السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

المواهب التمثيلية للأطفال.. إمكانات تهدرها الدراما المحلية.. وفنانون: غياب النصوص وافتقاد الدورات التدريبية وراء الظاهرة

المواهب التمثيلية للأطفال.. إمكانات تهدرها الدراما المحلية.. وفنانون: غياب النصوص وافتقاد الدورات التدريبية وراء الظاهرة

أكد مخرجون وفنانون إماراتيون أن غياب برامج دعم مواهب الأطفال الدرامية وأزمة النصوص غيبتا الأطفال عن الأدوار البطولية والرئيسية في الدراما الإماراتية عموماً، موضحين أن الظاهرة تعكس ، في واحدة من أبرز سلبياتها، افتقار النصوص المكتوبة لقضايا الطفل التي تجب معالجتها مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً، عبر أعمال درامية قادرة على طرحها ومناقشتها.

وشددوا على ضرورة تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وجلسات تعريفية للأطفال، يتلقون خلالها أسس وقواعد التمثيل على أيدي خبراء متخصصين، فضلاً عن ضرورة تطويع الكُتاب لأدواتهم في إعداد النصوص لتشمل أدواراً رئيسية للأطفال تسمح لهم بالظهور واتخاذ مواقعهم على الساحة أسوة بالسينما والدراما المصرية.

وطالبوا بتنشيط مسرح الطفل بإتاحة فرص حقيقية للأطفال في نتاجه، وليس فقط متابعة أعمال موجهة لهم يصنعها الكبار، فضلاً عن المسرح المدرسي الذي يعد منصة حقيقية لتعزيز مواهب التمثيل لدى شريحة أوسع من الأطفال، واكتشاف قدراتهم وإبداعاتهم، ما يعود بالنفع على الساحة الفنية التي تحتاج إلى ضخ دماء جديدة تتمثل في بناء أجيال إماراتية ناشئة محبة للفنون والمسرح والسينما والدراما، ومتمكنة من أدواتها الأدائية والتمثيلية.







خفض الكلفة

وقال الفنان والمخرج الإماراتي عبدالله صالح: إن عدم تواجد نجوم أطفال في الدراما والسينما يعود إلى العمل وقصته، مبيناً أنه إذا كانت القصة لا تحتوي على مشاهد تقتضي ظهور أطفال فذلك سيوفر الوقت ويخفض الكلفة الإنتاجية، لعدم وجود وقت كافٍ لتدرب الأطفال كي يصبحوا نجوماً.

وأضاف أن الدراما في الكويت التي تابعها العام الماضي كان تحفل بعدد لا بأس به من الأطفال، ومن هذه الأعمال المسلسل الكويتي «الديرفة».







افتقار النصوص

وأوضح المخرج عارف الطويل أن غياب الأطفال عن الدراما يعكس افتقار النصوص المكتوبة وعدم معالجة قضايا الأطفال في المجتمع درامياً عبر الصغار أنفسهم، ويجب التوجه ولفت نظر الكتاب إلى هذه القضية، وتنشيط مسرح الطفل لتعزيز موهبة التمثيل لدى شريحة أوسع من الأطفال ودعمهم، ورعاية وتشجيع الموهوبين منهم.



طابع تجاري

المخرج المسرحي جسار قدور يرى أن الأعمال والطابع التجاري الذي غلب على الأعمال الدرامية في السنوات الماضية، أصبح أقل حاجة لوجود أطفال موهوبين أو إنتاج عمل يعتمد في صيغته الكلية على قصة محورها طفل.

وأضاف أن القائمين على صناعة الأعمال من مخرجين أو منتجين، يبتعدون عن العمل مع الأطفال لخصوصيته وصعوبته ومعرفتهم بظروف إنتاجية الأعمال التي غالباً ما تطول لساعات طويلة وغير منظمة من التصوير.

وذكر قدور أن الأطفال الموهوبين يحتاجون لتدريبات متخصصة حول الوقوف أمام الكاميرا، ليكونوا جاهزين لخوض غمار عملية التمثيل درامية كانت أو سينمائية.





نجوم بلا دعم

وأشار الفنان الإماراتي حمد الكبيسي إلى أنه لا يوجد دعم لأي ابتكار أو تشجيع للأطفال حتى يصنع منهم نجوماً يثرون الدراما والسينما الإماراتية، مضيفاً أن الكثير من نجوم الوطن العربي يفتقدون الدعم، فكيف سيتم دعم أطفال في الدراما إذا كان الكبار بلا دعم.

ونوه بأنه عندما كانت التلفزيونات تدعم الأطفال كان هناك اهتمام بالفنان الإماراتي الكبير والصغير، لكن الآن تتم الاستعانة بالفنان الخارجي من أجل دفن الفنان الإماراتي، ولذلك لا عتب على عدم وجود نجوم أطفال في الدراما الإماراتية.







خارج الحسابات

المخرج الإماراتي خالد علي أكد أن آخر عمل قدمه كان فيلم «الليلة» وضم فتاتين وصبياً واحداً، وكانت الشخصيات الكبيرة في العمل مساندة للأطفال، لأن البطولة كانت للطفل، مبيناً أن النصوص المقدمة للدراما والسينما لا تعطي الأطفال أدواراً ولا تضعهم في حسابات النص.

وذكر أن العمل مع الأطفال متعب جداً لأن الطفل يجب أن يتم التعامل معه حسب قدراته العقلية والفكرية والنفسية، لأن طاقته على الصبر بسيطة جداً للبقاء في كواليس التصوير ويجاري عمليات التحضير.







بطولة الصغار

وأرجع المخرج الإماراتي علي جمال غياب الأطفال عن الدراما والسينما المحلية، إلى نوعية النصوص التي تكتب، لأن الكاتب عندما يشرع في كتابة النص لا يستحضر الطفل في حكايته حتى يكون بطل القصة، مبيناً أن هناك أعمالاً تنجح وتتميز وتكون بطولتها لطفل، فيقوم الكُتاب بعمل نصوص على سياق هذا العمل الذي كان الطفل بطله.