السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«سائق توكتوك» مَدين يُعيد «كيس ذهب» بـ200 ألف جنيه لصاحبه

«سائق توكتوك» مَدين يُعيد «كيس ذهب» بـ200 ألف جنيه لصاحبه

«الأمانة كنز لا يفنى» عبارة تعلمناها في المدارس ونتداولها في أحاديثنا اليومية، وربما كان تطبيقها شاقاً على البعض، لكن البعض الآخر لا يجد للأمانة والقناعة بديلاً حتى وإن كان يعيش حياة متواضعة، مثلما هو حال سائق «التوكتوك» محمد صبري من قرية منشأة البدوي بُمحافظة الدقهلية شمالي مصر، والذي كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أمانته التي أصبحت كنزه الحقيقي.





الحكاية بدأت عندما عثر السائق الأمين على كيس أسود داخله كمية من الذهب، لم يُفكر للحظة واحدة في الاستيلاء عليها، رغم معاناته من مرض في قدميه لا يُعرف له علاج، ورغم أنه رقيق الحال، ولديه ديون يُطالبه بها أصحابها، هرع الرجل الأمين إلى زوجته، التي لم تُشجعه على استغلال الذهب الذي تتخطى قيمته الـ200 ألف جنيه مصري، وربما تكون سبباً في حل مشكلاته المالية، لكنها لم تفعل، بل احتفظت بكمية الذهب في منزلها، لعل أحداً يسأل عنه.



ويقول صاحب الذهب الجواهرجي حمدي فتوح: «في قريتنا الجميع يعرف بعضه الآخر، وهو ما طمأنني أن الذهب سيعود إليّ لذا لم أبلغ الشرطة، واكتفيت بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة أبناء القرية، ومُنذ الظهر وقت ضياع الذهب وحتى العشاء لم يتقدم أي شخص للإدلاء بأي تفاصيل عن الذهب الضائع، حتى كاميرات المُراقبة لم تُظهر شيئاً».

ويقول سائق «التوكتوك»: «أنا وجدت الكيس أثناء مروري في الشارع، وأنتظر أن يسأل أحد وهو ما لم يحدث، لذا سألت أحد كبار القرية، فأبلغني أن البلد مقلوبة على ذهب حمدي الجواهرجي، فذهبت إليه على الفور، وأعطيته ذهبه، والحمد لله أعطاني مُكافأة 5 آلاف جنيه، وسدَّد عني بعض ديوني، وأنا

رغم ضيق الحال لا أقبل مليماً من الحرام على أهل بيتي».

ويُعاني صبري من حروق شديدة في قدميه تعرض لها في صغره، وحتى الآن ورغم إجرائه عدداً كبيراً من العمليات الجراحية والتجميلية، ما زالت كما هي، حتى إنه لا يخاف من بترها كي يتخلص من آلامه.

ولأن الأمانة كنز لا يفنى، فكانت أمانة صبري هي الكنز الذي فُتح له، إذ تبنت الدولة حالته المرضية، وتم حجزه بمُستشفى حلمية الزيتون العسكري لإجراء جراحة في قدميه المصابتين، تقديراً لأمانته.