الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«أحلام اليقظة» وصفة سحرية لتحقيق الأهداف والإنجازات

ما بين هوس إدمان الهروب من الواقع عبر أحلام اليقظة ودورها في التحفيز على تحقيق الأهداف، خرج خبراء في علم التنمية البشرية بدعوات تُنادي بأهمية تطبيقها بشكل منهجي يساعد على تحويل الحلم إلى واقع.

ونصحت خبيرة التنمية البشرية المتخصصة في الثراء مريم الدخيل بالاستفادة من الخيال كمحفز لخدمة أهدافنا ورسالتنا في الحياة من دون توقعات قد نصطدم بها في الواقع.

ولكنها نبهت إلى أنها قد تتحول إلى عامل مدمر في حال الإدمان على الاستمتاع بها دون القيام بعمل يترجم محتواها.

وطلبت بتطبيق تمرين «التجلي» الذي بموجبه يظهر الهدف أو الحلم على أرض الواقع بعد الشعور بذبذبات عالية من البهجة والسعادة والمرح.

يعتمد التمرين على فكرة تخيل حياتك المستقبلية من كل الجوانب «عمل، حب، روحانية، ثقافة، مال.. إلخ» شريطة الاستماع إلى الأغنية المفضلة التي تحبها.

من جهتهم نصح خبراء في علم النفس والاضطرابات السلوكية بضرورة الحصول على استراحة نفسية عند الشعور بالقلق أو الاضطراب عبر الاستمتاع بأحلام اليقظة التي تعمل على التخفيف من حدة الاكتئاب وتخفض من التوتر وتدعم الصحة النفسية والجسدية.

وتنشأ الصور الخيالية كعرض مشوق لأحد الأفلام ينسجها الدماغ لدوافع باطنية.

واعتبر اختصاصي الطب النفسي عادل الكمالي أن أحلام اليقظة وسيلة يلجأ إليها المراهقون والشباب بغرض تحقيق أحلامهم التي من الصعب تجسيدها على أرض الواقع، وهي عادة تحدث خلال ممارسة الأعمال الروتينية كالرياضة أو عند الشعور بالتوتر.

وتابع أن أحلام اليقظة عبارة عن نوع من التنويم المغناطيسي لكن على مستوى أقل، حيث يواجه الإنسان خلال هذا النوع من الأحلام مستوى أدنى من الإجهاد والتوتر، ما يجعلها أمراً صحياً، محدداً فوائدها ممثلة في تمرين الدماغ، لأن عملية تخيل المستقبل تعد شكلاً معقداً جداً للتفكير، ما يساعد على تحسين لياقة المخ، وتحقيق اليقظة الإبداعية، فهناك الكثير من النجوم والمشاهير الذين وصلوا إلى الشهرة والإبداع عبر هذه الأحلام التي حفزتهم على تحقيق ما يريدونه.

كما تعمل على تحسين الذاكرة التي تعد المكون المعرفي الأكثر تأثيراً في تنشيط المعلومات داخل المخ للإدراك البشري. وأبانت الدراسات أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المستويات العالية من الذاكرة وأحلام اليقظة.

ونبَّه إلى عدم الإسراف في ممارستها لأنها قد تستنفذ الطاقة النفسية، ما يؤدي إلى عجز الإنسان في النهاية عن تقبل واقعه أو العيش فيه.

وحسب رأيه أن الأحلام نوعان: الإيجابي الذي يتضمن رؤى متفائلة، والثاني القلق الذي قوامه أفكار وصور قاتمة وشعور بالندم والفشل.

وجزم بأن أحلام اليقظة هي مفتاح الإبداع الأول، فالمبدعون والفنانون مارسوا لعبة أحلام اليقظة بمهارة فائقة شريطة ألا يتحول الحلم إلى مخدر يتم الاستمتاع به دون القيام بعمل يترجم محتواه إلى أهداف قيمة.