مثل كل عام في هذا التوقيت من السنة ينتظر عشاق الفاكهة المحلية «الهمبو» أو ما يٌعرف بـ«البمبر» بفارغ الصبر موسم هذه الفاكهة، وعلى الرغم من حرارة الجو والرطوبة الخانقة إلا أن هذه الفاكهة الصغيرة تلفت انتباه الزائرين للسوق.
وبحسب عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إبراهيم الجروان، ارتبط «البمبر»بفصل الصيف حيث يمتاز بحجمه الصغير وطعمه اللذيذ كما وقد اقترن في الماضي بألعاب الطفولة ومغامرات المراهقين وجلسات الشباب والرجال تحت الأشجار الوارفة.
وتنتشر شجرة الهمبو في العديد من الدول العربية بأزهارها البيضاء وأوراقها المتساقطة، حيث يستخدم خشبها لأنه متوسط الصلابة وفي أفغانستان يستخدمون هذه الفاكهة لصناعة أنواع مختلفة من «الآجار».
وتفصيلاً ذكر الجروان أن في شهر يونيو يبدأ موسم نضوج ثمار «البمبر» وهي من الثمار التي يعشق أكلها كبار السن من الرجال والنساء في دول الخليج العربي خاصةً بعد وجبة العشاء لأسباب وتقاليد متوارثة.
وتزرع هذه الشجرة في تربة جيرية عن طريق الجذور التي تنقع في الماء البارد لمدة تصل إلى 6 ساعات تقريباً، ثم يتم زراعتها في حفرة صغيرة، وتتيح الشجرة متعة الجلوس في ظلها، فهي تسر الناظرين، فإذا أزهرت فلأزهارها العبقة رائحة تملأ الأرجاء، ويمكن اعتبارها بمثابة رمز من رموز الطبيعة الخلابة، وتتميز الشجرة بسرعة نموها إلى حد ما.
وكان البمبر يستخدم في الطب القديم للعديد من الوصفات الطبية باعتبارها مقوياً للجسم، وتزيد من نشاط وحيوية الجسد كما تساعد في تنظيف الأمعاء والبطن من الديدان المختلفة، حيث تشكل بطانة لجدار المعدة نتيجة المادة المخاطية اللزجة والتي تقوم بحمايتها من القرحة والأمراض، وتنظيم عملية الهضم.
وأضاف يساهم «البمبر» في علاج أمراض الربو والسعال والقضاء على مشاكل البطن وقرحة المعدة من خلال الشاي الذي يصنع من أوراقه الجافة.
من جهته قال أحمد الحوسني، موظف، أن الكثير من المواطنين يحبون «الهمبو» لارتباطه بذاكرتهم في الطفولة، ولكن هناك من يكرهه بسبب لزوجة طعمه على الرغم من احتوائه على العديد من المعادن والفيتامينات.
يذكر أن «البمبر» تغنى بها فنانو العرب قديماً، حيث اشتهرت أغنية للفنان خالد الشيخ عام 1983، أطلق عليها اسم «البمبره»، وحقَّقت نجاحاً لافتاً والتي تقول كلماتها البسيطة التي تعبر عن معاناة إحداهن مع زوجها وشوقها إليه:
"أبكي على البمبرة وأبكي على التينة
وأدعي على من ذبح قلبي بسكينه
البمبرة تشتكي من فرقته سنين
حتى دمعها الخضر يبكي بليا عين.