الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

دراما السيرة الذاتية تصطدم بملائكية الكتابة وصورة الفنان الوردية

يشهد الموسم الدرامي الرمضاني المقبل 2021 عودة مسلسلات السيرة الذاتية، وذلك بعد إعلان الفنان محمد رمضان تجسيد بطولة مسلسل «الإمبراطور»، الذي سيدور حول السيرة الذاتية للفنان أحمد زكي.





فيما أعلن الكاتب مصطفى محرم عن مشروع مسلسل عن قصة حياة الفنان الراحل محمد فوزي، حيث قال المؤلف إنه في مرحلة الكتابة، وأن الفنان سمير صبري عرض إنتاج المسلسل فنياً، وينتظر الاستقرار على الجهة المنتجة للمسلسل عقب انتهائه من كتابة العمل.



كما نشرت الفنانة بشرى صوراً لها استعداداً لتجسيدها دور الفنانة العالمية داليدا، إلا أنها أكدت أنها صور قديمة لبروفات أجرتها قبل عدة أعوام، وأنها لم تتعاقد مع أي جهة حول المسلسل إلا أنها أجرت عدة مناقشات مع مؤلفين متحمسين لكتابة المسلسل.



وتواجه مسلسلات السيرة الذاتية للفنانين العديد من الانتقادات، فرغم تجسيد السيرة الذاتية للكثير من الفنانين منها مسلسل «الشحرورة» عن قصة حياة الفنانة صباح، و«أنا قلبي دليلي» عن قصة حياة الفنانة المصرية ليلى مراد، و«السندريلا» عن قصة حياة سعاد حسني، و«العندليب» عن قصة حياة الفنان عبدالحليم حافظ، إلا أن أغلب هذه المسلسلات لم تلقَ النجاح المرجو منها لأسباب مختلفة.



قال الناقد الفني رامي متولي إن مسلسلات السيرة الذاتية في الوطن العربي تعاني من أزمة الكتابة، فالكتاب يصطدموا بصورة الفنان لدى جمهوره ولذلك تكون الكتابة في إطار ملائكي لا يريد أن يصطدم بهذه الصورة، ما يسبب عدم تصديق الجمهور للمسلسل.



وأضاف رامي أن مسلسلات السيرة الذاتية بداية من مسلسل «أم كلثوم» تعاني هذه الأزمة، ولكنه حقق النجاح استناداً إلى حب الجمهور لأم كلثوم نفسها، مشيراً إلى أنه إذا وضع في موقف اختيار بين مسلسل أم كلثوم وفيلم «أم كلثوم» الذي قامت ببطولته الفنانة فردوس عبدالحميد فسيختار الفيلم رغم فقره الإنتاجي إلا أن الفنانة فردوس عبدالحميد حاولت أن تظهر الجوانب الشخصية المختلفة لأم كلثوم، بينما الفنانة صابرين كانت تقلد الصورة التي يعرفها الجمهور عن أم كلثوم.



وأوضح أن نجاح الأعمال الفنية المستندة على قصص السيرة الذاتية في الغرب راجع إلى أن التجسيد لا ينتظر موافقة الورثة الذين يرغبون في ظهور العمل في أحسن صورة عن الفنان، على عكس ما يحدث في الوطن العربي.

بينما يرى الناقد أندرو محسن أن أزمة الأعمال المعتمدة على السيرة الذاتية في الوطن العربي هي الكتابة والاعتماد على الصورة الظاهرية للفنان، مشيراً إلى أن أبرز مثال لذلك مسلسل «أبو ضحكة جنان» عن قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين، فرغم أن البطل، وهو الفنان أشرف عبدالباقي، ممثل متمكن إلا أنه اعتمد أسلوب إسماعيل ياسين أمام الكاميرا طوال المسلسل، وهو أمر غير معقول لأن إسماعيل ياسين لم يكن يتحدث بعيداً عن الكاميرا كما هو أمامها بنفس الحركات والأسلوب.



وأضاف محسن أن هناك أزمة في أن تكون حياة النجم بها من الدراما ما يمكن أن يتحمل أن يتم تناوله في 30 حلقة، مشيراً إلى أن الكثير من النجوم حياتهم ليست بها أحداث تكفي لتغطية الحلقات، وهو ما يستدعي تكبير دور العديد من الشخصيات الهامشية لتغطية الأحداث.

الناقد الفني مصطفى الكيلاني أكد أن الكتابة للمسلسلات تعتمد على الصورة الملائكية للفنان، ولا يقدم صراعاته أو خلافاته، مشيراً إلى أن المسلسل الوحيد الذي اعتمد الصورة الملائكية للشخصية ونجح كان مسلسل «أم كلثوم» وذلك لأن كاتبه هو الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، الذي حقق بفيلم عن جمال عبدالناصر وهو «ناصر 56» أعلى إيرادات في وقتها.

ونوه الكيلاني بأن مسلسلات السيرة الذاتية في الوطن العربي لا تأخذ حقها في الكتابة والإعداد، وهو ما يقدم الشخصيات باهتة، فلا يمكن أن أقول هذا الموسم إنني سأقدم الموسم القادم مسلسل عن الشخصية الفلانية، لأن هذه المسلسلات تحتاج إلى قراءة للأحداث التاريخية المرتبطة بالفنان، وكذلك رؤية تسجيلات له خارج الكاميرا لمعرفة كيف يتحرك ويتعامل بعيداً عن الكاميرا.