السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«اليوم العالمي للقبلة» يتحدى كورونا

يحتفي اليوم العالمي للقبلة الذي يوافق 6 يوليو بالدور الذي تلعبه في الثقافات والمجتمعات المختلفة، يذكر الناس بما تفعله القبلة من مودة ورحمة بين الأصدقاء والأقارب والمحبين وأفراد الأسرة، وحتى مع الكائنات الأخرى.

ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل تقييد وإجراءات العزل الاجتماعي والتباعد الذي حرم الكثيرين من التعبير عن مشاعرهم وامتنانهم بالطريقة التي ألفوها طوال حياتهم.

وتاريخياً، فإن بريطانيا هي أول من احتفل باليوم الدولي للقبلة في القرن الـ19، بينما أقرته الأمم المتحدة منذ 20 عاماً تقريباً.

وتعد القبلة على الخد بمثابة تحية في بعض المجتمعات، بينما تشير في مجتمعات أخرى إلى صلة القرابة التي تربط بين الشخصين، وأروعها قبلة الجد للحفيد بما تحمله من محبة وحنان.

ويعد الفرنسيون والإيطاليون أكثر الشعوب الأوروبية استخداماً للقبلة في الترحيب، ولعل ذلك يفسر جزئياً الانتشار الكبير لوباء كورونا في هذين البلدين قبل السيطرة عليه بالتباعد الاجتماعي.

في التاريخ الحديث، وقبل شيوع الكتابة كانت القبلة بمثابة توقيع أو بصمة أو تعهد بالتنفيذ على أية معاملة.

وتبين الدراسات الحديثة أنه ما قبل عصر كورونا، كان 5% من الناس فوق سن 45 سنة، يقبلون غيرهم 31 مرة أسبوعياً في المتوسط.

وأوضحت دراسة كندية أن القبلة تستهلك 6.4 سعرة حرارية في الدقيقة، ويؤدي التقبيل إلى تحفيز ما يقرب من 100 مليار خلية عصبية وإفراز هرمونات السعادة الدوبامين والسيروتونين إلى جانب الأدرينالين وزيادة ضربات القلب وضبط ضغط الدم المرتفع.

وتلعب القبلة دوراً مهماً في الدعم الإيجابي عندما يستثمرها الأبوان في تشجيع الأبناء على سلوك إيجابي.

وتكتسب القبلة معاني اجتماعية مختلفة ودلالات متعددة، فالقبلة على الرأس تعنى «الاعتذار»، وتقبيل اليدين دليل التوقير والإجلال والاحترام، ووضع القبلة على الكتف، معناها اعتراف بالفضل.

القبلة تعبير عن الحب، أو الحنان، عن الأخوة أو الصداقة، إشعار بعودة حبيب أو إنذار بغيابه في لحظة وداع، هي بصمة المودة والإخلاص للمحبين.

أول قبلة في السينما كانت في فيلم «القبلة» عام 1896، وأثارت أيامها ضجة هائلة. ونفس الضجة وأكثر تكررت في السينما العربية بين فاتن حمامة وعمر الشريف، والضجة نفسها أثارها فيلم «أبي فوق الشجرة» بطولة عبدالحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت أمين.

قصاص أمير الشعراء

ويطالب أمير الشعراء أحمد شوقي بالقصاص

"وقال جرحت بوقع الشفاه

خدودي وذنبك لا يحتمل

فقلت أنت جرحت الحشا

وأدميته بسهام المُقَل

وفي الشرع أن الجروح قصاص

جُرح بجرح حكم عدل".

بينما لا يعتقد بعض الشعراء أن القناعة كنز لا يفني مثل يزيد بن معاوية الذي قال "وقبلتها تسعاً وتسعين قبلة

مفرقة بالخد والكف والفم" وجاراه في الاتجاه والإحصاء امرؤ القيس

"فقبلتها تسعاً وتسعين قبلة

وواحدة أخرى وكنت على عجل"

شجاعة

ويعتبر الفارس والشاعر عنترة بن شداد القبلة محفزاً للحماس والشجاعة

"وددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم".

ويرى الشاعر ابن خفاجة أنه من أجل عين تكرم 1000 عين فيقول

"وَقَبَّلتُ رَسمَ الدارِ حُبّاً لِأَهلِها وَمَن لَم يَجِد إِلّا صَعيداً تَيَمَّما"

بينما يعبر البحتري عن انتهازية محببة بين العاشقين

"وَثَنى خَدَّهُ إِلَيَّ عَلى خَوفٍ

فَقَبَّلتُ جُلَّناراً وَوَرداً".

كشف المستور

ويفصل شاعر الأطلال إبراهيم ناجي ذلك السلوك الإنساني في قصيدته «تحليل قبلة»:

إذا كنت في شك سلي القبلة التي أذاعت من الأسرار كل دفين

مناجاة أشواق وتجديد موثق وتبديد أوهام وفض ظنون

وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح وتسهيد أجفان وصبر سنين

في المقابل، يعتقد الأديب عباس محمود العقاد أن:

«كل قبلة غير قبلة المرأة التي يحبها الرجل هي تضحية بل هي إن شئت سخرة!»

إلهام النجوم

من جانبها، تعتبر الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث القبلة دليل الرعاية والاهتمام: «قبلني وستكتشف كم أنا مهمة».

وفي الأدب يرى شاعر الرومانسية الإنجليزي بيرسي شيلي أن:

ضوء الشمس يربت على الأرض، وشعاع القمر يقبل البحر: ما قيمة كل هذه القبلات، إذا لم تقبلني.

بينما تعتبر الأديبة الأمريكية من أصل إيراني طاهرة مافي أن:

القبلة تلهم النجوم كي تجوب السماء وتنير العالم.

ويذكر أديب «البؤساء» فيكتور هوجو محبوبته بتعهداتها «وعدتني أن تمنحني قبلة على حاجبي عندما أموت. سأشعر بها».

بالمقابل، يناشد الأديب كريستوفر مارلو نصفه الآخر «اجعليني خالداً بقبلة»