الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

موقع جديد يُخلِّد تراث أحمد زكي.. و"الرؤية" تنفرد بصور من شقته

لم تتمالك نفسها عقب وفاة هيثم أحمد زكي لا سيَّما أنه مات وحيداً، اعتبرته شقيقها أو فرداً من أفراد عائلتها، خصوصاً أنها طالما كتبت عن والده في مجلة الإذاعة والتليفزيون حيث تعمل، أو في برامج شاركت في إعدادها مع أستاذها مفيد فوزي كمفاتيح وحديث المدينة، ومما زاد الوجع في قلبها وسارع باتخاذها لقرار المساعدة في حماية تراث أحمد زكي وابنه، ما أُثير بعد وفاة هيثم من تفريط في التراث المادي للنمر الأسود.

كل تلك الأحداث جعلت الصحفية المصرية هانم الشربيني تهرول لشقة أحمد زكي في المهندسين كأن الأقدار قادتها لتفعل ما كان يجب فعله منذ زمن من حفظ لتراث الفنان الراحل، ليكون ملكاً لمحبيه، في خطوة اعتبرتها في حوارها مع الرؤية مُغايرة تماماً لما تقوم به وزارة الثقافة المصرية في نفس السياق.

موقع لوثائق النمر الأسود

وينطلق خلال أيام موقع الفنان الكبير أحمد زكى، ومن المُنتظر أن يُلقى الضوء على وثائق أحمد زكى وينشر للمرة الأولى خطابات بينه وبين جمهوره، وبينه وبين الفنانين خصوصاً في فترة مرضه الأخيرة، مع سرد وتوثيق لكواليس كثير من الأعمال وكيف جرى الإعداد لها.

وجاء الموقع بمبادرة من الصحفية هانم الشربيني الصحفية بمجلة الإذاعة والتليفزيون التي ترأس تحريره، والتي نشرت أيضاً حلقات متوالية من خطابات الفنان الراحل.

وتقول هانم للرؤية «وجدت أنه من الضروري مُشاركة القراء هذا العالم المُتسع من صور حياة هذا الفنان الذى كانت حياته رحلة كفاح من أجل شيء واحد هو الوقوف أمام الكاميرا وتشخيص حياتنا وأفراحنا وأحزاننا».

تم تدشين الموقع بمساعدة المستشار القانوني بلال عبدالغني وهو محامي رامي عزالدين الأخ غير الشقيق للفنان الراحل هيثم أحمد زكي، والذي آلت إليه كل ثروته، بما فيها مقتنيات الفنان الراحل، والذي قدَّم كل ما لديه من مقتنيات الفتى الأسمر ليظهر الموقع للنور، ويتولى المستشار القانوني رئاسة مجلس إدارة الموقع أيضاً كمحبة منه للفنان الراحل، وإظهاراً لجوانبه الإنسانية.

ملاحظات وسناريوهات

تضيف الصحفية المصرية في حديثها مع الرؤية أن هناك ملاحظات عدة لفتت انتباهها أثناء زيارتها لشقة زكي الكائنة في شارع الحجاز بالمهندسين، منه أنها مُشيدة بتقسيم فندقي، بحيث تجد أن أمام كل غرفة حمام، لتتلاءم مع مزاجية الفنان أحمد زكي الذي كان يهوى السكن في الفنادق.

وتستطرد «الشقة أخذها زكي خصيصاً لكي يسكن فيها مع هيثم، لكنه في الأساس كان يحب العيش في الفنادق لبحثه عن الونس «كما صرَّح في لقاءاته، وأعتقد أنه السبب الذي جعله يُصمم شقته كالفندق».

ملاحظة أخرى لهانم وهي أن النجم الأسمر كان لا يكتفي بسيناريو واحد لأي عمل فكان يقرأ أكثر من سيناريو وأكثر من كتاب يدور حول أي عمل يقوم به، كما كان يحتفظ بسجل صحفي لكل أفلامه.

وتشرح: «مثلاً فيلم العندليب كانت شركة أفلام أحمد زكي قد اشترت سيناريو من المؤلف الراحل عبدالسلام أمين اسمه» حكايتي مع العندليب «إضافة لمشروع آخر سعى فيه من التسعينيات مع الأستاذ مجدي العمروسي، الصديق المُقرب لعبدالحليم حافظ، فيما جاء الفيلم الذي قام ببطولته من تأليف محفوظ عبدالرحمن والذي كان نهاية أفلامه».

«الفاجومي» وحسني مبارك

وكان الفنان الراحل يُحضر لفيلم تحت اسم «الضربة الجوية» يتناول قصة حياة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وحوت شقته أرشيفاً كبيراً عن مبارك، بالإضافة لسيناريو الفيلم، وتحضيرات أخرى وجدتها الصحفية بالإذاعة والتليفزيون عن شخصية الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم الذي كان يُحضر لفيلم يتناول سيرته أيضاً.

مراعاة الخصوصية

وتؤكد هانم أن مشروعها ثقافي بحت يهدف للحفاظ على تراث زكي، دون المساس بحق الإنسان في خصوصيته حتى وإن كان ميتاً، «كل ما يمس حرمة الحياة الخاصة لن أنشره».

خطاب معجب

وتنفرد الرؤية بعرض أحد الخطابات التي وثَّقها الموقع والذي ما زال يُجرى الإعداد له من أحد معجبيه السعوديين، وجاء فيه «إنك فنان جميع العصور فإلي مزيد من النجاح العظيم يا أخي الحبيب يا أحمد أبوكامل (شادر السمك)، تصدق وتؤمن بالله رؤياك بتجعل الشخص يحس بك لأنك إنسان حساس في جميع أعمالك وممكن في حياتك، والملاحظ عليك بأنك إنسان حزين من تعبيرات وجهك وهذه الملاحظة التي جعلتني أحرص على مشاهدة جميع أعمالك يا منتصر (الهروب)، على فكرة عاوز منك رقم هاتف حتى يمكنني الاتصال بك وسماع صوتك يا أخي الحبيب وأرجو منك عدم التطنيش يا أبوحميد».