السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«أطفال سوشيال ميديا».. شهرة سريعة تسلبهم الخصوصية وتحمل المسؤولية

أكد فنانون ومختصون أسريون أن تعلق الأطفال بالشهرة السريعة التي لا تحتاج سوى إلى هاتف متحرك وحساب على يوتيوب أو إنستغرام لحصد الإعجابات والتفاعلات ومعها النجومية والمال، يلقي بظلاله السلبية على شخصياتهم.

وأشاروا إلى أن الجيل السابق عرف النجومية والشهرة عقب سنوات طويلة من الجد والاجتهاد، في مختلف المجالات، ما جعلها لا تأخذ من حياته الاجتماعية أو تحمله لمسؤولياته المختلفة، على عكس أطفال اليوم فباتت الشهرة تسلبهم خصوصياتهم وحياتهم الدراسية وطموحاتهم المستقبلية الحقيقية.

وطالبوا بضرورة أن يتحمل الآباء مسؤولياتهم وأدوارهم في الحفاظ على الأبناء وانتشالهم من براثين الوقوع في الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية بحثاً عن الشهرة، عبر تعزيز التواصل والتفاعل فيما بينهم.

تأثير سلبي

يقول الفنان سعيد السعدي إن الشهرة لدى الأطفال صارت تأتي بسبب تعلق الأطفال بالإنترنت، وخاصة موقع يوتيوب، وإنشاء قنواتهم الخاصة التي يحمّلون عليها فيديوهاتهم رغبة في تحقيق الشهرة والحصول على عدد كبير من المشاهدات والمال، مؤكداً أن انتشار ظاهرة قنوات اليوتيوب الخاصة بالأطفال تؤثر عليهم سلباً.

وأضاف «إن شهرة أطفال اليوم سريعة وسهلة، على عكس شهرة كبار النجوم حالياً والتي لم تأتِ بسهولة أمثال الفنان جابر نغموش والذي اشتهر بفنه وجهده بعد 30 سنة من العطاء»، لافتاً إلى أنه حتى الآن لا يمتلك حسابات على منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى الفنان ناصر القصبي والذي ارتبط اسمه لدى العامة باسم طاش ما طاش ولم يكن يعرف احد اسمه الحقيقي في الماضي.

بلا رسالة

ويشير الفنان ياسر النيادي إلى أن كلمة أريد أن أعمل مهندساً أو معلماً اختفت اليوم وصارت أرغب في أن أكون مشهوراً، متعجباً من مفهوم الشهرة الذي بات يعتنقه الأطفال من دون تقديم شيء حقيقي وأصيل للمجتمع مثلما فعل الأطباء ونجوم السينما والحاصلون على جوائز عالمية في أمور تعبوا عليها حتى جاء التكريم صاغراً وبالتالي الشهرة.

وأوضح أن الطفل حالياً صار يقضي وقته في فتح صفحاته على سناب وإنستغرام مكوناً ثقافة بصرية كبيرة ومتنوعة، من دون أن تحمل أية رسالة أو أهداف واضحة، فصار ضحية هذه الثقافة وبات كل همه أن يصير على شاكلة نجوم سوشيال ميديا والذين يتابعهم عدد كبير من الأشخاص ويعلقون على ما ينشرونه.

أعمال خطيرة

ويلفت الخبير الأسري عيسى المسكري إلى أن تأثير الشهرة وكسب المال عند الأطفال يؤدي بهم إلى الميل نحو مصالحهم الشخصية ووضعها في الصدارة بعيداً عن أي قيمة اجتماعية أخرى، ما يدفعهم إلى القيام بأعمال خطيرة أحياناً ليحصدوا لقب «يوتيوبر» رغبة في الشهرة والمال حتى إن كان ذلك على حساب حياتهم الاجتماعية، والدراسية وطموحاتهم الحقيقية.

التراجع علمياً

وتوضح الخبيرة الأسرية موزة القبيسي أن الأطفال يهدفون من خلال العالم الافتراضي إلى التعبير عن أنفسهم بشكل أسهل، وقد يسعون لتحقيق الشهرة من خلاله ويبدؤون بفقدان سلوكهم وتصرفاتهم الطبيعية، والابتعاد عن العلاقات الأسرية العادية، والتراجع في التحصيل العلمي، فضلاً عن فقدان العلاقات الاجتماعية، ما يهدد بظهور مشكلات في الانسجام الاجتماعي مع الآخرين.

وتضيف أن أسوأ ما في شهرة الأطفال هو سلب خصوصياتهم وما قد يتعرضون له من كلام بذيء يصل لهم من خلال حساباتهم الشخصية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وتؤكد القبيسي أن مسؤولية الحفاظ على الأبناء وتجنيبهم الوقوع في الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية تقع على عاتق الآباء بشكل كبير، داعية إلى زيادة التفاعل مع الأبناء عبر القيام بنشاطات تعزز التواصل المتبادل والتفاعل بينهم، مثل مشاركتهم في الأنشطة الرياضية واللعب، مشيرة إلى أن الجميع لا بد أن يتكاتف لأجل حماية الأطفال من التأثير السلبي للتقنيات الرقمية على عقولهم.