الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قدور فتة العجر ..نكهة تراثية تجمع الباذنجان بالبطيخ والفلفل على المائدة الفلسطينية

في أجواء فريدة يجتمع الكبار مع الشباب والصغار، تتوسطهم قدور من الفخار وخضراوات يجري اختيارها بعناية ضمن كميات لتحضير أحد الاكلات التراثية الشعبية التي يُشتهر بها أهالي المحافظات الجنوبية في قطاع غزة وشمال سيناء منذ الأجداد، وتحمل أسماء عدة أكثرها غرابه «لصيمة» والمتعارف عليه فتة عجر.





وتعود جذور هذه الأكلة إلى البادية ويطلقون عليها اسم المُليلة ومن ثم انتقلت إلى الحضر والبدو، وتتكون هذه الأكلة من بطيخ غير ناضج معروف بـ(العجر)، وحبّات الباذنجان، ويضاف إليها الطماطم والفلفل الأخضر وزيت الزيتون البلدي ويرافقها البصل الأخضر والثوم.

ويقول عمار الأسطل والذي دأب على تحضير هذه الأكلة: يبدأ موسم فتة العجر منذ منتصف شهر أبريل حتى منتصف شهر يوليو من كل عام، ما يجعلها من الأكلات الموسمية التي توارثناها من الأجداد وبات كل شخص يمتلك نمطاً وأسلوباً مختلفاً عن الآخر في تحضيرها وجلستها، فالبعض يفضِّلها وقت المساء لتناولها فيما يفضل آخرون تناولها وقت الظهيرة.





وأوضح أن فكرة شواء البطيخ العجر «غير الناضج» وفته مع الخبز المدفون في رماد النار أتت من وحي الطبيعة دون وجود أسباب محددة لاختيار هذه المكونات والطريقة، ومع مرور الوقت تم إدخال عناصر على الأكلة لتصبح أكله تراثية بشكلها الحالي والتي تحتوي على الخبز المدفون والعجر والطماطم وبجانبه البصل والفلفل الأخضر، ويعد زيت الزيتون أحد العناصر الأساسية الذي يعطي طعماً مغايرا

وأشار إلى أن لفتة العجر أسماء عدة، حيث يقول عنها البدو «مله» مستوحاة من مله في النار يعني تم وضعه في النار، وآخرون يقولون عنها قطاعة ولصيمه كونها أكله ثقيلة على المعدة وتحتاج لوقت لتُهضم.





من جانبه يقول خليل المجايدة، إن فتة العجر تسمى لقمة المسافر، حيث تصبره على الجوع لفترة طويلة، وهي أكله متعارف عليها لدى الحضر والبدو ولكل شخص طريقة في إعدادها ولكن جميعهم يشتركون في وجود العجر كمكون أساسي لإعدادها ولكل شخص الحرية في الإضافات.

وأشار إلى أن «فتّة العجر» تحتاج إلى جهد ومشاركة مجموعة من الأشخاص لمتابعة طرق عملها من شواء العجر وتقطيع الطماطم والفلفل وتجهيز العجينة في النار إلى حين وضعها أمام الضيوف لأكلها، وكل ذلك في سبيل إنجاز أكلة فلسطينية تراثية بدوية.