الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

مسؤولون ومبدعون: الفعاليات الثقافية نافذة دبي للحياة الطبيعية.. والمعرفة قوة الإمارة الناعمة لتنمية المجتمع

دبي شيماء يحيى

وصف مسؤولون في مؤسسات ثقافية ومبدعون، اليوم الأول لعودة الحياة بكامل طاقتها داخل الجهات الثقافية في دبي، باليوم التاريخي الذي ينتظره المثقفون، حيث ستشكل لهم هذه العودة دافعاً قوياً للاستمرارية، وتحفزهم على مزيد من الإنتاج، معتبرين الفعاليات الثقافية نافذة «دانة الدنيا» للعودة إلى الحياة الطبيعية.

وأكد مسؤولون ومثقفون التقيتهم «الرؤية»، أن لاستمرار الحياة الثقافية وانتعاشها تأثيراً كبيراً على استقرار المجتمعات، منوهين بقوة الثقافة الناعمة وقدرتها على منح الحياة قيمة ومعنى يؤثران في السلوك المجتمعي، منوهين بأن رسالة الثقافة تتمثل في تنمية المجتمع ودعم الجهود الوطنية والقضاء على الطاقة السلبية.

ونوهوا بقدرة المشهد الثقافي على استعادة زخْمه الذي تتميز به دولة الإمارات عامة ودبي على وجه الخصوص، مؤكدين أن هذه العودة تنقل المجالات الحياتية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالإمارات إلى مرحلة جديدة، وهي التعايش مع جائحة كورونا، ضمن خطة استراتيجية تتطلب من المجتمع الحفاظ على الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وأشاروا إلى أن القطاع الثقافي من أكثر القطاعات التي استطاعت أن تستثمر، فترة الالتزام بالعمل عن بعد، وأثبتت حضورها وقدرتها على التعامل مع الوضع الذي فرضه الفيروس المستجد.





شحذ الهمم

دعا رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي، العاملين في الحقل الثقافي والفني إلى التركيز على معطيات مرحلة ما بعد جائحة كورونا التي تختلف تماماً عما كانت عليه سابقاً، مشيراً إلى أن التواصل والإعلام الرقمي أخذ منحنى مختلفاً عما كانت عليه قبل الجائحة، لذلك يتوجب عليهم جميعاً العمل بقالب مختلف عما كانوا عليه قبل أشهر قليلة، حيث بات للتكنولوجيا دور رئيسي في حياتنا الثقافية، وهو ما ظهر جلياً في الفترة السابقة.

واعتبر عودة الحياة إلى طبيعتها مؤشراً على حالة الوعي التي يمتلكها المجتمع الإماراتي، إذ لا يمكن أن تنجح هذه الخطوة من دون وجود هذا الوعي، ومن هنا تبرز أهمية عودة المؤسسات الثقافية إلى العمل بصورة كاملة، حيث تقف الثقافة في الخطوط الأمامية في هذه المعركة عبر شحذ الهمم وبث الروح الإيجابية ورفع المعنويات.

وأكد القرقاوي أن كل أشكال الحياة تأثرت بشكل كبير من جائحة كورونا، لكن لولا إبداعات أهل التكنولوجيا «الذكية» لكان الحجر المنزلي مملاً وسلبياً على المستوى النفسي أولاً، وعلى مستوى إدارة الأعمال والتواصل الفعَّال بين البشر.

وأشار إلى أن مجلس إدارة مسرح دبي الوطني استفاد كثيراً من المرحلة السابقة بإطلاق حزمة من المبادرات عبر فضاء برامج التواصل الاجتماعي، وسيتم الاستمرار بها بملامح جديدة تأخذ من أجواء العولمة وعصر الاتصال الاجتماعي أهم عناصر التجديد والابتكار بما يتناسب مع روح العصر.

وأكد أن عودة الحياة لطبيعتها مع أخذ الاحتياطات واتباع التعليمات أولاً بأول، ستدفع عربة الثقافة والإبداع والابتكار إلى آفاق أكثر رحابة واتساعاً.





تنمية المجتمع

وذكرت مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة الثقافة والفنون في دبي، شيماء السويدي، أن لدى كافة العاملين في «دبي للثقافة»، الجاهزية التامة منذ صدور قرار عودة العمل بشكل تدريجي قبل 15 يوماً، مشيرة إلى أن هناك إصراراً من الجميع على ضمان استمرارية الحراك الثقافي بأفضل المستويات في هذه المرحلة، منوهة بأن هذه الخطوة ستبث الحياة إلى المؤسسات الثقافية من جديد، مشيرة إلى أن رسالة الثقافة السامية تكمن في العمل على تنمية المجتمع ودعم جهود الدولة النبيلة وامتصاص الطاقة السلبية.

وأشارت إلى أنه جرى فتح المتاحف بشكل تدريجي، وشملت المرحلة الأولى متاحف الاتحاد والشندغة والمسكوكات، اعتباراً من بداية الشهر الجاري، مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية لحماية العاملين في المتاحف المذكورة وزوارها.

وذكرت أن «الهيئة باشرت الدوام من مكاتبها لجميع الموظفين، مع الحرص على اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية التي تضمن سلامة موظفي الهيئة ومتعامليها، حيث تطبق بروتوكول العودة إلى العمل الذي يتضمن إرشادات احترازية تتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية المتبعة في الأنظمة المماثلة، بما يسهم في تحقيق الاستقرار النفسي وتحسين الشعور بالأمان لدى الموظفين العائدين للعمل».





أداة تواصل

ولأن الثقافة ستظل أداة تواصل قوية سواء على مستوى المشاركة أو نشر الإبداع والروح الإيجابية، أكد نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم علي عبيد، أهمية عودة الحياة إلى المؤسسات مرة أخرى، فالحياة من دون ثقافة تظل قاتمة خالية من أي مبهجات.

وأشار إلى أن الندوة واحدة من أكثر المؤسسات الثقافية التي استطاعت التعامل من أزمة كورونا، وحافظت على دورها في الحياة الثقافية، حيث نفذت العديد من الفعاليات الافتراضية التي شهدتها الفترة الزمنية، خاصة خلال أيام شهر رمضان وما بعده، والتي ضمت عدداً من البرامج والأنشطة الثقافية والفكرية والعلمية التي تم تنفيذها عن بعد، ووجدت إقبالاً ومشاركة كبيرة.

وأضاف أن الندوة وضعت خططها للاستمرار في نشاطاتها الافتراضية حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل، حيث ستتضمن ندوات ثقافية وفكرية، وعروضاً سينمائية ومسرحية، ومعارض تشكيلية افتراضية، وزيارات لفنانين عالمين عن بعد، مشيراً إلى أن نادي الإمارات العلمي سيواصل نشاطه الصيفي عبر ورش متنوعة في مجالات الروبوت والطباعة الثلاثية والكهرباء والإلكترونيات.





آفاق جديدة

يرى الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور محمد حمدان بن جرش، أن أزمة جائحة كورونا فتحت آفاقاً أخرى للحياة الثقافية الإماراتية جعلتها تخرج من الإطار المحلي، فقضت على جغرافية الحدود، لتجعل مثقفي العالم العربي جميعاً على تواصل، وجعلت الفعاليات الثقافية لا تعترف بالحواجز الجغرافية.

وأشار إلى أن عودة الحياة لطبيعتها في دبي تبعث على التفاؤل ويبشر بالخير، فلا شك أن لاستمرار الحياة الثقافية وانتعاشها تأثيراً كبيراً على استقرار الحياة، فالثقافة برأيه على مر الأزمان كانت بمثابة القوة الناعمة المؤثرة على خلق نوع من الإبداع.

وأشار إلى أن الاتحاد يستعد خلال الفترة المقبلة بمجموعة من الملتقيات الثقافية الافتراضية عن طريق تطبيقات الاتصال المرئي والتي يشارك بها نخبة من مثقفي الوطن العربي، ومنها ملتقى أدب الطفل الافتراضي، وملتقى القصة والرواية، ومختبر الإبداع الأدبي الذي يقدم مجموعة من ورش الكتابة الإبداعية، إلى جانب مهرجان كتاب العين الثقافي.





أمل جديد

وأكدت الكاتبة فاطمة المزروعي، أن قرار دبي بعودة العمل بكامل قوته سوف ينعكس بإيجابية على المثقفين، مشيرة إلى أن عودة المثقف إلى حياته الطبيعية سوف تحفزه على مزيد من الإنتاج بعد فترة انقطاع.

وأكدت أن العودة تمثل أملاً جديداً بالنسبة إلى الكتاب وخاصة الجدد، بعد أن توقفت الحياة الثقافية على أرض الواقع ونشطت افتراضياً، لكن حالياً فإن هذه العودة سوف تشكل دافعاً قوياً للاستمرارية بشكل طبيعي والاشتراك في مهرجانات وسباقات دولية.

واعتبرت المزروعي أن القرار يثبت للعالم قدرة دبي على تجاوز المستحيلات، عبر مواجهة هذا المرض بقوة من خلال اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، مؤكدة أن المجتمع متعطش لرؤية أعمال فنية جديدة والاطلاع على إنتاجات المبدعين في أجوائها الطبيعية.

ونوهت بتطلعها إلى مشاهدة الكثير من الفنون البصرية والتشكيلية، وافتتاح المزيد من المتاحف، والاطلاع على تجارب جديدة، وحضور فعاليات ثقافية من معارض للكتب وورش تدريبية، وتوقيعات للكتب وقوافل ثقافية.