرزة بالماكينة أو يدوياً.

وأشارت إلى أن الأثواب والقطع المطرزة يدوياً أشبه بقطعة الذهب التي كلما قدمت ازداد سعرها وقيمتها، وخاصة أن لكل رسمة من رسومات التطريز معاني ودلائل مستوحاة من قصص الجدات المرتبطة بالبيئة المحيطة بهن آنذاك.


وحملت آخر تشكيلة الحاج التي تضم البشوت والعباءات، إضافة للقمصان وجاكيتات الجينز والفست المطرزة كاملاً أو على منطقة الجيوب والظهر، تصاميم عصرية بألوان زاهية تمثل المرأة العصرية كالوردي والأزرق والخمري، ومعتمدة على خامات أقمشة متنوعة مثل: الكريب والشيفون والحرير والقطن والجينز.


وقالت الحاج: "نحرص على جذب الفتيات نحو حب التطريز الفلسطيني سواء بالتعلم أو ارتدائه في الحياة اليومية وليس خلال المناسبات قصراً، فابتكرنا التطريز على الجينز يدوياً إلا أنه يستغرق وقتاً وجهداً اعتماداً على حجم الرسمة وكمية التطريز، والتي تستغرق ما بين 3 أسابيع وشهرين أحياناً".

وأوضحت أن كل سيدة بإمكانها اختيار الرسومات المطرزة بعد حصولها على شرح وافٍ بالمسميات والرموز التي تعنيها، مشيرة إلى أن أكثر الرسومات المطلوبة والتي تميل لها السيدات هي: قمر بيت لحم، شجرة السرو، وأرجل الدجاج، وجميعها مستوحاة من البيئة المحيطة بالجدات الفلسطينيات، ما يجعل قطعة الثوب تروي قصصاً بأكملها.

ويتميز الثوب الفلسطيني بتصميمه الفريد الذي توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث يعبر عن الهوية والجذور، لكن مع التحولات التي لازمت القضية الفلسطينية طرأت تغييرات على الزي التقليدي الذي ما زال يحفظ بطياته وألوانه ثقافة كل مدينة وقرية فلسطينية.

ولعل أبرز ما يميز الزي الفلسطيني التنوع في التصاميم والألوان والنقوش ونوعية التطريز، وذلك تبعاً لطابع كل منطقة وتنوعها الجغرافي، حيث تتميز المناطق الجبلية بطراز معين يختلف عنه في المناطق الساحلية أو الصحراوية، ولا شك أنه لا يتشابه بين البدو والحضر.

ويتميز التطريز الفلسطيني بالدقة المتناهية التي تبرز جمالية القطعة، حيث تعتمد الحرفية على الرسم، لا سيما بعد أن دخل على خط التطور ولم يعد مقتصراً على العباية والكنزات والشراشف، بل دخل في حقائب السيدات والمحفظات والعقود.