السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ابتهاجاً بفتح المساجد.. مصريات يصنعن ويوزعن «الأرز بلبن» على المارة

«الست جارتنا بتوزع رز بلبن بمُناسبة فتح المساجد»، «ماما عملت رز بلبن ووزعته عشان فرحانة بفتح المساجد تاني»، عبارات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بعد قيام مصريات بصنع أطباق من الأرز بلبن وتوزيعها على المارة والمُصلين ابتهاجاً بإعادة فتح المساجد في مصر وفقاً لتدابير احترازية.

وعبّرت مصريات عن فرحتهن بتوزيع أطباق الأرز بلبن، كطقس مُتداول وقديم يقوم به المصريون حال النذور أو طلباً للفأل الحسن، أو ابتهاجاً بحدث ديني كمولد النبي الكريم، أو تقرباً لأولياء الله الصالحين في الموالد وغيرها.

وارتبط هذا الطبق تحديداً بالخير والبركة، و«النصوع» والبياض المُستمد من اللبن، ورغم كونه ليس من الأطباق المصرية الأصيلة حيث دخل لمصر في العصر العثماني في القرن الـ15 الميلادي، فكان يُوصف من قِبل الأطباء الأتراك كأكلة لعلاج مُشكلات المَعدة، إلا أن المصريين اعتبروه من أطباق الحلويات وأضافوا إليه المكسرات، ووضعوا فيه روح الوصفة المصرية في الطهو.

عادة

مُنذ صغرها كانت نادية (61 عاماً) ترى والدها إمام المسجد يصنع أطباقاً من الأرز بلبن بنفسه في المناسبات الدينية، أو في مولد الحسين، ليقوم بتوزيعها على المارة، وكانت تلك عادة سنوية يقوم بها، بخلاف توزيعه أرغفة الفول النابت أو فتة اللحم في بعض الأحيان، على رواد المساجد، وكان دائماً ما يخبرها أنها وسيلته لدرء الشرور والأذى عنها وشقيقاتها.

واستمر الحال كذلك لسنوات طويلة ترى فيها والدها يصنع بنفسه عشرات الأطباق من الأرز بلبن ويوزعها على الجيران والمارة.

وتمر السنوات وتقوم نادية بذلك أيضاً، لكن مع مرور السنوات وكِبر سنها لم تعد تفعل تلك العادة سوى نادراً.

وتقول لـ«الرؤية» «كنت أهتم دائماً بتوزيع الأرز بلبن في كل المناسبات الدينية كمولد الرسول الكريم، لكنني في بعض الأحيان كنت أتكاسل مع كِبر السن، فكنت أقوم بتوزيع بعض النقود على الأطفال».

لكن كان لإعادة فتح المساجد مرة أخرى معزة أخرى لديها، فكان المارة في شارع «المدبح» بالجيزة على موعد مع وجبة شهية من أطباق الأرز بلبن، صنعتها هي بنفسها ابتهاجاً بإعادة فتح المساجد مرة أخرى.

وعن ذلك تقول «أعيش بمفردي بعد وفاة زوجي، وكان صوت الأذان أنيسي، كان اليوم يمر لا أعرف مواعيد الصلاة، ولا أفرق الليل بالنهار، بعد قرار إعادة فتح المساجد، وقفت بالمطبخ لصُنع الأرز بلبن، واستعنت بأبناء الجيران لتوزيعه على المارة والمُصلين بالمسجد، لتكون أيامنا القادمة بيضاء كاللبن، دون خسارة أحد منا، وتقرباً لله ليرفع عن الوباء والبلاء».