الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

كُتَّاب وفنانون: «قصتي» يضع الإمارات في صدارة دراما الشخصيات الاستثنائية

سلمى العالم ـ دبي

وصف كُتَّاب وفنانون وصناع دراما، البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»، المستوحى من كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالعمل الاستثنائي الذي يقدم سرداً ممتعاً يحتفي بقصة بناء الإمارة الباسمة في عمل فني متكامل يلبي نهم المشاهدين للمعرفة.

وأكد صناع دراما وكتاب في استطلاع أجرته «الرؤية» أننا بحاجة إلى مثل هذه الأعمال التي تنقل قيماً إنسانية وشخصية وتاريخية وتبرز الهوية للأجيال الحالية التي افتقدت هذه النوعية من الأعمال الدرامية الوثائقية التي تحكي عن قادة دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، منوهين بأن تحويل الكتاب لعمل درامي يوسع قاعدة القراء، وفي الوقت نفسه تساعد مثل هذه البرامج على ترسيخ المعلومة في الذاكرة الجمعية والبصرية، على عكس الكتاب الذي يرسخ المعلومة في الذاكرة الجمعية فقط.

وأشاروا إلى أن أمام الإمارات فرصة لتبوُّء صدارة المشهد الدرامي العربي بدبلوماسية ناعمة، عبر توظيف الشخصيات الاستثنائية التي حقَّقت نقلة في تاريخ الإنسان والمكان في أعمال درامية توثيقية، لا سيَّما إذا كانت على منوال هذا البرنامج الذي يراعي إيقاع العصر السريع، حيث تأتي كل حلقة من الحلقات الـ50، في 7 دقائق تقريباً، وهو ما يلبي حاجة المشاهد المعاصر الذي أصبح أكثر إلحاحاً وميلاً لقصر واختصار اللقطات.





سرد ممتع

اعتبر الكاتب الإماراتي خالد الجابري، تحويل الشخصيات الاستثنائية إلى عمل درامي توثيقي من الأعمال الصعبة، فما بالنا إذا كانت هذه الشخصية هي شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مؤكداً أنه يعلم جيداً أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى مجهود جبار كونها تقدم سرداً ممتعاً يحتفي بقصة بناء دبي ودولة الإمارات، حيث تمزج أحداثها بين الاقتصاد والسياسة والفلسفة والثقافة والتاريخ والشعر والفروسية والحب والطموح في عمل فني متكامل يلبي نهم المشاهدين للمعرفة.

ونوَّه الجابري بأن تحويل الكتب لعمل درامي يوسع قاعدة المتابعين، لا سيَّما أن من يقتنون الكتب شريحة معينة من الناس، مؤكداً أنه يعلم جيداً أن هذا العمل مثّل تحدياً على كل من: المخرج والفنان في تجسيد الشخصية الاستثنائية التي أثَّرت في الملايين.

واستشهد على صعوبة تجسيد الشخصيات القيادية بالفنان المصري الراحل أحمد زكي الذي أبدع في تجسيد شخصية الرئيس المصري محمد أنور السادات بفيلم «أيام السادات»، على الرغم من صعوبة تجسيد هذه الشخصية على أرض الواقع.





فاتحة خير

ترى المؤلفة المسرحية باسمة يونس، أننا بحاجة إلى مثل هذه الأعمال التي تنقل القيم الإنسانية والشخصية والتاريخية إلى الشاشات، فضلاً عن إبراز الهوية للأجيال الحالية التي افتقدت هذه النوعية من الأعمال الدرامية الوثائقية التي تحكي عن قادة دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه بفضل إنجازاتهم العظيمة.

وأشارت إلى أن توظيف الشخصيات الاستثنائية الرائعة، التي حقَّقت نقلة في تاريخ الإنسان والمكان، إلى أعمال درامية توثيقية سيعطي الإمارات الفرصة للسيطرة على المشهد الدرامي التلفزيوني بدبلوماسية ناعمة، من باب القيمة الإنسانية والفكر بعيداً عن باب الدراما التي لا تستهدف سوى الترفيه، مشيرة إلى أنها تنتظر أن يكون هذا العمل الرائد فاتحة لتحويل المزيد من قصص شخصيات تاريخية إماراتية إلى أعمال درامية.

وأكدت أن طبيعة العمل ونمطه المكون من 50 حلقة، والتي تبلغ مدة كل منها 7 دقائق تقريباً، نجحت في تلبية حاجة المشاهد المعاصر الذي أصبح أكثر إلحاحاً وميولاً لقصر واختصار اللقطات، مؤكدة بأن هذه السمة قد نجحت في تحقيق موازنة بين نمط الكتاب الذي جاء بصورة مدونات ليوميات سموه وطبيعة المحتوى المرئي على الشاشة.

وحول صعوبات مواقع التصوير والديكور المخصص للأعمال التاريخية الوثائقية، قالت إن الصعوبة تكمن في اختيار الشخصية الاستثنائية بغض النظر عن صعوبات الإنتاج من تجهيزات ديكور المكان وخلافه، الذي أصبح من السهل تجاوزه من خلال التقنيات التكنولوجية الحديثة.



إنتاج خاص

وأفاد المنتج والمخرج علي المرزوقي، أن مثل هذه الأعمال التلفزيونية تحتاج إلى إمكانات إنتاجية خاصة جديدة لا سيَّما أنها تستخدم أسلوباً درامياً مبتكراً حتى يتمكن العمل من محاكاة ما قدَّمته شخصية حفرت اسمها بحروف من نور في صفحات التاريخ، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال تحظى بنسب مشاهدة عالية لأنها تكون أقرب للواقع، وتتسم بجودة عالية من حيث الأحداث والسياق القصصي كونها مبنية على جهد بحثي يبذله الكاتب أو الشخصية التي يجري تقديم خلاصة تجاربها.

ولفت إلى أن إنتاج أعمال وثائقية مشابهة، يحتاج، عادةً، كبرى شركات الإنتاج، كونها تحتاج لميزانيات ضخمة وتصاريح وأذونات، فضلاً عن الحاجة الماسة لكتّاب سيناريو يحولون هذه الكتب لسيناريو قابلاً للتطبيق على الشاشات.





الذاكرة الجمعية والبصرية

ويرى رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي، أن أسلوب التفاعل مع الكتاب أو الرواية تختلف عن أسلوب التفاعل مع الدراما، حيث يعمل النصف العاطفي من الدماغ البشري عند مشاهدة عمل درامي، ما يجعل المعلومة ترسخ بالذاكرة الجمعية والبصرية، على عكس قراءة الكتاب التي ترسخ بالذاكرة الجمعية فقط.

وقال: كل الأفلام التي تم إنتاجها من شركات إنتاج كبرى مستوحاة من روايات وكتب، إلا أن معادلة الرواية تختلف من ناحية المعالجة البصرية، ولا شك أن الدراما التوثيقية لها معادلات خاصة تؤثر على الجمهور بشكل جيد، إلا أن الكتاب يبقى أكثر ديمومة على مر العصور، في حين يلبي العمل الدرامي رغبة شريحة أكبر من قراء الكتب، حيث يبقى وثيقة وطنية بعد سنوات.

وتابع: تتخذ كتب القادة عند تحولها لأعمال درامية بُعداً سياسياً وتفسيرياً لدى الناس، فعندما نتمعن بنموذج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عندما نقرأ قصته نتوصل لخلاصة فكرة قائد استثنائي شق طريقه نحو معرفة العالم والحياة بالتجربة والتعلم والتبصر والتأمل، لتشكل هذه التجارب لَبِنات في شخصية القائد ورجل الدولة الذي يجد نفسه مستقبلاً أمام اختبارات وتحديات ومفترقات طرق تستدعي اتخاذ قرارات حاسمة، مغلباً فيها مصلحة الوطن والشعب على أي مصلحة أخرى.